مدارات
عاشت غزة ومازالت كل أيام عيد الأضحى عدواناً صهيونياً غاشماً استهدف شمال القطاع، وجنوبه ،ووسطه ،وبدلاً من أن يتفرغ مواطنو القطاع لهذا اليوم المبارك ويقومون بذبح الكباش ضحية العيد، ضحوا بأبنائهم دفاعاً عن الوطن والأرض والعرض وسقط العشرات من الشهداء والجرحى ، لتبارك دمائهم الزكية تراب فلسطين، وليسجل التاريخ تضحيات هذا الشعب العظيم وإرهاب الحكومة والجيش الصهيوني، والصمت العربي المخزي أمام العدوان الصهيوني على غزة وفي أيام العيد تحديداً، يؤكد على همجية هذا العدو ومعاداته للإنسانية، وتجرده من الأخلاق ، ويؤكد في نفس الوقت إنه الإرهاب بعينه، والا كيف لنا أن نفهم قتل الأطفال في يوم عيدهم، وحرمانهم من الفرحة، وما يبعث الدهشة بعد كل هذا يتحدثون عن السلام، ويجالسون السلطة الفلسطينية وتجالسهم في مشروع وهمي يسمونه السلام، ويصدق الجميع هذه الكذبة الكبيرة أو حتى بعض الأشقاء العرب ويسيرون خلف الوهم والسراب بحثاً عن السلام؟حتى نتفق ونكف عن الرهان؟، متى نقتنع بأن هذا الكيان الصهيوني لايريد الا الاستسلام؟ ، متى نفهم بأنه لايقبل في فكرة وإستراتيجية قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ؟ متى نصحو من النوم وهو يضم القدس ويهودها في كل يوم ويفرض سياسة الأمر الواقع؟ ومتى ، ومتى أيها الأشقاء ويا من أنتم أمناء على القضية من سلطتنا الفلسطينية؟ ألم يحن الأوان لنا جميعاً لمعرفة طبيعة اليهود الصهيونية، وبأنهم لا دين ولاعهد لهم، وبأنهم قتلة الأنبياء؟نحن لا نطلب من السلطة الفلسطينية ولامن الأشقاء العرب أن يقاتلوا إسرائيل، ودعونا نأتي معهم ونقول أن موازين القوى لاتسمح بذلك، وأن المتغيرات الدولية، والقطب الواحد، وكل هذا الكلام الذي لاينتهي، ولكن نطلب منهم أن لايقفوا في وجه المقاومة ولايصنفوا المقاومة إرهاباً ، ولايجردوا المقاومين من السلاح ولايحاوروا العدو على الأقل وهو يقتل ويعتقل أولادنا ويحاصر شعبنا ويحرمهم من الغذاء والدواء.ونطلب منهم أن يكونوا خير داعم ومعين لهذا الشعب المحاصر، ونحن على ثقة بأن هذا المتغير الدولي والاختلال في موازين القوى لن تبقى على حالها ، وسيأتي الوقت الذي تنتصر فيه هذه الأمة.