غضون
- من الأمثال الشعبية السيارة في اليمن قولهم: «صلوا على النبي يا أهل الدرب.. قالوا: لما يجي عبلة، و(الدرب) اسم منطقة في المشرق و (عبلة) هو شيخها.. ومعنى المثل واضح، أي تقول لهم: صلوا على النبي، فيردون عليك بالقول: سنفعل ذلك لما يحضر الشيخ! ودلالة المثل الشعبي واضحة أيضاً، وهي أن المرء يعاب إذا هو لم يقم بواجبه متذرعاً بغياب الآخرين، أو لأنه لا يريد القيام به إلا بحضرتهم، حتى لو كان هذا الواجب جليلاً مثل الصلاة على النبي!ومنذ الفترة التي تلت اتفاق 23 فبراير 2009م وظهر خلالها أن الحزب الحاكم يصر على ألاَّ ينفذ الاتفاق إلا بمشاركة أحزاب المشترك التي ظهر للحزب الحاكم أيضاً أنها لا تريد السير معه، كتبنا وكتب غيرنا أن على الحزب الحاكم أن يقوم بتنفيذ ما ورد في ذلك الاتفاق دون انتظار «عبلة» لأنه يملك القدرة على القيام به.. فما هي النتيجة؟ لقد أضاع الحزب الحاكم نحو عامين شغل خلالها بقضايا هامشية على حساب ما هو أساسي واستراتيجي.- أخيراً.. انتبهوا.. وصلوا على النبي.. وها هم يسيرون على السراط الديمقراطي وتركوا «عبلة».. وهذا جيد.. فقد تم تشكيل لجنة انتخابية عليا من قضاة الاستئناف وتم اتخاذ قرار نهائي بإجراء الانتخابات في موعدها، بعد أن تم إعادة طرح التعديلات القانونية على قانون الانتخابات في مجلس النواب، وتم التصويت على مواده التي تضمنت إصلاحات انتخابية كثيرة ليس في هذه المساحة سعة لعرضها.. وأخيراً تم طرح مشروع التعديلات الدستورية ذات الصلة بالإصلاحات السياسية في مجال النظام السياسي والنهوض بدور المرأة وتطوير نظام السلطة المحلية.. وبقي أن يحرص الحزب الحاكم على إنجاز هذه التعديلات لكي يطرح ما يتوجب الاستفتاء عليه على الشعب في استفتاء يتزامن مع الانتخابات النيابية القادمة.. وهنا نود أن نلفت الانتباه إلى أن مشروع التعديلات الدستورية المطروح الآن في مجلس النواب يتطلب عناية كبيرة من الفقهاء أو الخبراء الدستوريين خاصة في ما يتعلق بالكوتا النسائية، وكذلك عدم تحديد أرقام محددة في قضايا متغيرة وفي دستور يفترض أن يتصف بالثبات النسبي.- المهم.. أخيراً فعلوها.. وفي هذا الوقت القصير أو الحرج.. ومع ذلك لا ينبغي أن نظهر «شماتة»، ونقول: «أين كنتم من أول»؟! فالمهم الآن أن تستمروا في السير وأن تقدموا ما هو أفضل على كل مستوى وعلى مختلف الصعد..إن البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، في جانبه السياسي، كان يتعين أن يكون موضوعاً للتنفيذ منذ اللحظة التي تلت فوزه عام 2006م.. ولكن هذا لم يحدث لأن الحزب الحاكم كان ينتظر «عبلة» الذي تعمد عدم الحضور.. والآن يبدو أنه قد تفهم الدرس.. فصلوا على النبي وعلى الدوام ولا تنتظروا «عبلة» إذا كان يتعمد الغياب.