معارف واتجاهات الشباب حول الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في دراسة متخصصة
صنعاء/ بشير الحزمي:من خلال نتائج دراسة متخصصة تم تنفيذها عام 2005م شملت مائة مديرية في عشر محافظات بعينة بلغ عددها حوالي (2500) شاب وشابة، وكان هدف هذه الدراسة التعرف على أوضاع الشباب واتجاهاتهم واهتماماتهم ومعارفهم حول قضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، تبين أنه رغم ما تبذله الحكومة من جهود في عملية التنمية وخاصة في مجال التربية والتعليم، إلا أن هناك نسبة من الشباب لا يزالون يعانون من الأمية، وتصل بين الإناث في العمر (20 - 29) سنة إلى (48.7 %).وحول أسباب عدم الالتحاق بالتعليم، بينت نتائج الدراسة أن معارضة الأسرة بالنسبة للإناث هي السبب الرئيسي لعدم الالتحاق بالتعليم وهو ما يشير إلى الأثر السلبي لبعض القيم الاجتماعية، وتدني وعي الأسرة بأهمية تعليم البنات، ثم تأتي ظروف الأسرة وعدم وجود المدرسة.ومن القضايا الأساسية التي بينتها الدراسة هي معارف واتجاهات الشباب نحو الزواج والإنجاب، حيث بينت الدراسة أن الشباب يرون أن السن المناسبة لزواج الذكور هي (22 سنة) وللإناث حوالي (19 سنة) وأن نسبة المؤيدين للزواج من الأقارب تبلغ (61 %) من إجمالي المبحوثين، وتصل هذه النسبة إلى (63 %) بين الشباب في الريف. وفي جانب السن المناسب للإنجاب، بينت الإجابات أن الشباب يرون أن السن المناسب لذلك هو حوالي عشرين سنة، و (52 %) منهم يرون أن فترة عامين مناسبة بين كل مولود وآخر، وحوالي (20 %) منهم يرون أن الفترة سنة واحدة هي كافية، وهو ما يبين ضعف الوعي الصحي لدى هؤلاء الشباب بضرورة وأهمية المباعدة بين الولادات بما يخدم حماية صحة الأم والطفل. إن أكثر من نصف الشباب الذين شملتهم الدراسة يرون أن قرار الإنجاب هو للزوج فقط، مقابل (30 %) يرون أنه قرار مشترك بين الزوج والزوجة، ويحتل التلفزيون (52 %) والإذاعة (41 %) المصدر الأول لمعرفة الشباب حول تنظيم الأسرة، ثم المراكز الصحية (22.5 %)، ثم المدرسة (15 %).وعن رغبتهم في استخدام تنظيم الأسرة مستقبلاً، أشار (72 %) من إجمالي العينة إلى رغبتهم في ذلك، مقابل (19 %) لا يرغبون، و (9 %) يرغبون في استخدام ذلك ولكن بشروط وحول الفحص قبل الزواج، يرى (47%) أنه مهم مقابل (38 %) لا يرونه مهماً. وقد بينت الدراسة أن (81 %) من إجمالي هذه العينة يرون أن الرعاية الصحية للأم الحامل مهمة جداً، و(90 %) منهم أيضاً ترى أن تحصين الأم الحامل مهم جداً، وهو مؤشر إيجابي لوعي الشباب حول هذه القضية، وحول معرفتهم بالأمراض المنقولة جنسياً، بينت الدراسة أن (53 %) من إجمالي العينة من الجنسين يعرفون ذلك، وتصل هذه النسبة إلى (70 %) بين الذكور مقابل (37 %) فقط بين الإناث، ومرة أخرى يتصدر التلفزيون والإذاعة رأس القائمة كمصدر معرفة لدى الشباب حول هذا الموضوع كما تأتي الصحف والمجلات ثالثا والمدرسة مصدراً رابعاً (59 %، 41 %، 36 %، و 32 % على التوالي)، وهناك (69 %) من إجمالي المبحوثين يعرفون مرض الإيدز، وتنخفض هذه النسبة بين الإناث إلى (58 %) فقط، وهناك (34 %) يرون ضرورة إشراك علماء الدين في التوعية بالصحة الإنجابية، ويمكن القول إنه من خلال نتائج هذه الدراسة فلابد من تركيز التوعية حول قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بين الشباب في الريف وبين أوساط الإناث بالذات، وقد بين الشباب استعدادهم للمساهمة في جهود التوعية الخاصة بقضايا السكان والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وغيرها من القضايا.