السنيورة : طلائع القوة الدولية تصل الى لبنان قريباً
بيروت/وكالات: لقي جندي إسرائيلي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون بجراح أمس في عملية هي الأولى من نوعها منذ تثبيت وقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان.وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن لغما أرضيا انفجر بدبابة إسرائيلية في مزارع شبعا أعقبه إطلاق القوات الإسرائيلية أربع قذائف مدفعية ونيران الرشاشات من داخل المزارع باتجاه بلدتي شبعا وكفرحمام.وذكرت المصادر اللبنانية أن القصف استمر ثلاث ساعات ولم يوقع إصابات فيما لم يصدر تعليق فوري إسرائيلي على الموضوع.وقال شهود عيان إن مروحية عسكرية إسرائيلية نقلت مصابين من مكان الانفجار الذي لم تتبناه أي جهة.يشار في هذا الصدد إلى أن قوات إسرائيلية لا تزال تتمركز في نحو تسعة مواقع داخل الأراضي اللبنانية بحجة انتظار وصول تعزيزات لقوة المراقبة الدولية استنادا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.والهجوم هو الأول من نوعه منذ إقرار وقف العمليات الحربية بين حزب الله وإسرائيل قبل تسعة أيام. مع العلم أن تل أبيب قامت بسلسلة خروقات خلال الفترة ذاتها أبرزها عملية إنزال فاشلة قرب بعلبك أدت إلى مقتل ضابط وإصابة ثلاثة.وجاء الهجوم بعد ساعات من تحذير موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن من تفجر القتال مجددا نتيجة الفراغ الأمني في جنوب لبنان. وأوضح لارسن أن انتشار الجيش اللبناني والقوة الدولية قد يحتاج ثلاثة أشهر لسد هذا الفراغ.وقال إن الموقف "معقد وخطير للغاية، وأي حوادث غير متعمدة يمكن أن تفجر العنف مجددا، وهو ما يمكن أن يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة".تحذيرات لارسن جاءت بينما كثفت المنظمة الدولية تحركاتها للحصول على تأييد عدد من الدول للمشاركة بقواتها في لبنان. ويعقد في بروكسل يوم الجمعة المقبل اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لحسم مسألة المشاركة الأوروبية في يونيفيل.ويأتي الاجتماع استجابة لدعوة إيطاليا التي أعلنت استعدادها لقيادة يونيفيل وسيعقد بمشاركة الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان. وتركز المناقشات على عدد الجنود الأوروبيين الذي تراه الأمم المتحدة غير كاف حتى الآن.وقد أعلن وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أن بلاده تعتزم المشاركة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف جندي شريطة أن تحترم إسرائيل الهدنة. وتوقع أن يمثل هذا العدد نحو ثلث القوة التي سترسلها أوروبا كلها لتعزيز القوة الأممية بحيث يصل عدد جنودها إلى 15 ألفا.وإلى جانب إيطاليا ستأتي القوات الأوروبية أيضا من إسبانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا إضافة للدعم اللوجستي من ألمانيا. وأعرب داليما عن أمله في أن تعيد فرنسا النظر في عرضها بتقديم مائتي جندي فقط.وكان من المتوقع أن تقدم فرنسا على الأقل ألفي جندي لتتمكن الأمم المتحدة من نشر 3500 جندي قبل نهاية الشهر الجاري.وتبدي دول أوروبية عدة أسئلة بشأن قواعد الاشتباك، وكشفت وثيقة للأمم المتحدة أنه سيسمح لجنود يونيفيل باستخدام القوة للدفاع عن أنفسهم أو لحماية المدنيين أو مواجهة أي محاولة مسلحة للتدخل في مهماتهم. في غضون ذلك أعرب رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة عن اعتقاده أمس الاربعاء بان طلائع قوات حفظ السلام الدولية ستصل الى لبنان قريبا.وقال السنيورة في مؤتمر صحفي "بالنسبة لموضوع تأليف القوة الدولية اميل الى الاعتقاد باننا على مشارف وصول طلائع القوة الدولية عما قريب."ومن المقرر ان تعمل قوة الامم المتحدة وقوامها 15 الفا الى جانب قوة مماثلة في الحجم من الجيش اللبناني نشرت بالفعل في جنوب لبنان. وتعتبر القوات الاوروبية ضرورية اذا كانت المنظمة الدولية تريد تشكيل قوة متقدمة قوامها 3500 ترسل الى لبنان بحلول الثاني من سبتمبر.وقال السنيورة "نرحب بدور اكبر لفرنسا لكي ترسل قوات اكثر وتمنينا على فرنسا ان تشارك بعدد اكبر من القوات."وأضاف "الترحيب بايطاليا كصديق كبير للبنان الى جانب الترحيب ايضا بالقوات الفرنسية وايضا تحفيز الحكومة الفرنسية على القيام بخطوات اضافية عما قامت به بارسال 200 جندي اضافة الى 200 جندي الموجودين لاستمرار جهود الدعم التي تقدمها فرنسا."وتطوعت ايطاليا بقيادة قوة الامم المتحدة الموسعة لتحل محل الجنرال الفرنسي الذي يقود حاليا قوة اليونيفيل.وبالنسبة لامكانية تجدد الحرب قال السنيورة "لا يستطيع احد ان يعطي ضمانة لاننا في مرحلة وقف الاعمال العدائية لكن استطيع ان اعطي شيئا من الطمأنينة."واضاف "اعتقد ان الولايات المتحدة يمكنها القيام بالمزيد على مستوى الدعم السياسي للبنان اعتقد انها من الممكن ان تساندنا في ممارسة ضغط حقيقي على اسرائيل لرفع الحصار وللتأكد من مشاركة دول اخرى في تقديم المساعدات السياسية والمالية للبنان."اعتقد ان الولايات المتحدة تستطيع ومن اللازم ان تقدم مزيدا من المساعدات على هذه الاصعدة."واشار السنيورة الى ان حجم الدمار الذي خلفته الحرب الاسرائيلية كبير جدا لكنه اعرب عن نية الدولة دفع تعويضات عن الوحدات السكنية والتجارية المتضررة. وقال: "الدولة ستتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين...والدفع لذوي الشهداء والجرحى والمعوقين."في سياق آخر حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن نشر قوات دولية على الحدود بين سوريا ولبنان "يخلق حالة عداء" بين البلدين، قائلا إنه يمثل "سحبا للسيادة اللبنانية".وتزامن نشر تصريحات الأسد مع مواصلة الجيش اللبناني أمس تعزيز إجراءاته على الحدود مع سوريا استجابة للقرار 1701.ودعا الأسد في تصريح لإحدى القنوات الفضائية العربية الحكومة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها وعدم تخريب العلاقة بين البلدين.. وبحسب ملخص للقاء رفض الرئيس السوري ترسيم الحدود في مزارع شبعا قبل انسحاب إسرائيل منها.وفي رد على تصريحات الأسد قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس: إن من المهام الرئيسية التي ستواجه قوة الأمم المتحدة في لبنان ضمان عدم تهريب السلاح إلى حزب الله عبر الحدود.