زواية ( مدارات )
محمد الامير رغم انقضاء الساعات القليلة القادمة التي تفصل ايران عن يوم الغد ، الا ان طيران لاتزال تندفع باصرار لا لاثبات رحقها في الطاقة النووية وحسب ، بل حتى في كم وحجم التفاؤل الكبير الذي يحدوها . وايران كما يتضح انها تثق - ثقة عمياء وبلاحدود - في ان مجلس الطاقة الذي سيعقد اجتماعه غداً لن يستطيع ان يقف في مجابتها او ان يذهب اكثر من احالة الملف النووي من طاولته الى مبنى الامم المتحدة. فبعد ان انتهت مفاوضات الوفد الايراني الترويكا الاوروبية ، لم يبدو على الوفد الايراني تخوفات ظاهرة من فشل هذه المفاوضات جراء عدم تنازل الايرانيين عن اي نقطة من النقاط المطروحة . لكن ثقة طهران يمكن ان تفهم من خلال التكتم الذي بدأ على نتائج المباحثات الايرانية الروسية في جولتيها في موسكو وطهران والتي جعلها ساسة كل من البلدين عرضة لتأويلات الشارع السياسي لاسيما في اوروبا وامريكا مما دفع الكثير من الوكالات الى الاستنتاج انها بأت بالفشل . وعليه فإن كل من طهران وموسكو جعلا الاعلان عن نتائج لقاءاتهما رهناً لنتائج محادثات ايران مع الترويكا الاوروبية . وبما انه كان متوقعاً الى الحد الاقصى بأن نتائج هذه المحادثات ستبوء بالفشل لالتمسك ايران وعدم تنازلها عن اي من النقاط المطروحة من قبل الترويكا الاوروبية ، بل ماتراه ايران بأن اي شرط لايقر بحقها من الطاقة النووية السلمية يعد امراً ناتج عن ضغط امريكي اسرائيلي لاخضاعها وحرمانها من هذا الح. لذا فإن من المتوقع ان تعلن - كل من روسيا وايران خلال هذه الاثناء عن التوصل الى حل يفضي في المحصلة النهائية لنزع فتيل الازمة بين ايران والغرب . لذا فإن الجانبين الروسي والايراني يدخران الحل في الفرصة الاخيرة للاجتماع بين احمد نجاد وبوتين ليعلن عن الاتفاق على صفقة يتم بموجبها البدء عملياً عن بدء تنفيذ اتفاق حول تخصيب اليورانيوم في روسيا . وبما انه مايهم الولايات المتحدة الامريكية والترويكا الاوروبية ومن يملك بعض المخاوف من البرنامج النووي الايراني يكمن بالذات في قضية تخصيب اليورانيوم وبما ان روسيا قد احرت - من خلال المواقف المعلنة - انه لن تبدأ اي خطوات مشتركة مع ايران الا اذا سلمت ايران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم . وابعد من ذلك حتى لو لم يتم الاعلان - حتى الغد - عن اتفاق روسي - ايراني ولو اتخذ مجلس الطاقة النووي ينقل توصية الى مجلس الامن .. فأن لاشيء كثير يمكن ان يتغير.فمجلس الامن الدولي سيبدأ مناقشة الملف الايراني من الصفر ، وهذا يعطي ايران الكثير من الوقت . ناهيك عن عدم الاجماع فعدد من الدول في مجلس الامن لاتزال غير قابلة لان تصوت لفرض عقوبات اقتصادية على ايران . وعليه لن يتمكن مجلس الامن الدولي من اتخاذ اجراءات فورية في الوقت الراهن وعلى المدى القصير والذي تجد فيه ايران متسعاً للمناورة . كما ان الروس يبدون اكثر حرصاً على ابعاد وكالة الطاقة الذرية عن ممارسة اي دور سياسي سواء اكان مع ايران اوسواها ، والتي يتمحور عملها في الاساس تقني فني بحيث ان لاتتورط في مساءلات وقضايا سياسية .