صبـاح الخـير
تربط اليمن بجيرانه في دول الخليج العربي علاقة أخوية حميمة ومتأصلة تمتد لحقب زمنية متباعدة تشبه إلى حد كبير في تقاربها وتناغمها علاقة الروح بالجسد فأنى للروح أن تستطيب لذّة العيش والحياة دونما جسد يستوعبها ويضمها بين جوانحه، وكيف للجسد أن تدب فيه نسيمات الحياة بلا روح يأنس بها وتطرب حياته وتملؤها صخباً وسعادة واطمئنان.؟ هذه العلاقة تشهد نمواً مطرداً نحو الأفضل في الآونة الأخيرة بفضل الحرص والمتابعة المستمرة والرغبة الصادقة لقادة دول المجلس واليمن في أن تمضي هذه العلاقات نحو الشراكة، والاندماج الكلي لليمن في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي، حيث تمثل اليمن البعد الاستراتيجي والعمق الجغرافي لدول الخليج، وبإمكان الأخيرة الاستفادة من الثروات الطبيعية والبشرية الموجودة في اليمن من خلال إعادة تدريبها وتأهيلها بغية توظيفها بشكل مناسب لما يصب في رفد سوق العمل في دول الخليج بكوادر وعمالة يمنية متميزة، وكذا الاستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها اليمن والتي حالت الأوضاع الاقتصادية لبلادنا دون أن ترى النور بسبب ارتفاع تكاليف استكشافها واستخراجها والاستفادة منها.ويمثل مؤتمر المانحين الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن الانطلاقة الجادة والخطوة الجبارة التي من شأنها أن تمضي بالعلاقات اليمنية والخليجية نحو آفاق رحبة وواسعة من الشراكة الأخوية الملموسة على طريق إعادة تأهيل الاقتصاد اليمني تمهيداً للاندماج الكلي في إطار المنظومة الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي كهدف استراتيجي سيعود بالنفع على الجميع وخصوصاً أن العالم يتجه نحو المزيد من التكتلات الاقتصادية التي أثبتت أنها تؤتي أكلها وتحقق الأهداف المرجوة منها، ونتطلع في اليمن أن تكون النتائج المثمرة والمتميزة التي خرج بها المؤتمر برعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمثابة النواة الرئيسية لتأهيل الاقتصاد الوطني من خلال استكمال البنية التحتية من مشاريع إنمائية وخدمية والارتقاء بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين تمهيداً للانضمام الكلي لليمن لعضوية مجلس التعاون الخليجي وهو ما نأمل أن يتحقق على أرض الواقع القريب.