كلية علوم البحار والبيئة في جامعة الحديدة
لقاء / أحمد الكافتعد كلية علوم البحار والبيئة التابعة لجامعة الحديدة التي أنشئت في العام 1996م أحد الروافد العلمية والتعليمية المساهمة في بناء النهضة والمنوط بها استكشاف واستغلال الثروات الكبيرة المتجددة الكامنة في قيعان البحار واستخدامها كمصدر يزود البلاد بالغذاء والماء العذب والمعادن والطاقة ولإلقاء الضوء على أنشطة الكلية وأهدافها وإسهاماتها العلمية والتنموية التقت 14 أكتوبر د. أحمد عبدالله حمادي عميد كلية علوم البحار والبيئة في محافظة الحديدة الذي تحدث عن نشأة الكلية قائلاً : تشهد اليمن حالياً نمواً سريعاً ومضطرداً في كافة مناحي الحياة متمثلة بمظااهر النهضة والعمران والارتقاء العلمي بخبرة وجهود أبنائها الخيرين وما هذا العمل والجهد المثمر المزود بالمعرفة العلمية والتعليمية الا حصيلة التشجيع المستمر للعلم والعلماء والبحث العلمي من القيادة السياسية متمثلة بزعامة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ولغرض خلق وعي بيئي متطور من اجل الاهتمام بالثروات البحرية الحية وغير الحية واستغلالها خطت جامعة الحديدة خطوة كبيرة إلى الأمام عندما أنشأت كلية علوم البحار والبيئة في العام 96م وفي سبيل تحقيق الكثير من الأهداف ويمكن القول إن الكلية حالياً تعمل جاهدة على معايشة التطور العلمي العالمي ومواكبة تقدمه السريع واستخدام التقنيات الحديثة وغرسها في عقول أبنائها عن طريق التطوير المستمر لمناهجها التعليمية وخططها التدريسية وقد أخذت جامعة الحديدة هذه الأمور في الاعتبار وأنشأت الكلية واستقبلت أول طلبتها في العام 96 - 1997م بأقسامها الثلاثة وهي الجيولوجيا البحرية والأحياء البحرية والكيمياء البحرية، وفي العام الذي يليه تم افتتاح القسم الرابع وهو الفيزياء البحرية واستحداث قسم خامس خاص بالبيئة إسهاماً منها لغرض تحسين وحماية البيئة من أخطار التلوث وتنشيط الأبحاث العلمية ذات العلاقة بالبيئة والعمل على التوعية الجماهيرية بضرورة المحافظة على جمال البيئة الساحلية خاصة أن الملاحظ هذه الأيام أن العالم أصبح يتوجه نحو البحار وأصبحت البيئة البحرية تشكل مصدر قلق وذلك لحساسيتها للتلوث كما أن البحار أصبحت من أخطر البقاع تلوثاً ولذا صار العالم يولي البيئة البحرية جل اهتمامه ويرصد لها المبالغ الضخمة. [c1]النظام والأهداف [/c] ماذا عن أهداف الكلية ونظام الدراسة فيها ؟ - تقبل الكلية الطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة القسم العلمي أو ما يعاد لها وتقتصر الدراسة حالياً على مرحلة البكالوريوس ومدتها أربع سنوات كاملة والدراسة في الكلية تتبع النظام الفصلي حيث يدرس الطالب مقررات دراسية محددة في كل فصل دراسي وتتكون السنة الدراسة من فصلين مدة كل منهما 14 أسبوعاً دراسياً تبعاً للتقويم الجامعي الذي يقرره مجلس الجامعة وأهم الأهداف التي أنشأت من اجلها الكلية تتمثل في تدريس طلبة الكلية للحصول على درجة البكالوريوس في أحد مجالات علوم البحار المختلفة وتأهيل الخريجين المقبولين للدراسات العليا في الكلية للحصول على درجات الدبلوم والماجستير والدكتوراه وتدريب وإعداد الكوادر العلمية المتخصصة في مجالات علوم البحار المختلفة والاستزراع المائي وأحواض الأحياء المائية والمساحة والملاحة البحرية وصيانة الموارد المائية لكي تأخذ دورها في هذا المضمار وتدريب البعض الآخر على أحدث الأجهزة والأساليب في مجالات رصد ومكافحة تلوث البيئة البحرية والقيام بالبحوث العلمية النظرية والتطبيقية لتنمية الثروات الطبيعية واستثمارها ودراسة البيئة البحرية ومشاكلها واقتراح الحلول المناسبة لها وفتح دورات تدريبية لإعداد المستويات العلمية والفنية والتطبيقية في مجالات علوم البحار