هموم حياتية
في ركوب وسائل المواصلات العامة متعة وفائدة رغم التأخير أو الوقوف الممل احياناً .. ونفاد المخصص الشهري المرصود من الراتب للمواصلات قبل منتصف الشهر .. فائدتها الالتقاء بالناس وسماع الكثير من الأمور فمرة تسمع نكتة نابعة من معاناة عن قضية ما من هنا وحديث من هناك عن واقعة أو اخبار ساخنة من مناطق السخونة بلا انقطاع والأجمل من هذه الحيوية والتفاعل من جميع الركاب في طرح الهموم والمصاعب وما يشغل البال ويكدر الخاطر (والهم واحد) للغالبية من ابناء شعبنا المطحون والمثقل بالهموم وفي احيان كثيرة يرسل مذياع الباص إلى مسامعك صوتاً عذباً وكلمات تشرح الصدر وتغذي الروح لتسند الجسم العليل بفطور صباح فقير او خال من أبسط مكونات الفائدة للجسم الانساني إلا من الفاصوليا بنوعيها حمراء، بيضاء ، أو الفول أما البيض فقد ذهب ادراج الرياح مع انفلونزا الطيور .. خوف تجسد في سماع آيات منذ الذكر الحكيم تلج الشهوات المادية وتغنيك عن مشوارك اليومي .وفي الطريق إلى العمل كالعادة وفي الباص الذي كان يقلنا مع الناس .. شدني حديث من برنامج اذاعي بالضبط مع "الاسرة" كان الموضوع مجال الحديث في صميم حياتنا يمس اغلى ما نملك زينة الحياة الدنيا (المال والبنين) وتحديداً البنون فلذات اكبادنا الطلاب في المدارس والجامعات يتطرق .. للصعوبات والهموم والمعالجات هذا ما جاء في مستهل سؤال الزميلة المذيعة منى عبده قاسم الموجه لاحدى القيادات التربوية مديرة احدى مدارسنا المنتشرة هنا وهناك في بلادنا والحمدلله ولكن تفقد النوعية والتميز في الامكانيات والاداء إلا فيما ندر ورحم ربي وحسب ما جاء في محتوى الحديث في برنامج مع الأسرة استرسلت الاخت المديرة دون مقاطعة من مذيعتنا في سرد عدد من الصعوبات والهموم الجاثمة على صدر طلابنا قاطعة انفاسهم وسادة نفوسهم ومغلقة لعقولهم عن تلقي العلوم المنعكسة على تحصيلهم العلمي والتربوي في نهاية المطاف بدأت المديرة حديثها المتواصل دون انقطاع عن النظافة في المدارس انطلاقاً من أهمية للصحة المدرسية وعم اهتمام ادارة التربية بهذا الجانب و حتى القاصف المدرسية لاتحظى بشيء من الاهتمام متروكة بدون رقابة.واشارت إلى أن مرد هذه الظاهرة نقص عمال النظافة لعدم توفر الاعتمادات المالية لهذا الغرض الملامس صحة الطلاب بدونها يستحيل الاستيعاب والتحصيل العلمي (العقل السليم في الجسم السليم ) وهي اغلى رأس مال وتاج على رؤوس الاصحاء خير من تاج اكبر ملوك البشر وهذه الظاهرة لافتة للنظر ووجودها لايقتصر على مدرسة بعينها ولكنها منتشرة في عدد من المدارس وقد سبق وان قامت كلية الطب ممثلة بطلاب سنة ثالثة "طب بشري" بزيارة ميدانية في اطار برنامج العمل التطبيقي لمادة البيئة المقررة على طلاب الكلية كانت ظاهرة عدم النظافة حاضرة ضمن التقرير الذي صاغه الطلاب عن الزيارة (لمدرسة هاشم عبدالله) خورمكسر المستخلصة من المعاينة والملاحظة ومن حديث مديرة المدرسة التي طرحت كثيراً من القضايا المهمشة في المدارس بمراراة وعلى رأسها (نقص عمال النظافة) الذي