مع الأحداث
هاهي ذي مدارس المراحل الأساسية والثانوية ، وكذلك الجامعات في بلادنا ، ككل عام تتقيأ طلابها عقب إجراء الامتحانات النهائية ، من جوف الفصول والقاعات وكذا الساحات ، معلنة بذلك بدء الإجازة الصيفية والراحة من عناء عام من الدراسة والتحصيل العلمي .. ونقول للفائزين من أبنائنا الطلبة ( ألف مبروك الفوز والنجاح) و( هاردلك للراسبين منهم) مع حزننا العميق وأسفنا لأجلهم طبعاً .. لكن من ناحية أخرى أقول إن الإجازة الصيفية تدخل في نفوس أولياء الأمور ، والمجتمع ككل ، القلق والخوف من ماتضمره نفوس هؤلاء الصغار الفرحين! ، من إظهار الأفكار التطرفية والتصادمية والتعصبية، وبكل مساوئها وتناقضاتها السيئة!.وخوفنا هذا يلج بنا ومن غير شعور منا - إلى عالم هو اجسنا ، ونجد أنفسنا أمام تقافز الأسئلة المؤرقة لسكينتنا ! ، وهي أسئلة مهمة وخطيرة ، بشأن أحوال هؤلاء الصغار الفرحين بإجازتهم الصيفية ، وأول هذه الأسئلة : هل سيستطيع هؤلاء الشباب الاستفادة من إجازتهم الصيفية هذه ، ويتحولو معها وبها إلى الشباب المثالي والخلوق في تصرفاتهم وسلوكهم ، والباحثين عن المعرفة والعلم وكسب الأصدقاء ، والاطلاع الفكري والثقافي ، من خلال الالتحاق بأحد المراكز الصيفية المقامة ، أو بأحد التجمعات الثقافية أو الخيرية ، أو الدينية أو الرياضية ؟والمشاركة بفعاليه في اللقاءات والندوات الفكرية ، أو النشاطات التي تقام في تلك المراكز الصيفية ، تحت إشراف أساتذة متخصصين ،ومشرفين اجتماعيين ، عندهم القدرة على العطاء ، وإعطاء المشاركين كل المعارف والنصائح التي يصبون إليها ، وقد أولت الدولة جل اهتمامها ورعايتها ودعمها منقطع النظير لإقامة مثل هذه المراكز الصيفية ، في مراكز ومديريات المحافظات جميعها ، وفي مقدمتهما الرعاية الأبوية المقدمة من قبل راعي الشباب الأول ، الأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية. أما ثاني الأسئلة فهو هل سيتجنب الشباب كل ما سبق وقلناه؟ .. ويفترشون أرصفة الطرقات والشوارع ومداخل الحارات والأزقة ، ويرتادون المقاهي واللوكندات ، ويمتهنون إجازتهم السلوك السيئ وغير السوي ، ويقتلون في أنفسهم ومبادئهم ما يمثل القيم الأخلاقية النبيلة ، ويتعاضدون مع رفقاء السوء في معاكسة وأذية أعراض الناس؟! فسلوك الشباب وتصرفاتهم تكون متوقعة ، نتيجة الفراغ والتغيرات الفسيولوجية لهذه السن ، سن المراهقة والطيش والتهور والعناد و(البلطجة) على خلق الله ، واتخاذهم السلوك الشائن والمرفوض اجتماعياً وأخلاقياً!! .. وثالث الأسئلة : هل سيزداد عدد المجرمين بينهم، ويتساقطون كفرائس سهلة الاصطياد ، بين براثن ومستنقعات الإدمان والرذيلة ، وممارسة (البلطجة) الشبابية و(الفتونة) ، وكراهية الآخرين!؟ أم أنهم سيتشكلون على أخلاف ذلك، ويكونون مثلما يراد لهم أن يكونوا ، بالسلوك الحسن والأخلاق الحميدة ، محافظين على أنفسهم من الرذائل والموبقات ، مراعين كل قيم مجتمعهم ودينهم الإسلامي الحنيف ، ونجباء طائعين لأهليهم ومفيدين لمجتمعهم ووطنهم.