متابعة / عبدالله الضراسيصادف الحادي عشر من شهر سبتمبر 2008م ذكرى الـ (44) عاماً على بث تجربة تلفزيون (عدن) من قمة (جبل هيل) في التواهي حيث شكلت بذلكم التدشين ثالث تجربة بعد مصر والعراق في ظرف وسياق تاريخين صعبين كانت فيهما عدن تحت قبضة الاحتلال البريطاني كآخر مستعمرات الدولة التي لم تغب عنها الشمس ومع هذا كانت مدينة عدن آخر تلكم المستعمرات والتي بدأت منذ 14 أكتوبر 63م في التحرر من قيود هذه الدولة الاستعمارية (العتيقة) لهذا فقد (اضطرت) سلطة الاحتلال بأساليب ملتوية وفاشلة إلى احتواء لهيب غليان الوطن (بضخ) تلفازي أجنبي معلب من الدراما الأجنبية لم تصل إليه تجربتا تلفازي مصر والعراق رغم كبرهما، مقارنة مع بث تلفازي هيأت ووفرت له الإدارة الاستعمارية البريطانية كمية ضخمة من آخر ما وصلت إليه دراما العالم الغربي لا لشيء إلا لتخدير مساحة كبيرة من سكان مدينة عدن بغية إلهائهم عما يدور خارج جدران وشبابيك منازلهم رغم أنهم كانوا يعيشون في وضع متناقض مع ما يشاهدونه من الدراما الأجنبية الذي كان يبثه تلفاز عدن ومع أصوات معارك عمليات ثوار عدن في حواري وأزقة المدينة. [c1]مابعد الاستقلال[/c] وبعد تحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م اختلف وضع هذا التلفاز باختلاف الوضع العام حيث تحول إلى وسيلة من وسائل الاتصال بالجماهير ومؤشر ثقافي وسياسي وتنموي يعمل على رفع وعي الشعب بصدد مؤشرات عمليات تطوره وتقدمه.. ولهذا كان من الأهمية بمكان تفعليه فنياً وتقنياً حتى يتسنى له القيام بمهامه الجديدة لهذا فقد شهد (تلفاز عدن) جملة من (المنعطفات الفنية والتقنية) لتأهيله بهذا الصدد ليسير في خط متناغم ومتواز مع متغيرات المرحلة لما بعد الاستقلال حيث جاءت (مرحلته الفنية الثانية) الممتدة من 1979م وحتى 1981م المتمثلة بالانتقال من المبنى القديم بجبل هيل (بحي البنجسار) إلى مبنى (البينو) المبنى الحالي والذي كان يعمل بنظام البث الأبيض والأسود وكذا البث التلفازي المباشر إلى البث الملون في عام 1981م وكذا ما ميز هذه الفترة التلفازية هو الانتقال إلى التعامل مع (الأقمار الاصطناعية) عبر المحطة الأرضية للاتصالات والتي وفرت (الخدمة اليومية) لاستقبال (الأخبار) ذات الطابع السريع حيث تمكن البث من نقل الأحداث والفعاليات العالمية، كما تم في سياق هذا التطور التقني والفني للبث إدخال (خدمة عربات النقل الخارجي) للحصول على بث حي ومباشر على الهواء. وفي عام 1985م تقرر استحداث وسيلة فنية وتقنية مؤقتة لتفعيل البعد الجغرافي للبث ولكن أمام صعوبة هذه العملية لكون البث لم يتمكن من تجاوز المسافة من 650 كيلومتراً وحتى 800 كيلومتر لهذا تم توفير أجهزة (إعادة البث) في عواصم حضرموت وشبوة والمهرة والتي كانت تستقبل بث اليوم السابق للإرسال وهي العملية التي لم تستمر كثيراً بعد أن تطور بث تلفاز عدن أكثر وأكثر. [c1]مرحلة 22 مايو 90م[/c] ولكن بعد قيام وطن 22 مايو 90م أصبح للجمهورية اليمنية قناتان الأولى تبث من صنعاء والثانية من عدن وقد حرصت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح على إعادة تأهيل ما كان يسمى (بالقناة الثانية) (قناة يمانية) الفضائية الحالية عن طريق تحديث البنية الهندسية ورعاية الكادر المهني والتقني والذي (بادل الوفاء بالوفاء) على نحو مكن القناة من القيام بدور متنام في تنمية أشكال الوعي بالثوابت الوطنية ومتابعة مهمات البناء