تضطر ادارة المدرسة بمشاركة الطلاب بمعالجات ذاتية لاتكفي بالتأكيد للقضاء على الظاهرة التي تحتاج بدرجة اولى للفتة كريمة وسريعة انطلاقاً من الواجب من قبل ادارات التربية والوزارة إذا لزم الأمر والعجيب في الأمر للمصادفة ان هذه الظاهرة لاتقتصر على المدارس بل تعدتها وتجاوزت الحد إلى مرافق الإعلام ناقلة هموم الناس وعلى وجه الخصوص والقرب من الموضوعية مرفقنا (معهد التدريب والتأهيل الإعلامي) رغم حجمه المتواضع (شقة وعمارة) وبنفس الحجة والمبررات نقص الاعتمادات المالية موازنات (على قولتهم) تشغيلية. على كل حال لسنا بصدد هموم المرافق الإعلامية خلينا بهم المدارس .. واذا عدنا إلى حديث المديرة عبر البرنامج الاذاعي الذي تحدد بصدده المتواصل بلا انقطاع بنبرات موجعة نابعة من عمق المعاناة جاء ذكر الكتاب المدرسي وتأخره عن بدء الموسم الدراسي في كثير من الاحيان مما يؤدي مع ضيق الوقت إلى تراكم الدروس من الحشو والسباق (فوقه فوقه) من قبل المدرسين لاكمال المنهج بأي طريقة وبدون وسيلة في الوقت المحدد دون مراعاة القدرة الاستيعابية والنفسية للطلاب حيث ان تراكم الدروس يؤدي إلى الاحباط ان لم يصل إلى المقاطعة الكلية للدروس من قبل كثير من طلابنا واللجوء إلى ظواهر أخر اكبر ضرراً وخطورة مفزعة مخيمة في ساحات المدارس وعلى ابوابها وتحيط بها من كل الجهات كمتنفس وحل بل وهروب من واقع المدارس لكثير من طلابنا الذين هم امانة في اعناقنا في غياب الرقابة المدرسية وانعدام الجزء التربوي المهم واهمال بعض الاسر .. مثل ظاهرة الشمة ، السوكة ، الزردة ، وفي كثير من الاحيان الحبوب المنشطة حبوب الشجاعة والتسرب والهروب والتسكع في الطرقات والجلوس في الاركان لترقب خروج الطالبات والعاملات رغم انهن اخوات وامهات وزميلات دراسة أو عمل وهذه الظواهر المذكورة انفاً ممزوجة مع النقص او الانعدام النوعي وعدم مراعاة التخصصات في توزيع المدرسين على المدارس بشكل عام او حتى في المدرسة الواحدة ترى اي تخصص يغطي تخصص لايمت اليه بصلة ولاقرابة مع بعض الالفاظ من قبل المدرسين تنعكس على تصرفات الطلاب كرد فعل أي الاحترام اصبح في خبر كان مما يزيد الطين بلة وتكون الطامة على الطلاب وقت الامتحانات وبالاخص شهادتي التعليم الاساسي (تاسع) والثانوية العامة التي تظهر معها ظاهرة مستعصية مستمرة على طول الخط ظاهرة الغش الظاهرة المهمشة قيمة العلم المفرزة قطعاً طلاباً على قارعة الطريق مع افادة اخرى نأمل بل نتوسل من القائمين على العملية التعليمية والتربوية الالتفات اليها بجدية لاستئصالها قبل الاستفحال رغم ان الازمة اشرفت على الوقوع على رؤوس طلابنا في زمن عجب .. ومسؤولية اعجب سيولة مفرطة وابواب مفتوحة ومخصصات بالملايين والمليارات لجيوب اسباب الفساد ونقص الاعتمادات المالية وابواب مغلقة ومخصصات لاتذكر لحماية ثروة المستقبل البشرية من الامراض والانحراف وفي آخر المطاف السؤال اين موضع الديمقراطية من الاعراب عملياً والوحدة من النفوس وموقع التعبير والاصلاح في حياة الناس !! ؟اسماء الحمزة محمد