صباح الخير
لا أدري كم من الزمن تحتاج إدارات المرور في محافظة عدن وغيرها من محافظات البلاد، حتى تصل إلى القناعة اللازمة بضرورة الفحص الدوري لسيارات وسائقي الخدمة العامة “سيارات الأجرة” مع أن الحالة الفنية للسيارات تصل في كثير منها إلى الحضيض فيما تصل اللياقة العقلية والأخلاقية لكثير من السائقين إلى درجة مخيفة، فأنت يومياً لن تعدم أن تواجه سائقاً في حالة “طوسان” متواصل، أو مختلاً عقلياً ونفسياً، أو سيئ الأخلاق والمزاج لا يعرف لأحد حقاً، ولا حظاً من الاحترام والصبر والأناة التي يفترض أن يتميز بها صاحب هذه الخدمة.وتصور قارئي الكريم بعد ذلك حال الشائب أو العاجز أو المرأة أو الطفل، وهو يركب مع سائق “مصروع” أو “مدوخ” أو “بلا أخلاق” لا يعرف سوى أن يشحن “زبالته” التي يسميها سيارة بالركاب، وبعد ذلك ليركب الراكب على حديد، أو دبابيس ناتئة، أو على شفرة نافرة من جسم السيارة “أقصد المزبلة”.ليس ذلك فحسب، بل ولا بأس أن يجلس الإنسان على مؤخرة أو على رأسه “هو ونصيبه” ولا ضر أن ينزل من على السيارة على قدميه أو على رأسه، أو قفاه.أهم شيء عندهم أن يظل صوت المسجلة يشق عنان السماء، كأي “مخدرة مشاغبة” و”ما حد أحسن من حد” وألا يحتج أحد على شيء، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينزل ساكن المعلا في حجيف، أو صاحب حجيف في التواهي، وساكن المنصورة في الشيخ عثمان، لأن المسألة ما تحتاج، وكل ما في الأمر خطوات وخطوات لتحقيق أهم هدف وهو : هدف الرياضة للجميع!!وإذا كان الراكب “مدحملاً” ولم يصدق أنه جلس على المقعد، وأرتاح لا يجد هؤلاء ما يمنع من أمره بالقيام إلى الكراسي الخلفية والانحناء لأن الانحناء رياضة مفيدة للظهر، وهو صاحب المال، وإذا رفض فما عليه إلا أن يتحمل النتائج ، وكل على حسب نصيبه لسبب بسيط هو أن بإمكانه مثلاً أن ينزل ويدفع الأجرة باحترام، أو يأخذ سيارة إنجيز، أو حتى يسرب من ماء البحر، مالم فعليه بالدخول في حلقة المصارعة و (الراجل يضرب وينضرب)!!.أنها مضحكات مبكيات .. بلايا لاعد لها .. أدناها تخفيض وزن مريض السكري بشيء من الكشط اليومي لجلده وشحمه تمهيداً لتخفيض كبير في وزنه بالشروع في اتخاذ الإجراءات الطبية لبتر أطرافه .. و .. للموت علينا حق !!فيا إدارات المرور .. تمعنوا في الحال .. فقد بلغ السيل الزبا .. وبالصدق نخاطبكم إن كثيراً من آليات الخدمة العامة وسائقيها قد خرجوا منذ زمن عن الجاهزية .. رجاء أميطوا عنا الأذى .. فإن أذى الخدمة العامة قد تكاثر جداً جداً .