صباح الخير
تزور مدينة دمت والحمام الطبيعي المشهور فيها والذي يقصده الكثيرون للتشافي والاستجمام هناك .. وتكتشف حجم الإهمال واللامبالاة التي جنت على المدينة السياحية والعلاجية الجميلة وشوهت كل شيء فيها ..وتسأل بصدق وبراءة عن المجلس المحلي ودور السلطة المحلية ؟ لتكتشف ثانية ماهو أنكأ وأمر : فالسلطة المحلية منشغلة بالسياسة أكثر من أي شيء آخر .والمجالس المحلية منشغلة بالجدل الحزبي وتسيير المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ضد السلطة ، مع أن المعارضة هي صاحبة السلطة هنا ! والمجلس المحلي في محافظة الضالع عموماً ومديرياتها تستحوذ عليه أحزاب المشترك صاحبة الأغلبية .ومع ذلك أهملوا واجباتهم ووظائفهم وتفرغوا لبطالة السياسة وقرف المناكفات والمزايدات .كان يجب أن تكون دمت الآن في وضع أفضل ، وأن تتفرغ سلطتها ومجلسها المحلي لأمور التنمية وقضايا الأهالي والمنطقة عموماً .كان يجب أن لا تظل القمامة تهدد السكان والزوار بالأوبئة والأمراض المعدية .وأن لا تظل دمت مقلب قمامة كبير برغم أهمية موارد المدينة وخصوصيتها الطبيعية والسياحية والعلاجية .كان يجب أن تهتم السلطة المحلية التي تملكها أحزاب المعارضة هنا بإثبات كفاءتها وجديتها بطريقة عملية ومباشرة وأن تدع الأعمال والمنجزات على الأرض وفي الميدان هي من تشهد لها وتتولى الدفاع عنها .لا أن تهمل كل ذلك وتذهب إلى مهرجانات حزبية وتحركات بائسة تشهد بها على نفسها بالفشل والعجز وإهمال الواجب والمسؤولية التي انتدبها لأجلها الناخبون .تقدم حالة ( دمت ) مثالاً صاخباً لما يمكن للسياسة أن تفعله وتقترفه بحق الرعية والمجتمعات المحلية.وإذا كانت المدينة مؤهلة لنهضة شاملة اعتماداً على موقعها وإمكاناتها الطبيعية الثمينة فإن الواقع يظل مثالاً بائساً للإهمال والتشاغل عن الواجب والاهم ..بل حتى المهم ذاته لم يعد مهماً ولا شيئاً منه .وبات المهم فقط هو أن تحتشد السلطة المحلية خلف مهمة حزبية صرفة ضيعت الفرصة على الأحزاب أن تؤكد جدارتها واستحقاقها المدني في إدارة المحليات وانصرفت عن العمل إلى مالا فائدة فيه ولا خير يرجى منه .أتحدث عن ( دمت ) ليس استهدافاً لاحد أو لجهة وانما تحسراً على الواقع الذي يلف المنتج الطبيعي والسياحي في المدينة .ولأن سلطتها المحلية لم تقدم شيئاً يذكر لخدمة السياحة والسياحة العلاجية واستثمار هذه الخصوصية في زيادة الموارد وتحسين البيئة الجاذبة للاستثمار والتشغيل وتنمية المجتمع المحلي هناك.للأسف الشديد..تضيع المعارضة فرصة ثمينة من يدها ، وربما لاتتاح لها ثانية .. لأنها اهملت ما يجب وأهتمت بما لا يجب ..والحديث يطول .