محمد رجب أبو رجب قبل أيام قليلة عشنا ذكرى يوم اللاجئين العالمي، وكوني واحداً من ملايين اللاجئين في هذا العالم، وجدت من الواجب على وفي هذه المناسبة أن أتحدث عن اللاجئين بشكل عام، وعن الفلسطيني بشكل خاص، وهنا كان لابد من العودة إلى بعض المراجع التي تتحدث عن تعريفات اللاجئين، حيث أن وضع اللجوء محصلة ضروب غير طوعية من الهجرة، والنزوح ناتج غالباً عن أحداث خارجة عن سيطرة اللاجئين، مثل الحروب الداخلية والحروب الخارجية، وسياسة الترحيل والطرد التي تنتهجها الدولة والكوارث الطبيعية.وكثيراً ما ماينظر للاجئين على أنهم ناس منكوبون وهذا صحيح ولكن لابد من الاعتراف بأنهم يتمتعون بالقدرة على الاستمرار وسط أوضاع قاهرة، وبناء نظام مجتمع جديد.في عام 1993م تحدثت إحصائيات عن (18) مليون لاجئ منهم (11) مليونا من الشرق الأوسط وأفغانستان وثيوبيا ودول العالم الثالث الأخرى، وحرب الخليج وحدها في مرحلتها الأولى تسببت في نزوح خمسة ملايين لاجئ منهم لاجئون داخل العراق ومنهم ثلاثمائة وخمسون ألف فلسطيني طردوا من العراق، لكن عدد اللاجئين في العالم أكبر بكثير من ذلك حيث أن احتلال العراق من قبل قوات الإحتلال أدى إلى هجرة الملايين من أبناء الشعب العراقي إلى الدول المجاورة وإلى بلدان العالم بشكل عام، وكذلك الحرب في الصومال أدت إلى مزيد من هجرة المواطن الصومالي، وذكرت دراسة حديثة صدرت عن البنك الدولي أن تحول النازحين في العالم نتيجة مايسمى المشاريع الإنمائية مثل السدود، مخططات جذ الغابات، واستخراج المعادن، ومشاريع الطاقة المائية قد وصل في العقد الأخير إلى 100 مليون.[c1]التعريف القانوني للاجئ [/c]المنظمات الإقليمية لها تعريفات شتى للفظ اللاجئ.وعلى حد قول(هاثوي) الذي استشهد بالمادة 1- الفقرة 2 - من ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية لسنة 1969، فإن:تعبير لاجئ ينطبق على كل شخص أرغم على مغادرة موطنه الأصلي بحثاً عن ملاذ في مكان آخر خارج وطنه المنشأ أو الأصل، وذلك نتيجة عدوان خارجي أو إحتلال أو غزو أجنبي، أو أحداث خطرة تحدد السلامة العامة في جزء من وطنه أو كله.ويركز تعريف الميثاق الأوروبي لوضع اللاجئ على أولئك الذين هم غير قادرين على أو غير راغبين و الأسباب عدة العودة إلى أو طانهم وكانت منظمة الدول الأميركية قد عرفت اللاجئين في إعلان قرطاجة لسنة 1985م بطريقة مشابهه لتعريف منظمة الوحدة الأفريقية.[c1]تعريف اللاجئ الفلسطيني[/c]اللاجئ كما تعرفه وكالة الفوث الدولية هو»الشخص الذي كانت فلسطين مكان إقامته العادية مدة لاتقل عن سنتين قبل نشوب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948م وفقد جراء ذلك دياره ومواد رزقه.منذ طلع عام 1948م وحتى عام 1974 عالجت الأمم المتحدة قضية الشعب الفلسطيني على إنها قضية لاجئين فحسب، حيث كانت المناقشات المتعلقة بقضية فلسطين تدرج في مناقشات اجتماعات الجمعية العمومية تحت بند (التقرير السنوي للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.ومن الجدير بالذكر أن أول إشارة إلى حق اللاجئين في العودة أو التعويض كانت للكونت «برنادرت» الوسيط الدولي الذي اغتيل في مدينة القدس في 18 /9 /1948.في 11 كانون الأول 1948 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (194) الذي أصبح فيما بعد المرجع القانوني والدولي الأساس عن بحث موضوع اللاجئين الفلسطينيين ونصت الفقرة منه على مايلي:تقرر الجمعية العامة وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين بالعودة إلى ديارهم، والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون العودة وعن كل ماهو مفقود أو مصاب بضرر عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ القانون الدولي، والإيضاف أن يعوض عن ذلك الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة .لم تعترف إسرائيل بلقرار«194» القاضي بحق العودة اللاجئين الفلسطينيين حتى يومنا هذا، وكيف تقبل وهي التي عكف قادتها على وضع الخطط والسياسات اللازمة للتخلص من الشعب الفلسطيني.لقد كتب يوسف فاتيس مدير الصندوق القومي اليهودي، مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون العربية في مذكراته عام 1920 «بيننا وبين أنفسنا، يجب أن يكون واضحاً أنه لايوجد مكان في البلاد لشعبين معاً .... فمع وجود العرب لن نتمكن من تحقيق هدفنا المتمثل في أن يكون شعباً مستقلاً في هذه البلاد، أن الحل الذي نراه هو أن تصبح أرض إسرائيل بدون عرب، ولاتوجد طريقة لذلك إلا بطرد العرب إلى الدول المجاورة» ما كتبه يوسف فاتيس تحقق طرد الشعب الفلسطيني وهجره وأصبح لاجئاً في الشتات وحتى من بقى في فلسطين هجر أيضاً من أرضه وبيته الأساس إلى مدن وقرى أخرى وأصبح ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني اليوم بحكم المهاجر أو النازح.
|
اتجاهات
يوم اللاجئ العالمي .. وقضية الشعب الفلسطيني
أخبار متعلقة