التنموي. [c1]الأبعاد التراثية والثقافية والاقتصادية لـ (يمانية)[/c] وعلى الرغم من بعض طروحات أعداء النجاح بالتشكيك في نجاح رهان قيام فضائية يمانية بحق وحقيق ، حيث عاشت لحيظات (زمنية) مستغلة انشغال (كتيبة) الفضائية (يمانية) بتأخر موعد افتتاح الفضائية الرسمي لأسابيع استعداداً لتجهيزات أشمل وأدق ، بإطلاقها (صافرة) رهانها المزعوم والفاشل وغير الصادق بعدم نجاح رهان مشروع الفضائية (يمانية)، وخاب أملهم عندما أعلن 19 مارس 2008م وتحت رعاية فخامة الأخ الرئيس انطلاقة وتدشين ما كانت تسمى بالقناة الثانية سابقاً إلى قناة فضائية تحت مسمى (قناة يمانية الفضائية) والتي أصبحت قناة ذات أبعاد اقتصادية وثقافية وتراثية لكون هامشها الزماني والمكاني هو (حاضرة) اليمن الاقتصادي والتجاري والثقافية لهذا كان من الأهمية بمكان أن يحدث نمط من التناغم بين القناة الفضائية الفعل الثقافي والمكان الممتلئ مفردات وسفراً وهوامش من حكايات مدينة وبحر وجبل (جبلته) هذه المدينة (عدن) فكانا وجهين وصنوين شكلاً ثنائية متماثلة ومتفاعلة ومتناغمة بين (ألق وأفق) القناة وبين (رذاذ) بحر وجبل هذه المدينة الممتلئ حكايات كان لها شرف عاصمة تجارة الترانزيت وثالث ميناء حتى 65م وألبوم غنائي حمل (مسبه) الفني روائع غنائية ولحنية ألواناً وألواناً لهذاكم كانت قيادتنا الإعلامية بشقيها الوزاري والمؤسسي ممثلة بمعالي وزير الإعلام شاعرنا الكبير الأستاذ/ حسن اللوزي وكذا الأستاذ الدكتور عبدالله الزلب مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون موفقين عندما (إجترحا) في لحظة تفكير زمني ملائم بأن ( يعطي الخبز لخبازه ) وهي التي (شرعت ) بأن تكون عدن المدينة ذات سفر الأمن الترانزيتي بامتياز ومنذ أكثر من نصف قرن وصاحبة ثالث ميناء لاتفصله سوى أربعة أميال عن مجرى خط الملاحة الدولية وكذا المدينة التي (احتضنت) ليس فقط أطياف الفن اليمني الصنعاني من (عكفة) الأئمة وعساكر الحلالي بل وفتحت ذراعيها لشيوخ (فن الصوت الكويتي) أيضاً لهذا فهي كفيلة بأن تكون حاضنة لتراثها الثقافي والفني والغنائي ولا أقل من ذلك أن تكون (قناتها الفضائية + يمانية ) ذات رهانين اقتصادي وثقافي وهي أصلاً كانت وما زالت أهلاً لذلك. لهذا عندما قبل أستاذنا الدكتور خالد عبدالكريم تسلم مهام هذه العملية القيادية كأول رئيس للقناة الفضائية اليمنية ( يمانية ) وراهن بحياته وخبرته وتجربته بأن العراقة التي تشرب بها تجربة تلفاز عدن كثالث تجربة تلفازية في الوطن العربي بعد مصر والعراق وكذلك وقوف (الكتيبة) الفنية والإعلامية معه بدءاً من فنيي الديكور والتجهيزات والخدمات والتشغيل والمصورين وكذا الفنيون وطواقم الإخراج (ذكوراً وإناثاً) وحتى قيادات العملية البرمجية كفيلة بالعمل معه لإنجاح رهان قيادته لهذه الفضائية.ولهذا فإن ثمة مؤشرات على (رجع صدى رسالة) فضائية يمانية تتمثل بالكم الكبير من الفاكسات واتصالات المحمول من الجاليات اليمنية بدول الجزيرة والخليج.أكدت وتؤكد أن الرسالة الإعلامية لقناة الفضائية اليمنية (يمانية) وصلت و(لاعزاء لأعداء حزب النجاح) .... وإذا من خلاصة أخيرة وللأمانة فإن قناة يمانية الفضائية جاءت وحدوية وكثمرة لهذا الحدث الوحدوي ومع هذا وللأمانة والتاريخ لايمكن فصلها أو عزلها عن سياقها التاريخي لأكثر من 44 عاماً من العراقة.
قناة (يمانية) الفضائية ( بعد 44 عاماً ) .. تاريخ عريق ومنجز وحدوي
أخبار متعلقة