أزمة الأطفال شهدت تحركا سودانيا تشاديا فرنسيا
باريس / وكالات :شكلت فرنسا "خلية أزمة" لمعالجة أزمة محاولة تهريب أطفال من إقليم دارفور بصورة غير قانونية من تشاد إلى باريس, وذلك تزامنا مع بدء الخرطوم التحقيق في نفس القضية.وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن خلية الأزمة برئاسة وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد تهدف إلى متابعة النتائج الإنسانية للعملية المتعلقة بجمعية " آرش دو زوي" المتهمة بمحاولة تهريب الأطفال.وأضافت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية برنار كوشنر اتصل هاتفيا مع الرئيس التشادي إدريس ديبي, للتضامن مع الأطفال المعنيين بالقضية. كما أشارت إلى أن الخلية طلبت من سفير باريس في نجامينا الاهتمام بالوضع الصحي والحالة النفسية للأطفال.وكانت راما ياد قد قالت إن بلادها قامت بكل ما تستطيع لمنع المسئولين عن نقل هؤلاء الأطفال من تنفيذ مشروعهم.وأوضحت ياد في تصريحات تلفزيونية أن أعضاء الجمعية نفذوا العملية "سرا دون إبلاغ أحد ودون موافقة السلطات", وأشارت إلى أن حكومتها أحالت القضية للقضاء ووزارة الداخلية والهجرة. ووصفت الوزيرة الفرنسية العملية بأنها "غير قانونية وغير مسئولة".كما ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمحاولة التهريب، وقال المتحدث باسمه إن مكتب الادعاء في باريس فتح تحقيقا الأربعاء الماضي في "أنشطة وساطة غير قانونية بهدف التبني".وفي نفس السياق شكلت السلطات السودانية لجنة تحقيق رسمية بشأن أزمة أطفال دارفور. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن اللجنة تضم مسئولين من وزارة الخارجية والشؤون الاجتماعية والمجلس القومي للطفولة.وكانت الأمينة العامة للمجلس القومي أميرة فاضل قد نددت بشدة بـ"تهريب" الأطفال, كما تقدم وزير الداخلية السوداني زبير بشير طه بالشكر لحكومة تشاد لمنعها تهريب الأطفال.وتأتي تلك التطورات بعد إعلان السلطات التشادية توقيف طاقم الطائرة الإسبانيين بتهمة محاولة تهريب الأطفال, وذلك في إطار تحقيقاتها في القضية التي تشمل اتهام تسعة فرنسيين تابعين للجمعية.وفي وقت سابق توعد الرئيس التشادي بإنزال "عقوبة قاسية" على الجمعية, ووصف العملية بأنها "اختطاف صرف".وقال إدريس ديبي -أثناء زيارة لمركز اجتماعي في أبيشي "إنه عمل مروع بل إنها جريمة أندد بها بشدة," وأشار إلى أن كل الخطوات الإدارية والقضائية ستتخذ "حتى يدفع هؤلاء الناس وشركاؤهم الثمن جزاء أعمالهم". واعتقلت الشرطة التشادية الخميس الماضي تسعة فرنسيين -هم ستة أعضاء من منظمة "آرش دو زوي" غير الحكومية وثلاثة صحفيين- عندما كانوا يستعدون لنقل 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد وثمانية أعوام من مدينة أبيشي شرق تشاد، على متن طائرة فرنسية مؤجرة. ومن بين المعتقلين رئيس المنظمة التي قالت في وقت سابق من العام الحالي إنها تعتزم إحضار أطفال من إقليم دارفور إلى فرنسا للتبني. وتزعم منظمة آرش دو زوي -التي تأسست قبل ثلاث سنوات- أنها أرادت بفعلتها هذه أن تنقذ الأيتام من إقليم دارفور بإيوائهم مع عائلات فرنسية قبلت استضافتهم بعدما طلبت مبلغ 2400 يورو لتأمين احتياجاتهم واستئجار طائرة لنقلهم.