في البيان الصحفي المشترك الصادر عن زيارة رئيس وزراء باكستان لليمن :
صنعاء/ سبأ: غادر صنعاء امس السيد محمد ميان سومرو ، رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الباكستانية ، والوفد المرافق له بعد زيارة لليمن استغرقت يومين أجرى خلالها عدداً من المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات. واجري لضيف اليمن مراسم التوديع المعتادة في مطار صنعاء الدولي، حيث كان في وداعه رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور والدكتور يحيى بن يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة رئيس بعثة الشرف وعدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى وسفير اليمن في باكستان عبدالاله حجر والسفير الباكستاني بصنعاء نواب أمير شرواني. وفي ختام الزيارة صدر بيان صحفي مشترك عن الجمهورية اليمنية وجمهورية باكستان الإسلامية ، فيما يلي نصه: “ قام دولة رئيس مجلس الوزراء الباكستاني السيد محمد ميان سومرو يرافقه وفد رفيع المستوى بزيارة مثمرة وناجحة الى الجمهورية اليمنية خلال الفترة من 1 - 2 فبراير 2008م بناء على الدعوة الموجهة اليه من دولة رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اليمنية الدكتور علي محمد مجور ، وقد حظي دولة السيد سومرو رئيس مجلس الوزراء الباكستاني والوفد المرافق له بترحيب وحفاوة بالغين. وعقد دولة الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء اجتماعا ثنائيا مع دولة السيد محمد ميان سومرو رئيس مجلس الوزراء الباكستاني تم خلاله استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتبادل وجهات النظر حول المواضيع الإقليمية والدولية. وعبر الطرفان عن تصميمهما على تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في جميع المجالات كتعبير عن مستوى العلاقات الرفيعة بين القيادتين في البلدين ، كما تمت الموافقة على ترجمة العلاقات السياسية المتقدمة الى تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وتم الاتفاق على التركيز على المجال التجاري والدفاع والامن والعلوم والاجتماع والتعليم والتعاون التكنولوجي ، كما تمت الموافقة على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين من خلال تبادل الوفود التجارية المشاركة في المعارض التجارية وفي الصفقات التجارية والاستثمارات المشتركة، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الحالة في الأراضي الفلسطينية والعراق ، وأبديا قلقهما العميق إزاء الحالة المتدهورة للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي والضربات ضد المدنيين في غزة ، وأدان الجانبان العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين ودعيا إلى الرفع الفوري للحصار وعدم إعاقة الإمداد بالمعونات الإنسانية والمؤن الضرورية إلى غزة. واتفق الجانبان على أهمية ان يلعب المجتمع الدولي دورا نشطا لضمان حق الفلسطينيين في إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام وغيرها من الاتفاقات. وفيما يتعلق بقضية كشمير اعلن الجانب اليمني دعمه للجهود الباكستانية الهندية في حل النزاع حول كشمير، وأعرب عن أمله في إحراز تقدم لتسوية نزاع كشمير في اقرب وقت ممكن بما يتلائم ورغبة الشعب الكشميري. وفي الشأن العراقي أكد الجانبان ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته الوطنية وإحلال السلام في البلاد. وأدان الجانبان الإرهاب بكل صوره ومظاهره وعبرا عن عزمهما على مكافحته ، وأكدا على ضرورة معالجة جذور هذه الظاهرة وأسبابها وضرورة مواجهة المحاولات التي تلصق الإرهاب بالإسلام. وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن الأوضاع في أفغانستان وأكدا على ضرورة مساندة الحكومة الافغانية ، واعتبرا استقرار أفغانستان مهم وضروري لتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة، وقد التقى السيد سومرو رئيس الوزراء الباكستاني أثناء الزيارة رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني واللواء محمد ناصر احمد وزير الدفاع ورحب رئيس الوزراء الباكستاني والمسؤولين باللقاء المشترك الذي عقده رجال الأعمال اليمنيين والباكستانيين. وفي اللقاء الذي جمع بين وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق حمد ووزير العمل والقوى البشرية والباكستانيين في الخارج السيد تيسار احمد قومان أشار الجانب اليمني إلى رغبته وتطلعه للاستفادة من العمالة الباكستانية الماهرة. وعبر رئيس الوزراء الباكستاني لنظيره اليمني الدكتور علي محمد مجور عن امتنانه لكرم الضيافة التي حظي بها هو والوفد المرافق له ووجه له الدعوة لزيارة جمهورية باكستان الإسلامية في اقرب فرصة ممكنة. وكانت جلسة المباحثات الرسمية