الوطن أغلى قيمة في هذا الوجود، الوطن لأي إنسان هو الوجود والعزة والكرامة، الوطن للإنسان هو الأم التي لا يرضى عنا الله حتى نطيعها وإن قست علينا وأن نرحمها ونبرها وإن عصت الله وعبدت معه إلهاً آخر.. هذه المعاني التي تجسد الوطن تكاد تكون غائبة عن كثير من اليمانيين فهم لا يعرفون عن اليمن الا أنها دولة فقيرة وهي فعلا كذلك أما السبب وراء فقرها فهو نحن اليمنيين أنفسنا.في بداية القرن التاسع عشر كانت مصر تشق طريقها لتكون من الدول المتقدمة، وقام مجموعة من اليابانيين بزيارة مصر ليستفيدوا من خبرة المصريين من أجل أن تنهض اليابان التي كانت وقتها من الدول المتأخرة، الآن اليابان دولة اقتصادية عظمى ومصر من الدول النامية بالرغم من ما تملكه من المقدرات البشرية والطبيعية والإرث الحضاري، وبالرغم من أن اليابان لا تملك ما تملكه مصر عندما بحث الخبراء لإيجاد الأسباب وراء ذلك وجدوا أن أهم الأسباب أن اليابانيين جعلوا لأنفسهم هدفاً استراتيجياً واحداً يشارك فيه جميع أفراد الشعب وهي أن تكون اليابان دولة ذات اقتصاد قوي.نحن الآن في عام 2006م اليمنيون مازالوا لا يدركون بعد أن كل المقومات التي تجعل من اليمن دولة أفضل مئات المرات قائمة فاليمن بلد زراعي لكنها لم تستغل الزراعة بالشكل المطلوب، فبلد مثل لبنان يصدر من سهل البقاع العديد من المنتجات الزراعية للدول العربية واالخليج وأوروبا وعدد من دول العالم بينما اليمن لا يشكل مدخول الزراعة لديها رقماً يذكر بالرغم من أن مساحة اليمن أكبر بكثير من لبنان نفسها ولديها تنوع مناخي حيث الفصول الأربعة تتوزع على مناطق اليمن بنفس الفترة فالمنطقة التي تنعم بالربيع تقابلها منطقة أخرى بنفس التوقيت تكون بفصل الصيف مما يدعم توفر الفاكهة أو الخضرة طوال السنة، واليمن بلد سياحي فريد ومع ذلك مازال السياح عددهم لا يتجاوز الآلاف مع أن كل منطقة باليمن تشكل مجتمعاً مختلفاً له تاريخ وحضارة مختلفة بالرغم من أن هناك محاولات غير ناضجة لجعل اليمن نسخة واحدة الا أن كل منطقة باليمن هي شيء لا مثيل له بالعالم فمدينة صنعاء القديمة مدينة لا تشبهه أي مدينة في العالم وكذا منطقة يافع بمبانيها الجميلة ومنطقة شبام ناطحات سحابها الطينية عدا جزر اليمن وعدا التنوع الجغرافي ومع ذلك مدخول السياحة لليمن بسيط مقارنة بما تملكه اليمن من مقدرات سياحية هائلة واليمن لديها ثروة بشرية كبيرة فاليمانيون شعب نشيط لديه الاستعداد لعمل أي شيء وصناعة أي شيء لكنه يحتاج إلى الدعم والعلم والإرشاد والاطلاع على ما لدى الآخرين كي يستطع أن يطور نفسه لكي يساهم بنهضة اليمن حيث عدد سكان اليمن حسب الإحصائيات 20 مليوناً إلا أن اليمنيين يتجاوزون ذلك الرقم بكثير فلدينا مهاجرون في أندونيسيا وماليزيا مازالوا يتذكرون أن أصولهم يمنية وإن نسوا لا بد أن نذكرهم ، وهناك آخرون في الخليج وأفريقيا وعدد منهم في روسيا وأوروبا وأمريكا هؤلاء بمجموعهم لو استغلوا بشكل ناضج كل تبعاً لما تمتلكه البلد المضيف لشكلوا قوة اقتصادية بحد ذاتها فمن الدول العربية نشكل الاستثمار بجميع زواياه ومن شرق آسيا نقل التكنولوجيا والصناعات الصغيرة وأمريكا وأوروبا النهضة العلمية هؤلاء لكي يساهموا بنهضة اليمن يحتاجون منا أن نوفر النظام ولا أقول الأمان فاليمن بلد آمن بفضل الله ثم طبيعة اليمنيين المسالمة والجهود القائمة من الحكومة لكن ما ينقصنا هو تطبيق النظام في جميع جوانب الحياة ونحن نستغرب لماذا لا نكون منظمين في المدرسة والمستشفى والدائرة الحكومية وفي الشارع واليمن تخسر المليارات على أجهزة الأمن بمختلف جوانبه وعلى القضاء ومجلس النواب الذي يسن التشريعات لكي تطبق القوانين.واليمن لديها مخزون من الثروات المعدنية والنفطية والغازية وغيرها من ركائز القوة التي تمتلكها اليمن والتي لم تستغل بما فيه الكفاية ومع كل ما ذكر ولم يذكر من مقومات النهضة لليمن نسمع الكثير ممن يقلل من قيمة اليمن وأركان قوتها متعللاً بالمعوقات التي بأيدينا صنعناها وهو جزء لا يتجزأ منها أو مشككاً بمقدرات اليمنيين وثروات الوطن ولكننا نذكر المشككين في قدرة اليمن على النهوض بكلام الله سبحانه وتعالى وبسنة نبيه حيث أن الله سبحانه وتعالى خص سورتين بالقرآن تذكر اليمن وهما سورتا سبأ والأحقاف، والله سبحانه ذكر أرضنا اليمنية بأنها أرض طيبة والرسول ذكر اليمانين بأنهم أهل إيمان وحكمة.[c1]د. لينا عقيل العبادي[/c]
حتماً سينهض الوطن
أخبار متعلقة