المختلفة والتعاون مع المؤسسات العلمية والهيئات الوطنية والعربية والإقليمية والدولية وتنظيم المحاضرات والحلقات الدراسية وعقد المؤتمرات على كافة المستويات ونشر الثقافة البحرية وإنشاء المجاميع المرجعية للأحياء البحرية وجمع البيانات البحرية وتبويبها ونشرها ونشر الوعي بضرورة المحافظة على جمال البيئة من خطر التلوث عن طريق تنظيم الحملات الدعائية بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والتعاون مع المؤسسات المتخصصة في مجال تحسين البيئة في التشريعات النافذة لمكافحة التلوث البيئي بصورة عامة وتلوث البيئة الساحلية بصورة خاصة وعمل مسوحات دورية لسواحل المنطقة بهدف تحديد نسبة التلوث وما تم تنظيفه في المسوحات السابقة ونظراً لكون البحر الأحمر من الأماكن المثالية لدراسة تطور الأحواض المحيطة فقد ازداد الاهتمام العلمي بها لكونها تمثل جزءاً من نظام التصدع العالمي لما يصاحبها من ظواهر وحقائق جيولوجية وتكثونية فريدة إلا أنه مازال يكتنفها الغموض والعديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات دقيقة والإجابة عنها ليست بالأمر السهل وربما يعود إلى الغموض الذي صاحب تفسير العديد من الظواهر الشاذة ومازالنا بانتظار والمزيد من الدراسات العلمية وإنشاء مركز للبيانات البحرية في المنطقة تتجمع فيه المعلومات التي ترصها كل دولة مطلة على البيئة البحرية المجاورة لشواطئها حتى يمكن استخلاص النتائج العلمية التي تساهم في حل مشكلة التلوث في المنطقة البحرية وإنماء شبكة لأجهزة قياس منسوب سطح البحر في المنطقة لاستخدامها في جمع المعلومات الخاصة بالمد والجزر ومنسوب سطح البحر واستخدام هذه البيانات في دراسة حركة دوران المياه في المياه الإقليمية وإنشاء مركز مجموعة مرجعية للأحياء البحرية لخدمة البحث العلمي في هذا المجال والمساهمة في إنشاء مركز إقليمي لصيانة الأجهزة المستخدمة في قياسات البيئة البحرية إذ إن معظم مراكز وكليات علوم البحار في المنطقة تمتلك عدداً كبيراً من أحدث الأجهزة العلمية ولكنها تفتقر لوسائل صيانتها وتركز الكلية ضمن أهدافها على الاهتمام بالثروة البشرية التي هي أساس التنمية في كافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية ولذلك كان الاهتمام بتنميتها وتنشئة جيل قادر على تحمل المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقة أمراً ضرورياً من اجل الإسهام في بناء النهضة التنموية على أسس علمية وتكنولوجية في بلادنا. [c1]الطلاب وأعضاء التدريس[/c] كم عدد الطلاب الخريجين والدارسين في الكلية وأعضاء هيئة التدريس العاملين بها؟ - يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس بالكلية من اليمنيين والأجانب أكثر من 20 أستاذ دكتور وأستاذاً مساعداً ومشاركاً ومعيداً و 20 اختصاصاً في الهيئة الفنية والطاقم الوظيفي بدرجات وتخصصات مختلفة وتجاوز عدد الخريجين للأعوام الماضية 200 وطالبة والمقبولين 761 والمتوقع تخرجهم خلال الأعوام القادمة 441 طالباً وطالبة إضافة إلى نحو 350 طالباً وطالبة حالياً مستجدين وباقين للإعادة في مستويات مختلفة. [c1]الاختلاف[/c] لاحظنا من خلال الاطلاع على إحصائية الكلية الخاصة بالخريجين أن عددهم يتخلف من عام لآخر ما أسباب ذلك؟ - من الطبيعي ملاحظة ذلك نظراً لاختلاف المعدلات النهائية لهم وحسب وعيهم بأهمية الكلية فضلاً عن مستوى الدخل المتدني لمعظم الأسر مما يؤدي للالتحاق ببعض المراكز أو المعاهد المتوسطة إضافة إلى محدودية القاعات والمعامل والكادر التدريسي بالإضافة إلى أسباب أخرى. [c1]الأقسام والأنشطة [/c] ماذا عن أهم أنشطة الكلية وأقسامها وطاقتها الاستيعابية؟ - الطاقة الاستيعابية للكلية في السنة 100 طالب وطالبة ولديها 5 أقسام تم ذكرها سابقاً وأنشطتها تتمثل في أنشطة طلابية ورحلات علمية للبحار والشواطئ والمراكز العلمية والمؤسسات ذات العلاقة وأنشطة علمية مختلفة مثل إصدار نشرات وإعداد بحوث وجمع عينات وأنشطة رياضية وأدبية وثقافية وترفيهية.وبالنسبة لأنشطة الكلية تشارك الكلية الجهات ذات العلاقة في البحث العلمي وإعداد أبحاث علمية مع الهيئة لحماية البيئة والتعاون مع مركز أبحاث علوم البحار في عدن والهيئة الإقليمية لحماية البيئة في البحر الأحمر وخليج عدن وحماية البيئة بالحديدة واتحاد البيولوجيين العرب وهذا بالطبع يعد تعاوناً مع الجهات المهتمة في مجالات البيئة البحرية في داخل الوطن وخارجة وهناك عدد آخر من الأنشطة تم تنفيذها في الأعوام الماضية لاتسعفني الذاكرة لتذكرها. [c1]الإمكانيات[/c] ماهي الإمكانيات المتوفرة للكلية ؟- من أهمها توفر المبنى والدكاترة والكادر الإداري والمكتبة والمعامل والمختبرات المختلفة كمعمل الحاسوب التابع لمركز تقنية المعلومات الذي يستخدمه الطلاب في أعمال الكلية العلمية والأكاديمية والأعمال الأخرى مثل وحدة الإنترنت ومعمل الكيمياء البحرية والتلوث ويضم العديد من الأجهزة والمعدات الحديثة كأجهزة التحليل الآتي المختلفة وجهاز الغاز الكرموتوغرافي وجهاز الامتصاص الذري وأجهزة القياس التي تستخدم لاختبار نوعية المياه وجميع الدراسات المتعلقة بالتلوث البحري والبيئي ومعملي قسم الأحياء البحرية والمصائد ومعمل الفيزياء البحرية ويحتوي على العديد من الأجهزة والمعدات الحديثة التي تستخدم في دراسة الظواهر للبحار (الفيزيائية) كما يحتوي على وحدة الحاسوب التي تستخدم في عمل نماذج بحرية وتوزيعات الظواهر البحرية وتخزين وحفظ البيانات البحرية إضافة إلى معمل الجيولوجيا البحرية ويوجد به عدد من العينات الصخرية وكذلك الدسوبيات والخرائط الجيولوجية وتم استحداث معمل العلوم البيئة نظراً للاحتياج الشديد إلية ورفده بأجهزة ومعدات تستخدم في الدراسات البيئة. [c1]المجالات العملية [/c] نود التوضيح عن المجالات العملية المتاحة لخريجي الكلية ؟ - هناك مجالات المصائد البحرية والكشف عنها وحسن استغلالها وزراعة الأحياء المائية ودراسة الثروات المعدنية وحماية البيئة ومعرفة الأرصاد الجوية والملاحة والموانئ والمساحة البحرية وتحليه المياه وإجراء الدراسات المختلفة. ماذا عن تغطية حاجة شركات القطاع الخاص من الخريجين؟ - تسعى الكلية لبناء خريجين بناءً أكاديمياً يمكنهم الولوج في حقل العمل بمؤهلات ذات مستويات رصينة للمساهمة في التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا حيث إن سوق العمل لخريجيها من المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها الكلية وذلك من خلال مد الجسور والتواصل مع شركات القطاع الخاص ومؤسسات القطاع العام بالرغم من كون العلاقة الحالية بينها وبين المجتمع ليست بالصورة الطموحة حيث إنها تحتاج إلى إتباع سياسات أكثر فاعلية من خلال تكوين لجان تنسيق أو خلايا شراكة. [c1]المقررات والمناهج [/c] هلا تكرمتم بتسليط الضوء على المناهج والمقررات الدراسية المعتمدة في الكلية ؟- أحب أن أوضح لكم أن المناهج الدراسية في الكلية تخضع لعمليات فحص وتقييم دورية كل أربع سنوات دراسية من خلال عقد ورش عمل لغرض تطوير تلك المناهج بما يتناسب مع التقدم العلمي في حقل المعرفة ويدرس الطالب الملتحق بالكلية مقررات عامة وأخرى تخصصية توزع على سنوات الدراسة الأربع ولايزيد مجموع الساعات المعتمدة عن 160 ساعة وتشمل هذه المقررات متطلبات الجامعة والكلية وتخصصاتها المختلفة وأتمنى منكم في الزيارة القادمة أن تفسحوا لنا المجال للتحدث بشكل أوسع عن كل قسم من أقسام الكلية والمختبر المركزي للجودة نظراً لأهمية ذلك مع تناول الصعوبات التي تعترض سير نشاط الكلية.
مدينة الحديدة