وما يجب الإشارة إليه هنا، أنه ومن خلال ما ورد من سياسات وبرامج تنفيذية للسياسة الوطنية للسكان والإستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب والإستراتيجية الوطنية لإدماج الشباب في التنمية، لابد من اتخاذ خطوات عملية لمواجهة البطالة وفق خطط عملية، وأن تعمل وزارة الشباب والرياضة تنفيذاً لمقررات المؤتمر الوطني للطفولة والشباب على تشكيل مجلس أعلى للطفولة والشباب يقوم بتنفيذ المشاريع الكبيرة لمواجهة البطالة، من خلال المشاريع الزراعية وتوزيع الأراضي السكنية والمشاريع الصغيرة، ومن خلال القروض الميسرة، والاهتمام بالشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال إدماجهم في المجتمع، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وتأهيلهم للمساهمة في عملية البناء والتنمية وإدماجهم في سوق العمل، مع مراعاة النوع الاجتماعي في كل الخطوات الواردة، حيث أن المرأة تعتبر النصف الآخر للمجتمع، وهي شريك أساسي في عملية التنمية.وبما أن شريحة الشباب هي الشريحة التي تحمل الكثير من طاقات الإبداع والإنتاج ويوجد الكثير من المواهب المختلفة والتخصصات والهوايات، فقد حرصت الحكومة على تنفيذ توجيهات فخامة الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح بإنشاء جوائز رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب في التخصصات الدينية والثقافية والفنية والعلمية سنوياً، إلا أن هناك قصوراً كبيراً في عدم وجود المتنفسات والمنتديات والمراكز الشبابية الكافية لممارسة الشباب هواياتهم المختلفة، بالإضافة إلى الأماكن الترفيهية الملائمة لطبيعة وعادات المجتمع اليمني، ولهذا لابد من تطوير الأندية والمراكز الشبابية والرياضية لاستقطاب المزيد من الشباب من أجل استغلال طاقاتهم وتنمية قدراتهم المختلفة لتشجيع الشباب على المساهمة في اتخاذ القرار وفي عملية التنمية، وذلك من خلال المشاريع الكبيرة والصغيرة، وكذلك إتاحة الفرصة لهم في الترشيح للمناصب القيادية في المؤسسات الحكومية ومجالس السلطة المحلية ومجلس النواب والشورى، لضمان وجودهم في جميع مفاصل السلطة للدفاع عن حقوقهم والقيام بواجباتهم تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ/ الرئيس التي تقضي بتشبيب القيادة في جميع المؤسسات، وكذلك مواجهة عمالة الأطفال واستغلال الشباب والشابات، والذي من شأنه أن يؤثر على نموهم العقلي والبدني والاجتماعي والأخلاقي، والعمل على إيلاء التعليم الفني والتدريب المهني والتخصصي مزيداً من الاهتمام بتوسيع قاعدة المعاهد الفنية المتخصصة، وتوفير فرص عمل للخريجين في المؤسسات الحكومية والخاصة.وفي الختام لابد من الإشارة إلى أهمية دور الشباب في عملية توصيل الرسالة الإعلامية من خلال الاتصال المباشر أو عبر وسائل التوعية المختلفة أو عبر الأنشطة والمسابقات والمحاضرات، خاصة من خلال نقل المعلومة عبر الأقران (من الشباب إلى الشباب)والتي تعتبر من أهم الوسائل الناجحة في تغيير المفاهيم والسلوك الخاطئ وتوسيع قاعدة المعرفة.