هكذا هم أصحاب الوجوه المخادعة ومن يلبسون الأقنعة التآمرية يجدون أنفسهم تارة وطنيين وزعماء وتارة خونة ومتآمرين مدنسين بالأموال المدنسة من بلد إلى بلد.علي سالم البيض الذي دخل التاريخ عام 1990م عندما وقع على الوحدة هو وسلطته التي حكمت عدن إبان يناير 86م وهو ومن معه يعرفون حقيقة العوامل الأساسية التي جعلتهم يدخلون الوحدة ليعتبروا حينها وطنيين بعد أن ظلوا بنشوة انتصاراتهم وكبريائهم يعملون أبشع الجرائم الإنسانية التي لا يمكن لأحد نكرانها حينما انتصروا إبان يناير 86 ودفنوا الناس أحياء بالبطاقة والانتماء والمحسوبية ليس بمواجهة عسكرية ولكن عندما انتصروا وأصدروا قرار عفوهم المزيف.ومع هذا وذاك ظلوا رافضين لأي مصالحة وطنية مع من يدعون اليوم بعد تسعة عشر عاماً أنهم إخوانهم ويعملون مع بعض العناصر التي لم تتعلم الدروس من الماضي على أن يتصالحوا ويتسامحوا وهي بالحقيقة ألعوبة وأكذوبة جديدة يريدون اللعب بها ليغرروا بالأبرياء والمساكين ومنهم أجيال ومواليد الوحدة المباركة الذين لا يعرفون ما عملوه خلال سلطتهم بل يعرفون حقيقة أخرى أن التسامح والتصالح الحقيقي بين أبناء اليمن عامة والمحافظات الجنوبية والشرقية خاصة لم يحصل إلا بالوحدة وانتصارها الحقيقي على مؤامرتهم الدنيئة عام 94م كما يعرفون هم وغيرهم ومن يؤولون اليوم أن انتصار الشعب والوحدة وانتصار جناح من هزموهم أبان يناير 86م ورفضوا أي مصالحة وطنية معهم بل ورفضوا حتى مشاركتهم بيوم 22 مايو وشرطوا على قيادتهم شرط التنحي والخروج عن اليمن لتحقيق الوحدة والتي قبلت تلك القيادة ذلك لتحقيق هدف ناضلت لأجله ولها إسهاماتها ودورها الذي لا يمكن لأحد نكرانه.اليوم يتحدث البيض عن فك الارتباط ، أي ارتباط تتحدث عنه وأي أهل أنت من ذهبت بهم إلى صنعاء ألم يعرف البيض أن من ذهب بهم لصنعاء هم شلة سلطته التي كان هو رئيسها اسماً فقط ؟ ألم يعلم بأن آلافاً من أبناء المحافظات الجنوبية بكل معداتهم العسكرية وألويتهم وكذا الكوادر من المدنيين كانوا في صنعاء بعد أن نزحوا بعائلاتهم وذويهم أن الخداع والكذب هو الفشل بعينه وأن الأكاذيب والخداع لم تعد مقبولة اليوم إلا مع بعض عناصرها وأنها لم تتعلم وبائع دماء الآلاف بالآلاف ممن قدحهم البيض وشلته وتراهم يطلبون هنا وهناك.إن اليمن لم يعد يمنين اليوم بعد الوحدة وانتصارها الحقيقي التي عادت بها كرامة من دفنتموهم أحياء وعادت هيبة من جرعتموهم الويلات ورفضتم أي شيء اسمه مصالحة وطنية وتدعي اليوم أنت وبعض العناصر التي تقوم بما تقوم به في الداخل وهي بل وأغلبها من تلك العناصر التي كانت معك في سلطتك وفقدت مصالحها وبعض عناصر لم تتعلم من الماضي وعندها العاطفة الزائدة التي مؤكد ستؤدي بها للهاوية في حالة التمسك بما تقوم به كما جاء في برنامج الصميم لقناة BBC التي أجرت المقابلة يوم الاثنين 8/17 /2009م الساعة العاشرة وعشر دقائق مع البيض، التي كان الأروع فيها دون مبالغة الأسلوب والذكاء المفرط للمذيع اللامع الذي أجرى المقابلة مع البيض وجعله مفحماً بل وتارة أخرى كذلك الأعجم الذي لا يستطيع الرد بل وجعلت من البيض - الذي دخل التاريخ يوم 22 مايو 90م عند إعلان الوحدة وكما أشرت مسبقاً وخرج من التاريخ عام 94م - في مزبلة التاريخ الأبدية عندما حاول أن يكرر بعد تسعة عشر عاماً عملته بفك الارتباط حسب مصطلحه الجديد.ومن هنا نقول أننا لسنا ضد حقوق الناس المشروعة والعدالة والمساواة التي حرم منها أبناء الجنوب ولكننا لسنا مع ما يجري من كذب وخداع وتخريب وقتل الناس بالهوية التي تعيدنا لماضيهم الأسود التشطيري فهم الحالمون لأن الماضي لن يرجع والتاريخ لن يعود للوراء.. إما إذا أصر الخونة والجاحدون الفاشلون فذلك ما سيؤدي إلى كارثة فهل يعقل المتعقلون ويتعلمون من الماضي ومن العراق والصومال؟!.والله من وراء القصد
برنامج في الصميم جعل البيض في مزبلة التاريخ الأبدي
أخبار متعلقة