اليمنية ـ الباكستانية قد عقدت في وقت سابق برئاسة الأخوين الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد ميان سومر رئيس الوزراء الباكستاني ، وكرست لبحث علاقات التعاون اليمني الباكستاني في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والعسكرية والصحية والتنمية البشرية، وكذا بحث الجوانب المتصلة بتفعيل عملية المتابعة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بين البلدين الشقيقين في مختلف الجوانب، بالإضافة إلى مناقشة دور الحكومتين للدفع بالقطاع الخاص اليمني والباكستاني نحو المزيد من التعاون والعمل المشترك في المجالين التجاري والاستثماري وتأكيد الشراكة الإيجابية بينهما، وتناولت المباحثات الاوضاع في المنطقة العربية، وما تشهده من تطورات وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان والصومال وموقف البلدين إزائهما، والمؤكد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وكذا دعم الوحدة الوطنية الداخلية الفلسطينية وضرورة رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، إلى جانب مساندة الجهود الرامية الى تحقيق الأمن والاستقرار في العراق ولبنان والصومال ..إضافة إلى دور منظمة المؤتمر الإسلامي وأهمية تعزيز آليات عملها لتأكيد حضورها المؤثر في خدمة القضايا الإسلامية.ولفت الدكتور علي مجور إلى أن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني تعبر عن مدى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية اليمنية ـ الباكستانية..مؤكداً أهمية التواصل وتطوير العمل الإسلاميالمشترك بصورة أكثر ديناميكية لما فيه تنمية المصالح الاقتصادية البينية والتأثير الإيجابي في عملية التنمية التي تشهدها الأقطار الإسلامية ، وقال:”إن تواصلنا المستمر وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين على المستويين الرسمي والقطاع الخاص وما تشهده من مباحثات جادة تساهم بشكل فاعل في تطوير العلاقات الأخوية ..حيث أصبحنا ندرك جميعاً أن آفاق التعاون اليوم بين بلدينا كبيرة وواسعة ..وأكثر من أي وقت مضى ويدعمها تطابق التوجهات ووجهات النظر بين البلدين إزاء مختلف القضايا” .وأضاف : فكلا البلدين يسعيان إلى تحقيق النمو الاقتصادي وتجاوز معوقات التنمية البشرية وإرساء الممارسات الديمقراطية في الحكم واحترام حقوق الإنسان ، ناهيك عن وقوف البلدين في خندق واحد لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله والعمل في نفس الوقت على نشر وتكريس قيم التسامح والعدالة والسلام”، وأوضح أن الجمهورية اليمنية بقيادة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح تكرس سياستها الخارجية لمناصرة القضايا الإسلامية والإنسانية العادلة ، وتتفق مع باكستان في نظرتها المبدئية تجاه قضايا نضال الشعب الفلسطيني من آجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومن آجل دعم الوحدة الوطنية الداخلية الفلسطينية، وكذلك المواقف تجاه ما يجري على أراضي العراق والسودان والصومال ولبنان ، مؤكداً ان التدخلات الخارجية في أحوال هذه الشعوب وغيرها لا ينجم عنها سوى الفوضى والدمار وضياع الآمال والأحلام الإنسانية في التنمية والاستقرار والسلام.وعبر رئيس الوزراء عن تثمين اليمن لمواقف باكستان المبدئية تجاه القضايا العربية والإسلامية وأهمها القضية الفلسطينية ، معرباً عن الثقة الكبيرة بالدور الإيجابي الذي يمكن ان تلعبه باكستان على المستويات الإقليمية والإسلامية والعالمية وذلك انطلاقا من النهضة العلمية والتكنولوجية التي جعلتها رائدة في العالم الإسلامي، وبما تمتلكه من وسائل الإنتاج الصناعي والزراعي والتقدم العلمي الامر الذي يؤهلها للتأثير الإيجابي في عملية التنمية الإسلامية والاقتصادية والتكنولوجية والمعرفية.وأكد الدكتور مجور اهمية مشاركة القطاع الخاص وإعطائه دوراً محورياً في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية وقال:” إن من الأهمية الدفع المشترك برجال الأعمال في البلدين لإقامة الشركات المشتركة في مجالات الاستثمار والتجارة ومؤازرة جهود الحكومتين في تحقيق التنمية الشاملة وتبادل المنافع عبر الشراكة الإيجابي ذات البعد الاستراتيجي والمرحلي.وجدد ترحيب الحكومة بالمستثمرين الباكستانيين ودعمها لاستثماراتهم في كافة المجالات وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم لما فيه خلق قاعدة عريضة من المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين ، منوها في الوقت ذاته بالإمكانيات المتاحة للاستفادة من الخبرات الباكستانية في مجال العلم والمعرفة والتنمية البشرية ، لما فيه تعزيز العلاقات الثنائية وخدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين اليمني والباكستاني ، داعياً رجال المال والاعمال في البلدين لاستكشاف مجالات التعاون والشراكة لتحقيق المصالح المتبادلة وتنفيذ العمل المشترك في المجالات التجارية والاستثمارية.