استنفار أمني في مانيلا وحراسة مشددة على قصرالرئاسة
مانيلا /رويترز: أقيل قائد مشاة البحرية في الفلبين أمس الاحد من منصبه في الوقت الذي تضيق فيه الحكومة الخناق على السياسيين والقادة العسكرين الذين تتهمهم بالتخطيط للاطاحة بالرئيسة جلوريا ماكاباجال أرويو.وقال ضباط كبار بالجيش إن الميجر جنرال ريناتو ميراندا قائد مشاة البحرية في الفلبين أعطي "مخرجا مشرفا" بعد ان اصبح ابرز ضابط حتى الان يرتبط اسمه بالانقلاب الفاشل.لكن المتحدث باسم مشاة البحرية ميلكيادس اوردياليس قال ان رحيل ميراندا هو تغيير معتاد في القيادة.وجاء خروجه وسط انتقادات متزايدة للاجراءات الصارمة التي تتخذها ارويو ضد خصومها ووسائل الاعلام بعد أن أعلنت حالة الطواريء يوم الجمعة الفارط.وقالت صحيفة دايلي تريبيون التي اغارت الشرطة على مكاتبها قبل فجر السبت ان "البلد كله يعبق بالرائحة النتنة للاحكام العرفية."وحذر أسقف بارز بالكنيسة الكاثوليكية التي تتمتع منذ عهد طويل بتأثير قوي في شؤون الدولة أرويو من الانحدار الى الاحكام العرفية التي فرضت في عهد الديكتاتور فرديناند ماركوس الذي اطيح به في انتفاضة "قوة الشعب" من 20 عاما.وقال الاسقف رامون ارجوليس أسقف ليبا "ما لم تظهر الرئيسة ارويو وزمرتها نتائج في... تطهير كل مرتكبي الفساد وتحسين اوضاع الفقراء فسينهار النظام بصورة اسرع وأتعس من الديكتاتورية الماضية."وتسمح حالة الطواريء بالاعتقال بدون اذن اعتقال وتمديد الاحتجاز بدون توجيه اتهامات.ورد مكتب ارويو على الانتقادات التي وجهت لحكم الطواريء والذي وصفه الرئيس السابق فيدل راموس وهو حليف مهم ولكن يصعب التنبؤ بموقفه السبت بانه "افراط".وقال المتحدث اجناسيو باني "عمليات التطهير مستمرة. اجراءات الحكومة جرى تحديدها بعناية وليس هناك افراط. ولو لم تفعل الرئيسة ما فعلته لكنا الان تحت حكم عصبة يمينية- شيوعية."واتهمت ارويو التي نجت من ازمة في العام الماضي بشأن اتهامات بتزوير الانتخابات والفساد المعارضة والشيوعيين "والمغامرين العسكريين" بالتامر للاطاحة بها.وظل القصر الرئاسي في مانيلا تحت حراسة مشددة أمس الاحد وحاويات الشحن والاسلاك الشائكة والعربات المدرعة تسد طرق الاقتراب منه.ولكن ارويو ذهبت الى الكنيسة وساد الهدوء شوارع العاصمة مما طمأن المحللين الى ان الاسواق المالية ستتعافى بعد انخفاض بنسبة واحد في المئة في قيمة البيزو ومؤشر البورصة الرئيسي عند اعلان حالة الطواريء.وقال جوناثان رافيلاس في بنك مانيلا العالمي "يبدو ان المخاطرة تتبدد بالنسبة للادارة..ربما نشهد سوقا اكثر استقرارا خلال الاسبوع المقبل."وتحدثت ارويو وهي اقتصادية عززت الاصلاحات من اجل زيادة دخل الحكومة في التلفزيون لدعم الثقة في تناولها للامور في الدولة الاسيوية الفقيرة المثقلة بالديون.وجاءت اقالة قائد مشاة البحرية بعد اعتقال قائد وحدة خاصة بوصفه قائد الجنود الذين قيل انهم كانوا يخططون لتحريض الجماهير خلال تجمعات حاشدة ضد ارويو.كذلك احتجز ايضا قائد سابق للشرطة وعضو يساري بالكونجرس.وقالت محطة ايه.بي.اس.-سي.بي.ان. ان لدى الشرطة قائمة من 100 شخص تسعى الى اعتقالهم فيما يتعلق بالانقلاب الفاشل من بينهم السناتور السابق جريجوريو هوناسان احد ابطال ثورة "قوة الشعب" المشهورة.وكانت هناك انتقادات شديدة أمس الاحد من وسائل الاعلام التي اتهمتها ارويو بتضخيم مزاعم خصومها بصورة طائشة بعد مداهمة مقر صحيفة دايلي تريبيون وظهور الجنود في مقري المحطتين التلفزيونيتين الرئيسيتين في البلاد.وقال المتحدث باسم الشرطة باجاديلاو "اكدنا لاصدقائنا في وسائل الاعلام ان حرية التعبير لديهم ستحترم طالما لم يسمحوا بان تستغلهم عناصر تريد الاطاحة بالحكومة."ولكن نقابة الصحفيين في الفلبين قالت في يبان ان الدولة التي تعد اخطر دول اسيا بالنسبة للصحفيين تواجه الان تحديا يتعلق بحرية الصحافة.وقالت النقابة "الادارة تريد من الصحافة ان تصور فقط جانب الحكومة التي تتعرض لمتاعب مستخدمة القوة والقهر لاخضاع الصحفيين لرغباتها."ودعت النقابة الصحفيين في انحاء العالم الى ارسال خطابات احتجاج الى الحكومة.وقال بروسبيرو دي فيرا الاستاذ بجامعة الفلبين ان اتخاذ اجراءات صارمة ضد اجهزة الاعلام يمكن ان يأتي برد فعل عكسي على ارويو.وقال "القرار بمضايقة صحيفة الفلبين تريبيون ومحاولة مضايقة وسائل الاعلام هي مقامرة خطيرة للغاية من جانب الرئيسة لان ذلك يمكن ان يقوض موقفها."وقد تم اعتقال كريسبين بيلتران أبرز نواب المعارضة في البرلمان ومداهمة مكاتب عدد من الصحف. وقال متحدث باسم الشرطة في مقابلة إذاعية إن اعتقالات جديدة ستتم في إطار عملية تطهير بدأت منذ الجمعة الماضي تستهدف بشكل أساسي التحالف اليساري "الأمة أولا" الذي تتهمه أرويو بالتواطؤ مع ضباط متمردين في الجيش. وأضاف أنه سيعلن قريبا أسماء جميع المشاركين في المحاولة الانقلابية، مؤكدا أن سرعة القبض عليهم ستعيد الحياة إلى طبيعتها في البلاد.يشار إلى أن حالة الطوارئ تسمح بالاعتقال بغير إذن قضائي ومد فترات الحبس الاحتياطي دون توجيه اتهام، وهي إجراءات يخشى معارضو أرويو أنها ستستهدفهم بصفة أساسية.وقيدت إجراءات الطواري من مظاهر الاحتفال بالذكرى العشرين للثورة الشعبية التي أطاحت بماركوس حيث تم حظر كافة التظاهرات.يشار إلى أن أرويو نجت من العزل بالبرلمان في سبتمبر الماضي بسبب مزاعم عن تزوير الانتخابات والفساد. ومنذ الإطاحة بماركوس عام 1986 لم تتحقق آمال الشعب في القضاء على الفساد المستشري والمحسوبية اللذين يتورط فيهما كبار السياسيين، بينما استمر تدهور الوضع الاقتصادي ليعيش نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 86 مليونا في فقر مدقع.