- مع الساعات الاولى من يوم امس الاول - الاحد - كتبت الطفلة "بيسان عبدالرحيم" شهادتها في مشهد لن تنساه الذاكرة ليس فقط لدى ابناء شعبنا اللبناني الشقيق بل لدى كل شعوبنا العربية والاسلامية وهي تشاهد على الفضائيات كيف كتبت "بيسان" النائمة / المستيقظة في ملجأ في مدينة قانا جنوب لبنان شهادتها بالدم وتمزيق جسدها دون ان يدرك العدو الصهيوني ان جسد الطفلة "بيسان" تحول الى علم يحمل اسم لبنان.- مشهد رهيب يجسد مصداقية واحدة ان اسرائيل دولة ارهابية تقتل الاطفال والنساء والشيوخ الابرياء الآمنين، لاتمييز لديها بين العسكريين والمدنيين .. مشهد يتكرر كل يوم في فلسطين المحتلة ولبنان العربي الذي يسكن الحب والسلام كل ثناياه .. مشهد القصف المدفعي برا والصاروخي جواً على كل من يحمل اسم فلسطين او لبنان. طفلا كان او رجلاً عجوزاً .. طفلة كانت او امرأة مسنة لافرق المهم انهم فلسطينيون او لبنانيون يرفضون الاحتلال ويعشقون الحرية ويعانقون السلام ويداعبون العصافير ويزرعون الارض سنابل ووروداً.. مفردات لاتعرفها اسرائيل انها دولة قامت على الارهاب واحتلال ارض الآخرين.- "بيسان" ومعها العشرات من الاطفال والامهات والشيوخ حصدتهم غارة اسرائيلة وهم نائمون في ملجأ في احد المباني السكنية اطفال يحلمون بصباح تغرد فيه العصافير .. فكان صباحهم جثامين ترقد تحت الانقاض في مشهد يدمي القلب ويوصم جبيننا بالعار، لاننا عشاق الصمت والخوف حتى الفاجعة .. مشهد عشرات القتلى اغلبهم اطفال في عمر الزهور يحملون احلامهم بمستقبل جميل بعد ان فقد حاضرهم الامان، احلامهم حولتها صواريخ الطائرات الاسرائيلية الجبانة الى يقظة ازهقت ارواحهم فيها.- "بيسان" قتلت، رحلت وهي تغني "نرفض نحن نموت يا حبيبي ياجنوب.." .. فكانت اغنيتها باسم "قانا" وهي تعيش مأساة المذبحة الاسرائيلية الثانية فيها فجر امس الاول .. "بيسان" كان حلمها ان تكون كابتن طيار، كما قال والدها وهو يحمل جثتها بعد اخراجها من بين الانقاض.. حلمها قتلته طائرة اسرائىلة حملت الموت للزهور والعصافير واغصان الزيتون.- صرخات الامهات والاهل والاقوى كان بكاء الآباء .. وهم يحملون جثث اطفالهم واقاربهم من تحت الانقاض في قانا، كانت صرخات في وجوه القادة والزعماء العرب والمسلمين، لصمتهم المخزي على استمرار اسرائيل في غطرستها وعدوانها على شعبنا في فلسطين ولبنان .. صمت واجهته صرخات المقاومة في لبنان وفلسطين لتقول "لبنان لن يركع ولن يموت وفلسطين لن تكون صهيونية بل عربية .. وحدها البندقية والارادة الفلسطينية واللبنانية تتكلم في زمن الصمت العربي والاسلامي".- المشهد في اليمن كان مختلفا منذ بداية العدوان .. حيث سارع فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من موقف قومي الى الدعوة لايجاد موقف عربي موحد لمواجهة العدوان وارغام مجلس الامن الدولي على اتخاذ قرار لوقف فوري للعدوان الاسرائيلي على لبنان .. كما سارعت اليمن الى تقديم كل اشكال المساعدات الانسانية .. انطلاقا من مبدأ لاتحيد عنه اليمن في الوقوف بكل الامكانيات البشرية والمادية مع شعوبنا العربية والاسلامية في مواجهة اي عدوان .. وهو موقف جسده فخامة الاخ رئيس الجمهورية في كل تحركاته الخارجية ولقاءاته برؤساء وزعماء العالم.- عهداً "بيسان" وكل الاطفال الشهداء في "قانا" و"بيروت" والجنوب ان لبنان لن يموت وسيظل واقفاً في وجه العدوان .. لبنان وكما قال الزميل الاستاذ احمد محمد الحبيشي في قصيدته الرائعة "اصوات متقطعة على ايقاع الدماء" التي نشرتها الصحيفة امس في صفحتها الاخيرة:"حول (بيروت) يرتعش الدمفي غابة من دخان شريدوعلى جرح لبنان تبتعد الذكريات الى ما وراء الزمانوخلف الفصول فهل يتمرد لبنانام يتعب الوقتحين تدق طبول المغول".