من جانبه أشاد رئيس الوزراء الباكستاني محمد ميان سومر بالتواصل المستمر الذي تشهده العلاقات اليمنية الباكستانية على مستوى القمة والمستويات الاخرى الحكومية والقطاع الخاص ، مؤكدا حرص جمهورية باكستان الاسلامية على توسيع التعاون مع الجمهورية اليمنية في المجالين الاقتصادي والتجاري ، مشيرا إلى امكانية انشاء لجنه فنية تضم المختصين وجهات التصدير لدراسة الفرص المتاحة لتطوير مجالات الاستثمار والتجارة وتفعيل المشاريع الاستثمارية المشتركة وكذا تنظيم المعارض الترويجية الصناعية والتجارية.كما أشار المسؤول الباكستاني الضيف إلى امكانية اقامة مشاريع مشتركة في مجالات الاسمنت والحديد والصلب والمواد الطبية والنفط، وكذا التجارة في قطاعات المواد الغذائية وورق الطباعة والصناعات الكيماوية والمطاطية ، منوها بالدور الرئيسي للقطاع الخاص في تحقيق تلك الغايات وتنمية المصالح المشتركة، وتطرق رئيس الوزراء الباكستاني إلى أخر مستجدات الاوضاع التي تشهدها المنطقة ، مؤكدا مشاطرة باكستان لرؤية اليمن تجاه تلك القضايا بما في ذلك التأكيد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب الفلسطيني ، ناهيك عما يمثله الحصار من تهديد لعملية السلام في المنطقة .وأشار الدكتور سومر إلى التزام باكستان بالسلام مع الهند والتقدم الجيد الحاصل في الحوار الثنائي باتجاه بناء الثقة وزيادة حجم التعاون التجاري.. منوها في هذا الشأن بالمقترحات التي قدمها الرئيس الباكستاني برويز مشرف لحل مشكلة كشمير والمعبرة عن رغبة حكومة باكستان في السلام وحل النزاع الحدودي.وتطرق رئيس الوزراء الباكستاني إلى الاوضاع على المستوى الاسلامي ، مؤكدا أهمية الدور المحوري الذي يمكن ان تلعبه منظمة المؤتمر الاسلامي في خدمة القضايا الاسلامية وذلك إذا ما تم تطوير قواعدها وآليات عملها بما يتواكب واهدافها المحددة بما في ذلك تأكيد الفعل الديمقراطي في اتخاذ القرارات الصادرة عنه ، معبرا عن تقديره العالي واعضاء الوفد المرافق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، معربا في ذات الوقت عن شكر الحكومة الباكستانية للشعب اليمني قيادة وحكومة وشعباً لدعم باكستان اثناء كارثة الزلزال في اكتوبر2005م ومساندة جهودها في إزالة هذه الكارثة الطبيعية.وفي ختام المباحثات تم التوقيع على برتوكول التعاون الفني بين الهيئة العامة للاستثمار في الجمهورية اليمنية وهيئة الاستثمار بالجمهورية الاسلامية الباكستانية الى جانب اتفاقية تعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية وغرف التجارة والصناعة الباكستانية .وقعهما عن جانب اليمن الاخوان صلاح العطار رئيس الهيئة العامة للاستثماري وعبدالواسع هايل سعيد رئيس جمعية الصناعيين اليمنيين، وعن الجانب الباكستاني الاخوان نواب امير نوشرواني السفير الباكستاني بصنعاء وتنوير احمد شيخ رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستانية.شارك في جلسة المباحثات عن جانب اليمن الاخوة: نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم اسماعيل الارحبي ووزراء الخارجية : الدكتور ابوبكر عبدالله القربي والصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع والشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق علي حمد والصناعة والتجارة رئيس بعثة الشرف الدكتور يحيى المتوكل ووزير الدولة امين العاصمة الدكتور يحيى محمد الشعيبي ومدير مكتب رئيس الوزراء عبد الرحمن طرموم امين عام مجلس الوزراء عبدالحافظ السمة رئيس الهيئة العامة للاستثمار صلاح العطار ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي هشام شرف وسفير الجمهورية اليمنية لدى إسلام أباد عبد الإله حجر ونعمان الملصي أمين عام المجلس الاعلى لتنمية الصادرات، ورئيس مجلس رجال الاعمال حسين المسوري ورئيس جمعية الصناعيين اليمنيين عبد الواسع هائل سعيد ورئيس دائرة آسيا واستراليا بوزارة الخارجية السفير على أحمد الخالدي.فيما شارك عن الجانب الباكستاني الاخوة: محافظ البنجاب اللواء خالد مقبول ووزير الصحة الباكستاني أعجاز رحيم، ووزير العمل والقوى البشرية الباكستانيين العاملين في الخارج نصار احمد غمان وكبير تنفيذيي هيئة تنمية التجارة طارق اكرام، وامين الانتاج الدفاعي اللواء شاهد صديقي ترمزي، وسفير جمهورية باكستان بصنعاء نواب امير نوشرواني وسكرتارية رئيس الوزراء الباكستاني ضمير أكرم، وجاويد اختر، وسكرتير إضافي بوزارة الخارجية الباكستانية شيرين أمعز، ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستاني تنوير احمد شيخ .