تقف محافظة عدن وبقية محافظات الجمهورية وقفة واحدة في كل عام عند إعلان اليوم الرسمي لبدء الإجازة القضائية والتي تستمر ما يقارب ثلاثة أشهر من كل عام. فهذه الوقفة التي تحمل في طياتها إجازة رسمية قد تحمل حراكاً قضائياً، بمعنى تغيير القضاة من منطقة إلى أخرى ولكن هذه الإجازة أصبحت تشكل خطراً كبيراً على بعض أفراد المجتمع وعلى بعض القضايا الحساسة لا تحتمل التأجيل أو التأخير ولكن، قدر الله وماشاء فعل ،فأي مواطن تلمس عواقب هذه الإجازة وبعضاً من سلبيات مخرجاتها هو من سيشعر بهذا الخطر المحتوم .فأرجو أن يفهم كل مثقف وواع وقاض مقصدي .. لأن هناك بعض القضاة الذين يقومون باستغلال هذه الإجازة لصالح مآرب شخصية ومصالح محدده.. فهناك من يقوم بإصدار الأحكام - وخصوصاً قضاة المحكمة الابتدائية - مستغلين هذا الحراك أو ذاك.. ولكنهم نسوا القسم الذي أقسموه أمام الله بأن يحكوا بالعدل (القسط) ، وأن يعطوا كل ذي حق حقه ، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قال في حديثة إن هناك قاضياُ في الجنة وقاضيين في النار. والعجيب في الأمر أن هؤلاء القضاة الذين استغلوا ضعف الناس مع ضعفاء النفوس من المحميين واتحدوا ليسيروا في الأرض مفسدين، هم الشرارة الأولى للفساد في اليمن، بل إنهم هم المفسدون .. والله عزوجل يهلك الدولة المؤمنة المسلمة إذا انتشر فيها الظلم، وينصر الدولة الكافرة إذا انتشر فيها العدل .. وكيف يظلمون وهم الموكلون برفع الظلم عن الناس وليس إصداره ونشره في المجتمع؟.. ما بالهم أباحوا واستباحوا الظلم الذي حرمه الله على نفسه وهو الكفيل بالعباد على العباد جل شأنه .. واستحلوه لأنفسهم وهم لايشعرون؟ إن هذه المشكلة التي تطرأ على بعض أفراد المجتمع في وقت الإجازة القضائية من خلال قضاياهم التي تكون في هذه المحكمة أو تلك تعود إلى ضعف الوازع الديني عند هؤلاء القضاة الذين نسوا أن هناك هيئة للتفتيش القضائي التي أود أن أطالبها - أنا كصحفية وكناشطة في حقوق الإنسان - بأن تقوم بإرسال فريق مكون من مجموعة من المحامين والقضاة للتفتيش عن هذا النوع من القضايا التي تنتهك في ظل الإجازة القضائية ، وتعرف من هم القضاة المفسدون لإحالتهم إلى التفتيش القضائي ليكونوا عبرة لغيرهم من القضاة ، يكونوا عبرة لمن أراد أن يعتبر .وحتى لا تكون هذه الإجازة نعمة لضعفاء النفوس ونقمة على الضعفاء من الناس الذين لا يملكون سوى دعاء الله برفع الظلم عنهم .. وحتى لا أكون أنا أيضاً ظالمة تجاه القضاء فلا أنسى أن هناك قضاة حملوا على عاتقهم أمانة قسمهم وأمانة هذا الوطن وشعبه ، وأدوا الأمانة، وحكموا بالعدل في ظل وجود هذه الشريحة من القضاة الفاسدين. فأقول كما قال عز من قال : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ففعلاً هؤلاء القضاة المفسدون هم مصيبة على مجتمع قيمة وتقاليده وعرفه لاتسمح بالظلم ، كونهم قضاة يحملون دم وجنسية بلد مسلم يتسم بدين الإسلام وكتاب الله وسنة رسوله، ولكن في الأول والأخير هم يظلمون أنفسهم، وسوف يصيبهم ما أصاب الظالمين بأمر من رب العالمين.
|
اتجاهات
القضاة .. والإجازة القضائية
أخبار متعلقة