الدكتور / عبدالكريم الشرفي – مدير برنامج المحاجرالصحية لـ « 14 أكتوبر »:
كثير من الناس يعتقد أن الحجر الصحي اعتقال قسري لكل من يشتبه إصابته بالأمراض أثناء دخوله المطارات أو الموانئ أو المنافذ الحدودية .. فما حقيقية هذا الحجر .. في ؟ وكيف يتم التعامل عند الاشتباه ببعض الحالات ؟ وما طبيعة المهام التي يؤديها برنامج المحاجر الصحية في البلاد ، وتساؤلات أخرى عديدة سيجيب عنها الدكتور / عبدالكريم الشرفي – مدير برنامج المحاجر الصحية – الذي كان لنا معه هذا اللقاء : لقاء / وهيبة العريقي [c1]تفعيل الحجر الصحي ما الأهمية التي تشكلها المحاجر الصحية ؟ [/c]-المحاجر الصحية دورها كبير في الحفاظ على البلد من الأمراض الوافدة من الدول المجاورة ، فبعض الأمراض لا تعترف بالحدود ولا سبيل لايقافها ما لم نأخذ حذرنا متخذين إجراءات وقواعد السلامة . وكل ما نستطيع عمله في هذا الإطار بحكم عملنا في الحجر الصحي هو التحكم بتنقل الوسيط الناقل للمرض ، ففي معظم الأحيان يكون الوسيط الناقل هو الإنسان ، وفي أحيان أخرى بعض الحيوانات . والعمل الأساسي الرئيس للحجر الصحي هو منع دخول الأمراض المعدية إلى البلاد ، فالموانئ والمطارات والمنافذ المختلفة منفذ لدخول الأمراض التي تظهر على شكل أوبئة أو تلك التي تأتي عن طريق الأغذية . والحقيقة أن المحاجر الصحية لم تكن مفعلة في الماضي لفترة طويلة ، لكننا حالياً بدأنا الاهتمام بالأمر .. اهتمام وعناية جسدتهما وزارة الصحة العامة والسكان وقطاع الرعاية ، خصوصاً بعد تفشي أكثر من وباء في الفترة الماضية ، فكان لابد من التعامل بجدية وإنعاش المحاجر الصحية لنواكب ونساير باقي دول العالم في هذا الجانب فالأمراض الوبائية الفتاكة التي يمكن أن تدخل إلى أي بلد قد تسبب كارثة اقتصادية وصحية وأيضاً اجتماعية ، أي أنها كارثة من كل النواحي. فكان لابد من تفعيل المحاجر الصحية ، والحمدلله تم تشكيل برنامج اسمه برنامج المحاجر الصحية ، وأقيمت فروع له على المنافذ الواقعة على حدود المحافظات التي تربط بلادنا مع بعض الدول الشقيقة ودول الجوار ، وحقيقة نجح الموضوع والحمدلله . وأود أن الفت أننا نرتبط بنظام السلطة المحلية ، وكان التواصل من قبل وزارة الصحة العامة والسكان وفروعها بالمحافظات ، ومن خلالها تم إعداد أنشطة مختلفة في هذا الإطار وتزويدهم بما يلزم . كما قمنا بزيارات ميدانية لكل المنافذ وبتزويدها بكل المستلزمات الضرورية.وفي حال وجود أي وباء نتعامل معه وفق ما يتم التعامل به في كل دول العالم ، لاسيما في عصر التقدم التكنولوجي ووسائل المواصلات والاتصالات الحديثة الانترنت ، فنحن عندما نتعامل مع العالم لا نتعامل بصورة منفردة . [c1]بداية العمل متى وكيف كانت بداية الحجر الصحي في بلادنا ؟ وما الدور الذي يؤديه ؟ [/c]- الحجر الصحي أنشئ عام 1996م إثر ظهور وباء الطاعون في الهند ولم يكن هناك مبنى للحجر الصحي في مطار صنعاء الدولي ، وإنما تم استخدام أحد الأبنية الموجودة في مطار صنعاء ( مبنى الواصلات ) لاحتجاز الوافدين القادمين من الهند ، فإذا كان الوافد من البلاد المؤبوة يتم احتجازه حتى تنتهي فترة الحضانة ، والحضانة المعروفة لكل مرض هي فترة انتقال العدوى ، وبذا يتم الاحتجاز في مركز الحجر الصحي حتى يتحقق الشفاء وتنتهي الفترة ، وللمريض الخيار في البقاء في الحجر الصحي أو العودة