حدث وحديث
الجمعيات السكنية بلغت في وقت من الأوقات، وبسبب هيمنة البعض المتشحة بسواد النفس الأمارة بالسوء، والأنانية، والفساد، حد المتاهة والتخبط في مفازات الضياع حتى أخذ اليأس من كثير من أعضاء هذه الجمعيات كل مأخذ، فلم يكترثوا بعد ذلك بكائن مما كان.وماذا كان؟ وما الذي صار؟! لا أجانب الحقيقة إن قلت إن المتلاعبين قد استغلوا الحال، فتصرفوا وباعوا، وتهادوا، وتحابوا في اللعب فيما لايملكون، وفي مستحقات الأعضاء الذين ظلوا بين الأمل واليأس، ينتظرون يوماً يحصل الواحد منهم، وعلى الأرض، وقبل أن يكون في بطنها، على مسكن يؤويه وأسرته.وعندما صحا الناس على اجراءات عملية لاستلام الأرض وجدوا أن نصيب الأسد قد سلبته الأسود!! ولم يبق إلا القليل، ومع ذلك لم يسلم هذا القليل من اللف والدوران، فقد فوجئوا بأن عدداً من الدخلاء قد حشروا في قوائم جمعياتهم.. بعضهم من خارج مؤسساتهم ومصالحهم، وبعضهم من خارج المحافظة باسم الجمعية الفلانية، أو الجمعية الفلتانية، وربما باسم بعض أو جميع الجمعيات .. لهم في كل مكان قسم معلوم.. لايناله إلا أصحاب الحيل ممن ألفوا اللعب على كل الأوتار وفي كل المراحل.واليوم وقد تحركت عجلة الفعل باتجاه تحويل الأحلام إلى آمال، والآمال إلى واقع معاش، أصبح المستحقون في حيص بيص، وأينعت أحلام المتلاعبين للوصول إلى مكاسب جديدة، واختلط الحابل بالنابل، وانعدم بسبب هذا الخلط التمييز بين المستحق من غيره.إننا نخشى أن تؤكل (الكعكة) ولا يصل إليها الجائعون.. إننا نخشى أن يحتكرها أصحاب الحيل والنفوذ، فتضيع مرة أخرى على المستحقين، إننا نخشى أن نظل نلف في حلقة مفرغة.. وتبقى الحاجة قائمة.. وتبقى المشكلة مؤرقة .. إننا نخشى ونخشى.لذلك نرجو أن تعمل الجهات المختصة على معالجة الاختلالات، والتلاعب، وتقطع الطريق على المتلاعبين الذين يلوثون أجواء الحياة، ويعملون على بث الفتنة، وزرع الكراهية بين أبناء الوطن ويكفينا تخريباً ويكفينا نهباً للأرض، ومتاجرة بالحقوق، وليكن جحا أحق بلحم ثوره.