اعتبر ذلك الزواج محرما ً لأن فيه "تدليسا ً وخداعا" للمرأة
الرياض / متابعات ناشد الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عبدالمحسن العبيكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتدخل لوضع حل لانتشار ظاهرة الزواج بنية الطلاق التي أفتى بجوازها عدد من فقهاء الموجة ( الصحوية ) للإسلام السياسي وما ترتب على هذه الظاهرة من مشاكل اجتماعية خطيرة ، حيث تطالب مئات النساء من خلال المحاكم الشرعية في المملكة بأحكام رادعة ضد الأزواج الذين بادروا بتطليقهن بعد انقضاء فترة وجيزة من الاستمتاع بهن دون سبب أو ذنب ارتكبنه.و طالب العبيكان بتشكيل لجنة على مستوى عال لمناقشة هذا الموضوع وإيجاد الحلول المناسبة له ثم وضع الأنظمة التي تحد من انتشار هذا العمل المشين. وأكد العبيكان لصحيفة "الوطن" السعودية أن من يقدم على خطبة امرأة والزواج بها بنية الطلاق وهي لا تعلم فعمله ذلك محرم لأن الأمر فيه تدليس وخديعة على المرأة ولذلك صدرت مؤلفات كثيرة حديثاً في تحريم هذا العمل. و رأى العبيكان أن من يرتكب مثل هذا العمل على القاضي تعزيره إما بالسجن أو الجلد وفقاً لما يراه القاضي مناسباً جزاء لهذا العمل الذي يعتبر زواجا محرما لدى الجمهور في حالة عدم علمها بنية الزوج مسبقاً فهو بذلك يخالف أصول ومقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية وكأن المرأة سلعة وليست إنساناً فهي لها حقوق وواجبات والتي تتعرض منهن لزواج مثل ذلك وتصبح بعد الزواج ثيباً لا تُرغب مثلما تُرغب البكر، أما إذا كن موافقات فهو نكاح متعة ومحرم بالإجماع. وأوضح العبيكان أن الإسلام عندما شرع النكاح والزواج إنما شرعه لأجل مقاصد سامية من أجل تكوين الأسرة الشريفة القائمة على الرحمة والشفقة وعلى أصول النسل الذي لابد أن تكون نشأته سليمة صالحة قائمة على المحبة والتآلف والاستمرارية في المقابل شرع الطلاق حلاً لمشكلة قائمة ولا يمكن تسويتها بدونه ، فعندما تتعثر الألفة في الحياة الزوجية يعتبر آخر الدواء الكي وهو الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله إذ تلك هي المقاصد السامية للنكاح الشرعي الصحيح بخلاف الزنا القائم على الشهوة الدنيوية البحتة والقائمة على الفساد والقائمة على عدم الحفاظ على الأنساب وانتشار الأمراض وفيه من المفاسد العظيمة كما هو معروف. الجدير بالذكر ان هذا النوع من الزواج المشبوه لا يختلف شكلا ً ومضمونا ً عن أشكال نكاح مماثلة تهين كرامة المرأة وتعرضها لمخاطر الإستمتاع الجنسي المؤقت الذي يتدثر بيافطة ( النكاح الحلال ) مثل " زواج المتعة " و " زواج المسيار " و " زواج فريند " وغيره من أساليب التدليس الجنسي التي شاعت خلال صعود ما تسمى بموجة ( الصحوة ) الاسلامية وأباحها عدد من رجال الدين المشتغلين في الجانب الحركي والفقهي لجماعات الإسلام السياسي !! على الصعيد نفسه تزامن انحسار المد الحركي لجماعات الاسلام السياسي الجهادي التي مارست العنف المسلح ضد حكوماتها في بعض البلدان العربية مثل مصر والجزائر ، بكشف ملفات الحياة الداخلية لهذه الجماعات التي كان أمراؤها يبيحون استخدام أشكال مماثلة من النكاح المؤقت ، لإشباع الإحتياجات الجنسية للمجاهدين ، إستنادا الى فتاوى التحليل التي درج على إصدارها عدد ممن يطلق عليهم ( أهل العلم ) من منظري الإسلام السياسي الذين أشتهروا بتكفير الحكومات والمجتمعات ومن يختلفون معهم سياسيا ، لكنهم لم يفرقوا ما بين الحرام المجمع عليه وبين الحلال المجمع عليه وهو نكاح المتعة المؤقتة الذي كان جائزاً عند الأسلاف في العصور الغابرة قبل أن يحرمه الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدون من بعده لدرء ما ترتب عليه من مفاسد عظيمة .