من حيث أتى على نفس الرحلة أو الرحلة التي تليها . والحجر الصحي يكون للقادمين من خارج الوطن لحجز الأمراض الوافدة ، ( كالحمى الصفراء ، الحصبة ، شلل الأطفال ، الطاعون ، أنفلونزا الطيور .. الخ ) إذ يتم حجز الشخص القادم إذا كان مريضاً أو حاملاً لمرض من هذه الأمراض أو غيرها من الأمراض المعدية الخطيرة حتى تنتهي معالجته بعد أن يتم فحصه للتأكد من خلوه من المرض ، ومن ثم علاجه إذا كان بالإمكان ومن مهام المحجر الصحي بالمطار أنه يقوم باستقبال المرحلين المصابين بالأمراض المعدية ، كمرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) بتلقي البلاغ من السفارات ، ويتم استقبال المصاب المرحل من قبل مندوب أو منسق مكافحة الإيدز في مطار صنعاء الدولي ، وبعد ذلك يتم توصيله إلى المختبر المركزي وتسليمه إلى منسق البرنامج بالأمانة والمختبر المركزي ، وهناك تؤخذ عينة من دمه للفحص وتأكيد تشخيصه ، لأن معظم المرحلين تكون الإصابة لديهم غير أكيدة ، وبذا يتم إعادة فحصه للتأكد ، ومن ثم تسليمه إلى منسق برنامج الإيدز بالأمانة ومنسقين البرنامج في إحدى المحافظات ، كذلك يقوم الحجر الصحي بالكشف والتحري عن المواد الغذائية ومدى صلاحيتها ( إن كانت صالحة للاستعمال وخالية من الأمراض ) ، حيث يقوم المستلم الصحي ببرنامج المحاجر الصحية بالمطار ، يقوم بمتابعة الرسائل وشهادات المنشأ ، فإذا كانت صحية خالية من الأمراض سمح لها بالدخول .أما إذا كانت هناك بلاغات من منظمة الصحة العالمية على بعض المواد الغذائية أو على بعض الأشخاص القادمين من المناطق الموبؤة يتم استضافتهم واحتجاز هم فيما يسمى بالمحجر الصحي ما أسلفنا . [c1]حجر لا حبس في أغلب الأحيان ارتبط كلمة المحاجر الصحية بأذهان الناس بالحجز ( الحبس ) هل نفهم من قولك أن الحجر الصحي معناه التحفظ على الشخص حتى شفاءه أو وفاته أو علاجه؟ أم ماذا ؟ [/c]-حسب قوانين وأنظمة متعارف عليها عالمياً ، لا يتم حجز إنسان بدون الاستناد إلى ما يتم في الدول الأخرى في العالم المحيط بنا ، فالحقيقة هذه من المشاكل التي تواجهنا . بالتالي لا يتم التحفظ على مريض الإيدز ، غير أن المرحلين يأتونا غالباً في أوقات متأخرة من الليل وهم أساساً من محافظات مختلفة وفي كثير من الأحيان لديهم أقارب في صنعاء للمكوث عندهم وليست لديهم إمكانيات للمكوث في فندق ، فيستضافوا في الحجر الصحي ويكون معهم استبيان يقومون بتعبئته بأنفسهم . واللافت في الأمر أن معظم المرحلين يأتون يوم الخميس أو الجمعة ، أي يوم إجازة يكون فيها المختبر المركزي مغلقاً ، فلا نستطيع توصيلهم إليه .حاولنا عمل الفحوصات هنا في الحجر الصحي بالمطار مثل بعض البلدان التي تقوم بفحص اليمنيين القادمين إليها وقدمنا مذكرات بهذا الخصوص وإلى الآن مازلنا في طور المتابعة مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ، وإن شاء الله في المستقبل القريب ستعمل الفحوصات في المحجر الصحي ذاته . وفي دورة تدريبية عقدت في صنعاء التقى مسؤلوا الحجر الصحي في عدد من المنافذ الحدودية في عدد من محافظات الجمهورية لتلقي العديد من المعلومات حول كيفية التصرف في هذه المنافذ والتعامل مع الحالة المرضية المشتبهة . [c1]شهادة التطعيم العالم كله يتعامل مع شهادة التطعيم الدولية ، فأي شخص مسافر إلى بلد في العالم يجب عليه أن يحصل على شهادة تطعيم ، وشهادة التطعيم كانت موجودة ولكن كانت شكلاً صورياً تباع بمبلغ زهيد ؟ فكيف الوضع الآن ؟[/c]- بالفعل أهملت ، بينما الكثير من الدول تهتم بها باعتبار أنها شخصية وليست جماعية ، وبالتالي كلما كانت الدولة حريصة على هذا الموضوع ، كان الأمن مستتب في البلد .فالحجاج قبل ثلاث سنوات تقريباً – على سبيل المثال – كان يتم سفرهم من دون أن يجرى لهم التطعيم ، والبعض منهم – إن لم نقل ل- أكثر هم – لم يكونوا يتلقون التطعيم ضد الحمى الشوكية ، لكننا ومنذ العام الماضي قمنا بتكثيف هذا النشاط وأعطيناه اهتمام كبير ، وقد تم تشكيل فرق في المنافذ التي يتحرك الحجاج من خلالها ، مثل مطار صنعاء ، ومنفذ حرض الحدودي ، وميناء عدن ، تولت تطعيم عدد كبير من الحجاج قبل مغادرتهم ، وإن شاء الله هذا العام سيكون مثل العام الماضي بوتيرة أوسع وأكبر ، الإعداد قائم لهذا التطعيم . [c1]العمل مستقبلاً ما طبيعة برنامج العمل الذى ستتبناه المحاجر الصحية خلال الفترة القادمة ؟ بمعنى ما الذي ستبنى عليه المحاجر الصحية عملها في الفترة القادمة بمشيئة الله ؟ [/c]-من منظوري درهم وقاية خير من قنطار علاج ، ولعل كثير من الدول أهملت هذا الموضوع – على أهميته ومع أنه لابد أن يكون في الصدارة – واهتمت بالجانب العلاجي ، وذاك أن الموظف أو العامل الصحي خط الدفاع الأول في حالة حدوث حوادث وتفشيات فجائية للأمراض – لأسمح الله .. لابد لهذا الموضوع أن يأخذ مجراه وجانب كبير من الاهتمام ، فعل سبيل المثال لم يكن يوجد معنا قبل فترة بسيطة مواقع أو منافذ بما في ذلك المباني الجاهزة والموظفين المنتسبين إليها ، بل كان يتم الاستعانة من قبل بموظفين من المستشفيات في حالة ظهور او تفشي وباء .وحالياً نحن نقوم بالإعداد لتجهيز مقرات وموظفين مستمرين وعلى استعداد كامل للعمل على مدار السنة ، ولابد أيضاً أن يكون هناك استعدادات كاملة في كل المنافذ لمواجهة أي طارئ لا قدر الله سبحانه وتعالى ، فمثلاً نحن الآن بدأنا تنفيذ مشروع إنشاء مراكز للحجر الصحي في كل المراكز الرئيسية التي ذكرتها سابقاً ، وهي الآن قيد الإنشاء ونحن نواصل المشوار حتى يتم تجهيزها ، وفي المرحلة الراهنة لدينا منسقون ولدينا موظفون في مكاتب المحافظات ، وهناك تواصل مستمر بينهم . قبل أن اختم أود أن اذكر قرأنا بأن المحاجر الصحية حجر الزاوية في منظومة العمل الوقائي ومنع خطورة ظهور وانتشار الأمراض المعدية الخطيرة في البلاد ، خصوصاً وأن اليمن تمتلك شريط ساحلي طويل جداً ولها منافذ كثيرة ، بحرية وبرية ، وإجراءات الحجر الصحي ليست بمعزل عما يجرى في دول العالم الأخرى ، فهي عالمية دولية تتخذ في كل دول العالم في حال انتشار وباء .وعلى المواطن إن لاحظ أو اشتبه في إصابة أي كان بمرض من الأمراض الخطيرة المعدية كمرض أنفلونزا الطيور ، فما عليه الا تبليغ الجهات المختصة في وزارة الزراعة ووزارة الصحة العامة والسكان . وضمن مواجهة وزارة الصحة لأنفلونزا الطيور أعدت خطة وطنية طارئة تضمنت تخصيص مراكز للحجر الصحي خاصة بمرض أنفلونزا الطيور للحالات المصابة ، سواء أكانوا من البشر أو من الطيور . والعمل مشترك بينها وبين مع وزارة الزراعة ، خاصة وأن الطيور المهاجرة لا تحتاج إلى جواز سفر أو تأشيرة لدخول البلاد ، وهناك متابعات وتنسيق وترصد مستمر في كل المواقع التي تمر منها الطيور المهاجرة .