آخر ملوك مصر بعيون مخرج سوري
دبي /متابعات :حتى قبل البدء بتصويره، أثار مسلسل "الملك فاروق" الذي تنوي قناة MBC عرضه في رمضان المقبل، الكثير من الجدل، بدءاً من الحقائق التاريخية التي يتضمنها، إلى اختيار ممثل سوري لأداء دور شخصية مصرية.ويروي المسلسل قصة آخر ملوك مصر، مسلطاً الضوء على الجوانب الإنسانية التي أهملها التاريخ في شخصيته. وقد أثار العمل، الذي أخرجه حاتم علي، موجة من الأسئلة حول المعالجة التاريخية التي تعرضت لها شخصيات المسلسل، والتي طويت صفحاتها وصارت خارج الذاكرة.ولأن "التاريخ وجهة نظر" بنظر المخرج، فقد كان عليه تقديم رؤيته الشخصية للملك فاروق، بعدما عايشه نصاً وروحاً ومكاناً. ويقول علي: "كل مبدع يتعامل مع الصورة، له الحق بإضافة رؤيته على العمل الفني"، دون أن يرى في ذلك إقحاماً لوجهة نظر شخصية. ويضيف: "حتى المؤرخ، تكون مدوناته معجونة بوجهة النظر الشخصية"، معتبراً ذلك جزءاً من الطبيعة البشرية.وينفي حاتم أن يكون المسلسل حاول تلميع صورة الملك فاروق، إذ أنه تناول السلبيات والإيجابيات معاً، "لكننا قدمنا تجربة درامية في إعادة كتابة التاريخ ".[c1]نقض الصورة السائدة[/c]أما مؤلفة المسلسل الدكتورة لميس جابر، والتي بدأت بجمع المعلومات عن الملك منذ 15 عاماً، فتعتبر أن التاريخ في تلك الفترة "كان مكتوباً مرتين: مرة كي يتم إخفاءه، ومرة ثانية كي يتم إظهاره بشكل يخدم مصلحة ما".وبعد أكثر من عقد من الأبحاث، توصلت جابر إلى رسم الخطوط العريضة التي كوّنت ملامح شخصية الملك فاروق، والذي كان منغلقاً وإنسانياً وخجولاً، و"بسيطاً وغلباناً إلى درجة الخوف"، وهو ما يختلف عن الصورة الذهنية السائدة عنه، كما تقول.وتشير جابر إلى أن الدماء الملكية التي كانت تسري فيه، جعلته معتاداً لحياة الثراء، لذلك لم يعشها ببذخ كأنه حديث النعمة، وفق ما دوّنت كتب التاريخ. وتضيف أن خيال المؤلفين التاريخيين عن "السرايا" وحياة الملك فيها كانت بعيدة تماماً عن الواقع الحسي لحياة الملوك، "لذلك نجد الكثير من الكتب تقول إن فاروق كان يأكل خروفا في وجبة واحدة, ويمارس الجنس عشرات المرات يوميا. هل يعقل أن يكون ديناصورا؟ ". وتقول إنه خفض من مخصصاته الملكية من 150 الف جنيه إلى 100 جنيه من أجل الشعب. "كما كان خجلا عندما طلب من وزير المالية، عبر وسيط حكومي، إرسال 50 الف جنيه من أجل شراء أثاث منزل شقيقته العروس". وتتساءل: "كيف ليمكن لهذا الشخص الخجول أن يكون فاسدا؟ ولماذا لم يفرح الشعب بعد سماعه خبر الثورة على فساد الملك؟".أما الممثل السوري تيم حسن، والذي تعرّض للانتقاد لتجسيد شخصية تاريخية مصرية، فاعتبر أن العمل لا يهدف لإطلاق الأحكام على فترة الملك فاروق. ويشير إلى أنه لم لم يكن من السهل على مؤلفة العمل ومخرجه أن "يقلبا المعادلة رأساً على عقب"، خاصة وأن الرأي العام تأثر بصورة معينة للملك فاروق، "وغالباً لم يكن فيها الإنصاف الكافي. وقد وضعنا الخطين أمام المشاهد بشكل متوازن".