مفكرة سكانية
د.فهد محمود الصبريتأثير الحرب واضح وجلي على الخصائص السكانية ويحدث تغيرات كبيرة جداً من خلال تغير المؤشرات السكانية في منطقة الصراع ولا يكون هذا التأثير مقصوراً على وقت الحرب واثنائه لكنه يتعدى ذلك إلى فترات ما بعد الحرب بسنوات كثيرة وتقع أعباؤها على التنمية بشكل كبير حيث يرتفع معدل الوفيات في منطقة الحرب والتي تؤثر تأثيرا مباشرا في تلك الخصائص حيث ترتفع الوفيات في كل الفئات العمرية وتكون مرتفعة بشكل أكبر في أوساط البالغين المشتركين في القتال وفي أوساط الأطفال نتيجة لظروف الحرب وهذا التغير يؤثر بشكل كبير حتى على الأجيال القادمة ما يعيق كثيراً من التنمية في منطقة الحرب وهذا ما يحدث الآن في صعدة اليمنية بتشابه أثر الوفيات على كل الأعمار وكذلك على كلا النوعين (ذكوراً وإناثاً).إن كل المجموعات العمرية تتأثر بارتفاع معدلات الوفيات على الرغم من أن بعض هذه المجموعات يتأثر أكثر من الآخر.كذلك فإن تحسن معدلات الوفيات سوف يؤدي إلى انخفاض معدلات الوفيات بين كل الوفيات العمرية.وعندما تحدث المجاعات،أو الأوبئة،ترتفع معدلات الوفيات بين كافة الفئات العمرية بصفة خاصة من صغار السن وكبار السن.وكذلك تزداد ظاهرة الهجرة الداخلية إلى المحافظات (النزوح) والتي بدورها تؤثر في التركيبة العمرية لمحافظة صعدة منطقة الحرب والتركيبة السكانية للمحافظات المستقبلة للنازحين حيث تقل أعداد الفئات العمرية المختلفة في منطقة الحرب وتزيد بشكل غير منتظم في المناطق التي نزح إليها السكان وهذه الزيادة غير المنتظمة تلقى بأعباء كبيرة على تلك المحافظات وعلى خططها التنموية والخدمية لهذا يعتبر تأثير الحرب على السكان غير المقصور على منطقة الحرب فقط بل يتعداها إلى المناطق الأخرى.إضافة إلى التأثير على الصحة الإنجابية التي تؤثر بشكل مباشر على المؤشرات السكانية في منطقة الحرب حيث تزداد وفيات الأمهات بسبب ضعف أو انعدام خدمات الولادة أو رعاية الحمل وما بعد الولادة وزيادة وفيات الأطفال أقل من سنة والأطفال ما دون خمس سنوات وانخفاض نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة وكل هذه المؤشرات يظهر تأثيرها بوضوح بعد فترة وينعكس على التنمية في المحافظة والدولة بشكل عام.