حملت ثقافة المجتمع الكاملة المخرجة أنصاف علوي:
صنعاء/ أحمد الاغبري تمتد تجربة المسرحية اليمنية انصاف علوي الى اكثر من عشرين سنة قدمت خلالها عدداً كبيراً من الاعمال حيث اسهمت بقوة في تعزيز نجاح المرأة في المسرح اليمني وخصوصاً في المسرح التجريبي الذي تعد انصاف من اهم رموزه في اليمن . بعد حصولها على الماجستير في الاخراج المسرحي من احدى جامعات روسيا البيضاء : سجلت انصاف علوي انطلاقتها الاولى في فضاء المسرح اليمني عام 1982م ومنذ ذلك الحين لا تزال مستمرة بتجربتها متميزة بأعمالها وخلال تجربتها اسست ( استوديو الممثل ) الذي كان له اعظم الاثر في رفد المسرح اليمني بمجموعة من الممثلين المحترفين بمن فيهم الذين يعملون معها اليوم في المسرح التجريبي وهو المسرح الذي قدمت فيه مجموعة من الاعمال آخرها مسرحية ( أنت ) للكاتب عبد ربه الهيثمي وبطولة الفنانة شروق . لماذا استقرت تجربتك عند المسرح التجريبي ؟ لان هذا المسرح يتيح للمخرج التجريب في عدة مدارس حتى يحصل على المدرسة القريبة من اطاره المحلي كما يتيح فرصة المزج بين تلك المدارس ، وبين ما هو موجود محلياً ليخرج في النهاية بخلاصة تخصه ويصير لديه مدرسة وبصمة تعنيه وقبل ذلك يتجاوز هذا المسرح مشكلة الامكانات . كيف ؟ في اليمن امكانات البنية الاساسية للعمل الثقافي محدودة ومن مزايا هذا المسرح انه يتيح لك فرصة تقديم ما لديك من اعمال وفق ما لديك من امكانات وعموماً فهذا المسرح يتناغم مع الايقاع السريع للعصر اذ اعتمد التبسيط في انجاز اعماله .. ففي مسرحية (انت) على سبيل المثال اعتمدت في الديكور على ( مرجحية ) فقط والتبسيط في الديكور قابله تبسيط في طرح الفكرة واستخدام اللغة وهذا التبسيط يأتي متناغماً مع ايقاع العصر الذي لم يعد فيه بمقدور المشاهد البقاء في المسرح ثلاث ساعات حتى يفهم الفكرة : فهو بعد نصف ساعة يريد ان يكون قد فهم الفكرة وغادر المسرح . بمناسبة الحديث عن ايقاع العصر هل توجد حركة مسرحية يمنية تجاوزت مشكلاتها وصارت مهيأة لهذا التناغم ؟ نعم توجد حركة مسرحية يمنية تضرب بجذورها في اعماق مئة عام اسست خلالها لحضورها لكنها للاسف لم تستطع حتى الان تجاوز مشكلاتها لكن ذلك لا يعني انها متوقفة عند تلك المشكلات بل هي مستمرة ومتواصلة باعتبارها حركة . هناك من يقول غير ذلك يؤكد ان ما هو موجود في المسرح اليمني مجرد ظواهر مسرحية اكثر منها حركة مسرحية . ليس صحيحاً : فما هو موجود حركة مسرحية لكنها تتذبذب بين فترة واخرى بسبب الموسمية التي تجعلك تقدم عملاً هذا العام وتنتظر العام المقبل لتقدم العمل الثاني ولو كانت المسألة ظاهرة فمعناه انني اقدم مسرحية هذا العام ثم اختفى اربع سنوات وهذا غير حاصل .. هل يوجد في هذه الاعمال الفنان الذي يمارس وجوده الفني الكامل ؟ نعم يوجد بنسبة سبعين بالمئة الفنان الذي يمارس وجوده الفني الكامل وكلامي هذا ليس مبالغاً فيه فهو صادر عن تجربة طويلة اقول من خلالها ان لدينا مسارح ولدينا كوادر تمارس وجودها الفني وتناقش في ادق التفاصيل . ولماذا اذا لم تفكروا حتى الان في ارساء تقاليد للمسرح اليمني ؟ التقاليد كانت موجودة في السبعينيات والثمانينيات ثم بدأت تختفي . لماذا ؟ المسألة مرتبطة بظهور اجيال جديدة تعاني افلاساً ثقافياً نتيجة تراجع ثقافة المجتمع والسبب قد يكون تراجع وسائل التربية والتوعية والتثقيف . واين المسرح من تثقيف المجتمع ؟ كيف لنا ان نصبح منتجين للثقافة في مجتمع لم نتجرع منه منذ طفولتنا هذه الثقافة ؟! فبيئتي لم تهتم بتثقيف بما يجعل مني شخصاً منتجاً للثقافة فيما بعد . انت بهذا الكلام تلغين دور النخب المثقفة .. - للاسف دور النخبة المثقفة التي انا منها وانت ايضاً ليس لها من الثقافة إلا الشكل واذا ادركت معاني الثقافة تجدها لا تهتم بالعمل لاجلها واذا عملت فهي لا تحب ان تؤثر . ولماذا لا يكون هناك من افرغ هذه النخب من دورها واصابها بالاحباط ؟ ربما لكن المثقف هو من يمسك مشعل الامل وعليه ان يدافع عن هذه المسؤولية مهما احبطوه لانه عندما يتخلى عن دوره يكون قد الغى وجوده وعزز الوجودية الراكدة في المجتمع . انت اذن تحملين المجتمع مسؤولية مشكلة المسرح .. فماذا عن دور الدولة ؟ - لماذا نحمل الدولة المسؤولية ؟! وما هو موجود لدينا من المسرح هو مسرح الدولة فيما مسرح المجتمع غائب وحتى لو كنا نريد من الدولة مساعدتنا فعلينا ان نبدأ نحن اولاً . اخيراً ما قولك في استمرار غياب المرأة عن العمل المسرحي اليمني ؟ - غياب العنصر النسائي مشكلة كبيرة واذا تركناها من دون حل ستتسبب بكارثة على المسرح مستقبلاً وعلى الدولة هنا مسؤولية تجاوز هذه المشكلة بتشجيع المرأة وفتح الابواب لها واتاحة الفرصة لتثبيت نفسها وتعزز حضورها مسرحياً .