مع الأحداث
لنتفق منذ البداية على أن أي طالب في الدنيا لابد من أن يكون له هدفه الخاص الذي تدور حوله معظم أحلامه، ويسعى جاهدا لتحقيقه، واضعاً تصوراً ما عن صورة مستقبله، وما يريد أن يكونه.فإذا كنت فكرت كثيراً في هذا الأمر وا كشفت أنك لا تعرف ما الذي تربد، بالتحديد أو أنك لا تهتم بأن تعرف، لأن ما تريده مختلف تماما عما تريده لك أسرتك، أو ربما لأنك تنحدر من عائلة تملك المال والنفوذ، ولذا ترى أن الشهادات مجرد واجهة اجتماعية لا أكثر فحديثنا مع الأسف ليس موجها إليك، لأننا نتوجه بحديثنا هذا لإنسان يعرف هدفه جيداً، ومستعد لأن يناضل من أجله أكثر من أي شيء آخر لأنه يؤمن به إلى أبعد مدى. المعركة إذن معركتك أنت، ولهذا قالوا من تأهب لأي معركة بكل ما يلزمها من روح معنوية وعدة وعتاد، وإستراتيجية واضحة المعالم وتكتيكات ميدانية مفصلة ومتغيرة حسب مفتضيات ظروف المعركة، فإنه ولاشك يكسب النصر المحقق وما دامت معركة الامتحان تخصك أنت وحدك والنجاح الذي تسعى إليه هو من أجل نفسك أولاً فإنه رهين اجتهادك المتواصل إذن ما هي واجباتك تجاه نفسك لكي تتفوق؟عليك أن تتحرر من الخوف هذا هو واجبك الأول تجاه نفسك ولنكن صرحاء مع بعضنا البعض ونعترف بأن الذي أدى واجبه كاملاً ولم يقصر لن يعرف الخوف قد يعرف القلق، لكنه أبداً لن يشعر بالخوف فلتأخذ الأمر إذن بجدية منذ اليوم الأول في العام الدراسي وضع تصورا منهجيا لطريقتك في الاستذكار، واحرص على مراجعة دروسك يومياً في وقت معين حتى تصبح عملية جلوسك على مكتبك لتذاكر عملية روتينية تتم بشكل ميكانيكي في نفس الموعد يوميا وبنفس الحماس ولا تصدق أبدا أن النجاح خاصة في الامتحانات العامة مسألة حظ ستتفوق بقدر الجهد الذي بذلته فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً أبدأ.والمنهج السليم هو أن تراجع دروسك أولاً فأول التي شرحها لك أساتذتك يومياً، وبعد ذلك استعرض جدول حصصك لليوم التالي، وقم بقراءة الفصل أو الباب الذي تتوقع أن يشرحه لكم الأستاذ في كل مادة، وضع خطاً تحت النقاط المبهمة أو الغامضة وفي اليوم التالي انتبه جيداً لشرح أستاذك فإذا ما وصل للنقطة المبهمة، وشعرت أنك لم تستوعبها حتى بعد أن شرحها فاطلب منه برقة أن يعيد شرحها لأنك لم تفهمها بعد، ولا تخجل من هذا الطلب، فالأستاذ عادة ما يسعده أن يشعر باهتمام الطالب بمادته ورغبته في استيعابها لا تخش من اتهامه لك بينه وبين نفسه بالغباء وبطء الفهم فأنت أولاً وأخيراً طالب علم جئت إلى المدرسة لتتزود بالمعرفة ولست أستاذاً جامعيا.وتذكر دائما أن العبرة ليست بعدد ساعات المذاكرة ولكن بالإنجاز والكم الذي تستوعبه وهناك طالب يلتصق بكرسيه ست أو سبع ساعات أمام الكتاب دون أن يستوعب أكثر من سطر واحد فقط لأنه إما مرهق أو لأن خياله شارد تماما أو لأن أحلام اليقظة داهمته فجأة وأخذ يتصور أنه قد نجح وأصبح كذا وكذا أو أنه يعاني من مشاكل حياتية كثيرة أو لأنه يبكي عزيزا رحل عن دنياه منذ فترة قريبة ولا يخفى عليك عزيزي الطالب أن كل حالة من هذه الحالات تشكل معوقا خطيرا يحول بينك وبين قدرتك على التركيز واستيعابك لما تقرأ وبالتالي تقلل من فرص النجاح أمامك.ولو أنك فكرت بشكل عملي فستدرك أن العزيز الذي رحل لن تعيده دموعك ثانية للحياة والمشاكل التي تحاصرك ستظل كما هي أن لم تتعقد أكثر إذا لم تبادر بحلها وقد يكون نجاحك هو أول خطوة ايجابية للتخلص منها .لن أطالبك بأن تكف عن أحلام اليقظة فالأحلام هي الحافز الحقيقي للإبداع وأخطر الإنجازات البشرية كانت في البداية مجرد حلم لكنها ليست التفوق نفسه صحيح أن التخلي عن أحلام اليقظة والتغلب على أحزان الماضي ومشاكل الحاضر أمر صعب لكنه أيضاً ليس مستحيلا والأمر فقط يحتاج إلى قوة إرادة ورغبة صادقة في تجاوز المعوقات.