أراد أحد التجار أن يسافر في رحلة للتجارة، لكنه وجد أن ماله قليل، فذهب إلى رجل وطلب منه ألف دينار، فوافق الرجل بشرط أن يحضر التاجر شاهدًا وكفيلاً، فقال التاجر: كفى بالله شهيدًا وكفيلاً. فقال الرجل: صدقت. وأعطاه المال، ثم اتفقا معًا على موعد سداد الدين.وسافر التاجر إلى المدينة التي يريدها، فباع واشترى، وربح كثيرًا، وعندما اقترب موعد سداد الدين، ذهب إلى الشاطئ وبحث عن سفينة ليعود بها إلى بلده، لكنه لم يجد.فنظر حوله فرأى خشبة، فأخذها، وصنع فيها فتحة، ووضع بداخلها ألف دينار، ووضع معها رسالة إلى صاحب الدين، ثم أحكم عليهما الغطاء، ورماها في البحر، وطلب من الله أن يوصلها لصاحبها الذي رضي بالله شهيداً وكفيلاً، وحملت الأمواج الخشبة، حتى اختفت عن عين التاجر.وفي اليوم المتفق عليه لسداد الدين، خرج الرجل إلى الشاطئ وانتظر التاجر، فلم يجده، وعند عودته إلى منزله رأى خشبة في الماء، فأخذها لتكون حطبًا، فلما عاد لمنزله أحضر المنشار لينشرها. فوجد فيها المال والرسالة، فحمد الله.وبعد مدة عاد التاجر، وذهب إلى الرجل، واعتذر له، وقدم له الألف دينار، فلم يأخذها، وقال له: إن الله قد حفظ المال الذي أرسلته في الخشبة، فجزاك الله خيرًا أيها الأمين.
|
رمضانيات
المركب والخشبة
أخبار متعلقة