صباح الخير
ظلت قضية المنح الجامعية محط عدم رضا الكثيرين بل أن المفاضلات غير المنطقية أدت في الماضي إلى حرمان العديد من الطلاب المتفوقين من حقهم المشروع في المنح الجامعية في حين حظي عدد ممن لا علاقة لهم بالتفوق ولا حق لهم في أولويات المنح الدراسية بعدد من الفرص، ومثل هذا المسلك الغريب له انعكاسات سلبية على عملية التأهيل في بعض التخصصات النادرة فحين تكون المنح من نصيب طلاب غير متفوقين ولا مجتهدين يكون المعطى النهائي سلبي للغاية بعد أن تكون الدولة قد تحملت أعباء وتكاليف دراسة هؤلاء الطلاب ثم ان هذا المعطى الأعرج تكون نتائجه سشلبية للغاية عندما يعود مثل هؤلاء الطلاب بعد التخرج لشغل وظائف هامة ومميزة أو يكونوا محاضرين في جامعاتنا.الأستاذ الأكاديمي المعروف صالح باصرة.. الذي عرف العمل في مختلف أطر وأقسام الجامعة وتولى مناصب قيادية أكاديمية كبيرة.. بدأ عهده في وزارة التعليم العالي بقطع دابر المحسوبية وممارسة نمط من الشفافية والوضوح والعلنية في إعطاء المنح الجامعية للطلاب حسب الأحقية دون أن يتيح لأي كان التدخل في فرض هذه الأسماء او تلك.حيث يتنافس ما مجموعه 1012 مرشحاً من الطلاب على 250 منحة دراسية جرى التنسيق لها مع مختلف الجامعات الأوروبية وغيرها من البلدان التي تستوعب هذا العدد.وبالمناسبة الأستاذ باصرة في حديث سابق له إثر تولي مهامه في وزارة التعليم العالي أعتبر أمر تنظيم عمل الوزارة من مهامه الأساسية مؤكداً أن الوزارة ساعية بجدية إلى منع دابر الوساطات التي كانت قائمة في وزارة التعليم العالي.. معتبراً ان الوزارة إذا لم تقم بمثل هذه المهام المتعلقة بالتعليم العالي لا ينبغي لها الاستمرار ومن الأجدر أن تكون دائرة ضمن وزارة التربية والتعليم.مثل هذا الحرص والصدقية عندما تأتي من رجل أكاديمي بحجم الدكتور باصرة تؤكد ان في ذهن الرجل مشاريع عمل جادة يود إنجازها آملين أن يجد تجاوب الجهات المعنية معه حتى يحقق أهدافه وينتقل بعمل الوزارة إلى رحاب العمل في مضمار التأهيل الأكاديمي الذي يخدم توجهات البلد ويرفدها بتخصصات نحن في أمس الحاجة إليها.فالحرص على إعطاء المنح للطلاب المتفوقين أمر في غاية الأهمية بل انه خطوة جادة تمنع دابر ما كان من وساطات ومحسوبيات تشعر طلابنا بقدر من الجدية في التعاطي، وهو ما يدفع دون شك الطلاب إلى المثابرة في الدراسة والمنافسة خصوصاً الطلاب ذوي الميول الإبداعية والمتفوقين ممن يسعون في سنوات دراستهم إلى إظهار قدر من تفوقهم وهو التميز الذي يضمن لهم الحصول على المنح الدراسية المتاحة في أرقى الجامعات خصوصاً الأوروبية.كما أن ما تتحمله الدولة من أعباء في هذا المجال ينبغي ان لا يصب في خانة المحسوبيات والوساطات.. لما في ذلك من تأثير على عملية التنمية.فالتعليم العالي دون شك واحد من المحاور التي ينبغي عدم الاستهانة بها فالمجتمعات اليوم تبني كافة حساباتها المستقبلية من بوابة التعليم بصفة عامة الذي يعد محور الرهان الحقيقي للتطور والنمو وتحقيق المكاسب والأرباح.