( شبكة العروس ) وأبو الذهب
« الشبكة » عادة عبارة عن «أسوارة وحلق وخاتم ودبلتين من الذهب» لا تتعدى قيمتهم الآلاف من الريالات وسبب نجاح هذه الشبكة يعود إلى رغبة هذا الجيل الذي يقبل على الذوق وخفة الوزن وقد أصبحت هذه الشبكة تسمى الشبكة الشاملة وهي تزف الأذن والرسغ والأصبع وفي حدود إمكانات الشباب الراغب في الزواج حديث التخرج والأسوارة عبارة عن صف من الورد الملون بذهب أبيض أو أصفر أو أحمر والأحجار من الياقوت الأحمر والزفير الأزرق والألماس الأبيض وهو الألماس الطبيعي ولا يختلف عنه ويصعب تمييزه ولا تلتقطه سوى العين الخبيرة المدربة ، وهو براق ويخطف الأضواء وينافس بريق الألماس ويمكن استمرار تلميعه وهو سهل التنظيف بالصابون الصناعي وفرشاة الأسنان . وينصح خبراء المجوهرات أية سيدة تمتلك مجوهرات حرة أو مقلدة بتنظيفالجواهر بهذه الطريقة: يوضع مسحوق الغسيل في طبق « تيفال» ويتم التنظيف بالمسحوق بعد إضافة الماء وبفرشاة الأسنان حيث تعود اللمعة إلى الفصوص أما الذهب فيتم تلميعه بفوطة صفراء.والخاتم في الشبكة عبارة عن دبلة عيار 18 وميزة الذهب عيار 18 قيراط أنه أفضل أنواع الذهب لإمكاناته وسهولة تشكيله وميزة هذه « الشبكة « أن الحلق والطوق والأسوارة متلائمة وتتماشى مع الذوق العام ولاسيما شباب هذا الجيل. ومن حكايات « الشبكة» أن العريس يقع تحت طائلة ضغوط عديدة والمرافقون عادة جبهتان الأولى مع العريس وتخاف على فلوسه وتطلب (المعقول) والجبهة الأخرى مع العروس وتغالي في نوع الشبكة بحجة أنها ليست أقل من شقيقتها أو بنت عمها أو بنت خالتها وهي تطلب أفضل وأغلى وأحلى شبكة.بينما العريس والعروس لهما رأي مخالف تماماً أنها لا تود إرهاقه حتى لا يطفش من أولها وهو يود إسعادها ولكن اليد قصيرة والعين بصيرة و الشبكة غالية.فقد تبدأ مشاكل العروس وعريسها أمام فاترينة العرض للمجوهرات وتظهر أم العروسة على حقيقتها ودائماً تتدخل لأنها ترى أن الشبكة هي قيمة العريس وأحياناً يحدث (شد وجذب) أمام الجواهرجي ويضطر إلى التدخل لفض الاشتباك الكلامي وأحياناً تضغط الأم على أبنتها لكي تقبل شيئاً غالياً لا تريده العروس.. وهنا يتدخل أحياناً الجواهرجي الخبير في الوقت المناسب ويحاول مساعدة العريس لإنقاذه من ورطة مقدم عليها أو وقع فيها.وحتى لا يفسد العلاقة فإن الجواهرجي ينصح كل عريس بأن يضع أمام الجواهرجي (حدود إمكانياته) ويصرح بالمبلغ الذي في حدوده يرغب في شراء الشبكة به وفي نفس الوقت (لا يغالي) الجواهرجي في عرض مجوهرات غالية الثمن أمام العروس وأمها حتى لا تتشبث العروس بأشياء جميلة قد لا تكون في مقدور العريس.وأحياناً كثيرة يزور أهل العريس الجواهرجي قبلها بيوم ويتفقون معه على الإمكانات ويحدد مسبقاً نوع الشبكة حتى لا يقف موقفاً حرجاً أمام عروسه وأمها.وهناك عائلات يتدخل فيها (أبو العروس أو العريس) ويعرض أحدهما التدخل لدفع الفرق رغبة منه في كسب العريس أو العروس وهذه طباع الأسر الطيبة وأحياناً تتدخل الأم وتقول :نحن لا نفرط في العريس لأنه من أسرة طيبة ونحن نشتري معدن الرجال وليست المعادن الصامتة وبهذا يتم إرضاء كل الأطراف.عندما يشعر العريس أن تدخل الأب والأخ في دفع ثمن (فرق) الشبكة يحرجه ويتدخل الأب قائلاً : نحن لا نريد سوى مساواة شبكة الأبنة الصغرى بالكبرى وأحياناً عديدة إذا كانت الأسرة تقدر العريس فإنها تطلب من الجواهرجي الصديق أن يعرض المجوهرات الغالية ولكن بثمن في متناول العريس وتدفع أسرة العروس الفرق وأفضل طريقة لشراء الشبكة هو أن يضع العريس المبلغ المخصص للشبكة في يد أم العروس لكي تتصرف وهذا لزرع الثقة وحسم الأمور.عموماً الشبكة كتقليد ستظل أمراً أساسياً ولم يتنازل عنها أحد لدرجة أن بعض الأفراح يمر فيها احد أبناء الأسرة أو العروس نفسها وهي حاملة الشبكة وتمر بها على المدعوين وأقارب العريس والعروس لكي يروا الشبكة ويتعمد أبناء القرية إظهار عضلات العريس في شراء شبكة غالية بينما المشكلات الحقيقية الحالية تتمثل في الأزمة الاقتصادية التي تقف حائلا أمام شراء شقة وعفش وفرح وتجهيزات تحتاج إلى كل (فلس ) وحتى لا يقول العريس (اللي شبكنا يخلصنا).