صباح الخير
ايماناً بالحقيقة التي تقول ان الحضارة لا تموت ومن خلال المراجعة السريعة لتاريخ اليمن عبر القرون مروراً بسنوات الازدهار أو تلك التي كانت عكس ذلك .. نجد شواهد عدة بأن الإنسان اليمني وعلى امتداد الخريطة اليمنية كان له تجارب ناجحة صنعها من اجل رخائه واستقراره و الأكثر من ذلك تعامل مع الارض وما تمتلك من مقومات من اجل الإنسان ..وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا نجد الإنسان اليمنى يعتمد على الأسلوب التعاوني والديمقراطي في إدارة شؤونه وموارده ..فمن الصعب أو المستحيل القول بأن الحضارة اليمنية والدولة المتعاونة قامت بأسلوب غير ذلك .., وإذا كانت آثارنا تدل علينا وعلى الأسلوب الديمقراطي كما ان القران الكريم اكبر دليل على أن اليمن والحضارة اليمنية تكونت وانطلقت معتمدة على جذور ديمقراطية والأخذ برأي الجماعة في القيادة مسيرة البناء والحكم الرشيد.. و27 ابريل تاريخ يجب الوقوف عنده لربط ماضي اليمن الحضارة بالحاضر والمستقبل منطلقين من الحقيقة التي لا غبار عليها بان تجربة اليمن ذات منشأ محلى ووطني ولم تكن مكتسبة أو منقولة من تجارب الآخرين ,.. بالرغم من عوامل الإحباط ذات المصادر المختلفة ومنها مصادر داخلية وخارجية فقد تمكنت التجربة اليمنية من تثبيت جذورها والمضي في النمو والتطوير ويمكن إيجاز ذلك في ما يلي .أولا:- جاء 27ابريل بعد ما تمكنت الثورة اليمنية وتمكن معها الشعب اليمنى من الدفاع عنها والقضاء على كل المحاولات التي كانت تهدف إلي إحباط الثورة والقضاء على أهدافها ومن خلال السنوات التي سبقت هذا التاريخ كان ولابد من المضي في تحقيق أهداف الثورة الستة والتي في مقدمتها بناء مجتمع ديمقراطي . ثانيا:- بعد ذلك كان لازما أن تخطو اليمن خطوات تضمن لهذا الوطن بلوغ الأهداف والتعامل مع معطيات ومتطلبات كل مرحلة على حده وكان لابد مما ليس منه بد أن تكون البداية صحيحة في إعداد الوطن والمواطن لتحمل المسؤولية وبصورة تدريجية تضمن النجاح بما في ذلك تخطى وتجاوز كل عوامل الإحباط التي ولاشك كان مصيرها الفشل أمام الإصرار على مضي في بناء قاعدة ديمقراطية مرتبطة بالواقع تنمو وتتطور عبر مراحل المسيرة التنموية التي شهدها الوطن منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم .ثالثاَ:- كان لذلك اليوم في تاريخ هذا الوطن فضل في اكتشاف الخصائص الحضارية للإنسان اليمنى ومنذ ذلك التاريخ واليمن يسير في اتجاه بناء وترسيخ تجربة يمنية المنشأ ,.. وإذ يجد كل باحث ومتتبع كيف تمكن الإنسان اليمنى من استيعاب التجربة الديمقراطية هذه التجربة التي صممها وحدد ملامحها وأهدافها أبناء هذا الوطن بقيادة الزعيم والقائد الفذ الرئيس على عبد الله صالح وتحول الحلم إلى حقيقة والتجربة إلي تأكيد بأن الخيار الوحيد والأسلوب الأمثل لبناء الوطن والمحافظة عليه باتباع العمل الديمقراطي . رابعاَ:-من خلال مسيرة العمل الديمقراطي والتجربة اليمنية في مجال الديمقراطية كان ذلك التفاعل رغبة واستجابة كل أبناء اليمن في الممارسة والمشاركة في بناء هذا الوطن وتطوير وتحديث مسيرته ..ومن الشواهد على ذلك الانتخابات المتتالية لمجلس النواب والمجالس المحلية بما فيه ذلك الإقبال المتزايد في المشاركة للرجل والمرأة على حد سواء ومن دورة انتخابية إلي دورة أخرى حيث نجد الوعي المتزايد للمواطن في ممارسة حقه وفقا للدستور والقانون .خامساً :- كان 27 ابريل منطلقا لإيجاد التشريعات المنظمة لمسيرة البناء الديمقراطي ومن خلال القوانين التي تم استحداثها وما رافق ذلك من تزايد الوعي بأهمية تلك التشريعات أو إيجاد أنظمة ولوائح تمنح تجربة اليمن المزيد من الرسوخ والثبات للتعامل مع المستقبل ومتطلبات المراحل القادمة .سادساً:- إذا كان 27 ابريل قد اوجد قاعدة تُمكن جيل اليوم والأجيال القادمة من إثراء التجربة اليمنية نجد من الأهمية بمكان أن تعتمد الأحزاب والأنظمة السياسية على الأسلوب الديمقراطي في بناء هذا أو ذاك من الحزب أو التنظيم السياسي فمن الصعب بل من المستحيل أن تبنى تجربة الوطن الديمقراطية في غياب الممارسة العملية للأحزاب والأنظمة السياسية وصولا إلي قيام المنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني على أسس ديمقراطية وبما لا يتعارض مع تجربة اليمن التي يجب ان تكون يمنية المنشأ والتطبيق وفي هذه المنافسة كم نحن بحاجة إلي قيام مراكز الأبحاث بالدراسة والتحليل لمسيرة وتجربة اليمن ومنحها المزيد من الدارسات التي تضمن لها النمو والتحديث وبالتالي منحها الجهد والوقت وتمكين الأجيال القادمة من السير بخطاها في بناء اليمن وتحديثه مؤكدين بأن التجربة اليمنية هي من صنع كل أبناء اليمن والدليل على ذلك بأن الميثاق الوطني أعده وأنجزه كل أبناء اليمن بمختلف شرائحه بالرغم من وجود براميل التشطير.* عضو مجلس الشورى