ستون عاماً على قرار التقسيم 1947م
صدر قرار التقسيم في ظروف بلغت فيها الهجرة اليهودية إلى فلسطين ذروتها، وكان تشجيع بريطانيا للهجرة إلى فلسطين دورة في زيادة حدة الصراع العربي الصهيوني وأدى إلى تحدي من الجماهير الفلسطينية للسياسة البريطانية من خلال القيام بثوراتها المتتالية، ولكن أهداف السياسة البريطانية كانت واضحة الوضوح تجاه الصهيونية، حيث قامت بعرض المسألة الفلسطينية على عصبة الأمم المتحدة في نيسان 1947م .وفي 15 أيار 1947 تشكلت لجنة خاصة لفلسطين لتعد تقريراً حول المسألة اليهودية، وأعطيت لهذه اللجنة أوسع الصلاحيات والسلطات للتأكد من القضايا المتعلقة بالمشكلة الفلسطينية والتأكد من الحقائق، وحدد موعد لانتهاء عمل اللجنة بحيث لا تتجاوز الأول من أيلول 1947.ورغم مقاطعة الهيئة العربية العليا للجنة وإعلان حالة الإضراب إلا أن اللجنة واصلت عملها وقدمت تقريرها الذي نشر في أيلول 1947 خلال دورة هيئة الأمم المتحدة، وأعلن المندوب الأمريكي تأييد حكومته لتوصيات اللجنة والقاضية بتقسيم فلسطين.في 24 تشرين الثاني 1947 طرح المشروع للتصويت فرفضته 19 دولة عربية، وأيدته 12 دولة وامتنعت عن التصويت 14 دولة، وطالبت الدول العربية بنقل المشروع إلى محكمة العدل الدولية فرفض.ولقد كان قرار التقسيم في نوفمبر 1947 يعني إقامة دولة للكيان الصهيوني فيها أقلية من العرب، وجود هذه الأقلية كان يزعج الصهاينة حيث صرحت قيادة البيشوف أن هذه الأقلية تشكل مشكلة عظمى لإسرائيل وأن تركيبة سكانية كهذه توفر أساساً مستقراً لدولة يهودية، ومن شأنها أن لا تبقى الحكم بيد الأغلبية اليهودية.أما بنجوريون فقال صراحة هذا الأمر يحتم اتخاذ موقف جديد وأنماط جديدة من التفكير لتلاءم مستقبل إسرائبل الجديد.. وأضاف علينا أن نفكر كدولة؟[c1]نظرة اليهود إلى فلسطين[/c]أرض فلسطين ركن من الثالوث المقدس في الوجدان (إلا له والشعب والأر1- فلسطين) حيث تزعم ثوراتهم المزيفة بأن الرب قال لإبراهيم : "وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان".وظل اليهود منذ أن سبأهم نبوخذ نصر من فلسطين عام 587ق. م وحتى القرن الثامن عشر الميلادي، بعتقدون أن عودتهم إلى فلسطين ستكون على يد المسيح المخلص الذي سيبعثه الرب لتخليصهم من العذاب والتشرد وليحكم العالم ألف عام قبل آخر الزمان من فوق جبل صهيون، ولكي يعاد بناء إكليل من جديد، ولكن انتشار النزعة القومية في أوروبا ابرز المسألة اليهودية وضرورة حلها، إزاء ذلك انقسم اليهود إلى تيارين:-1 يدعو إلى الاندماج في الوسط الأوروبي بزعامة موسى منذ لسون وشعارهم "كن يهودياً في بيتك، وإنساناً خارج بيتك".-2مضاد هاجم فكرة الاندماج ودعا للهجرة إلى فلسطين دون انتظار قدوم المسيح، وعلى رأس هؤلاء الحاخامات يهود الكلاي 1834م وتسفي كلاشير الذي قال حينئذ "الرب لن ينزل لقيادة شعبه وهو لن يرسل المسيح من السماء لينفخ النفير ويجمع اليهود المشتتين للتوجه إلى "أورشليم". وكانت أفكارهما النواة الأولى للصهيونية الدينية وعلى اثر دعوة كاليشر أنشئت أول مستعمرة في فلسطين وهي مزرعة نيتر قرب يافا عام 1860م.تقوم الذريعة الدينية على أبراز العلاقة التي تربط الديانة اليهودية القديمة بأرض فلسطين، وبالتالي على العلاقات الروحية التي تشد معتنقي هذه الديانة إلى "أرض فلسطين" وزعم أصحاب هذه الذريعة أن الله وعد اليهود بفلسطين وأعطاهم إياها ردحاً من الزمن، وحين طردوا منها وعدهم على لسان الأنبياء بالرجوع إليها في الوقت المناسب، حتى أن بعضهم يضع مسألة إرجاع اليهود إلى فلسطين في منزلة ممتازة من التدبير الإلهي للعالم والكون، ويدعى أصحاب الذريعة الدينية أن طقوس العبادة والصلوات اليهودية تتركز كلها في فلسطين. وعبادة الله الحقة لا تتم إلا في الهيكل المقدس، ولا تكسب الطقوس والشعائر الدينية اليهودية معناها الكامل إلا وسط بيئتها الطبيعية، ثم يذهب البعض من هؤلاء إلى القول أن إرجاع اليهود إلى فلسطين يؤلف الشرط الضروري لنمو الديانة اليهودية وازدهارها ويؤهل هذه الديانة للمساهمة بقسطها كاملاً في الحياة الروحية للجنس البشري.وهم يرون أن الديانة اليهودية (قومية) قبل أن تكون عالمية جامعة يعتنقها ناس من مختلف القوميات والجنسيات.لقد قامت دولة إسرائيل ونمت بفضل العون المادي والبشري الذي يقدمه لها يهود العالم، وتوجد اليوم بين مختلف الطوائف اليهودية وإسرائيل روابط وثيقة حيناً، ومتراخية حيناً آخر، وفاعلة حيناً، لفظية حيناً آخر، تعبر عن درجات متفاوتة في الالتزام الصهيوني ويهمنا أمران:-1 كشف حقيقة هذه الأواصر إذ أنها عنصر من عناصر معرفة العدو ومصادر قوته.-2 دحض إدعاء الصهيونية "لزوم العودة إلى أرض الميعاد بعد طول الانتظار في المنفى" بأنها الأيديولوجية الطبيعية والحتمية لجميع اليهود في العالم لأنها أصدق تعبير عن دينهم وعرقهم وحقوقهم وتاريخهم ونفسيتهم وواقعهم الحاضر.[c1]الصهيونية تسخر الديانة اليهودية لخدمة أغراضها[/c]تضم الصهيونية عنصراً دينياً استغلته في محاولاتها الهادفة إلى تسخير الديانة اليهودية لخدمة أغراضها، ولحمل اليهود من جهة، والعالم المسيحي من جهة أخرى، على مسايرة أهدافها السياسية، وأهم جوانب هذا العمل الديني التركيز على ما يسمى "العلاقة التاريخية بين اليهود" و " أرض إسرائيل" وعرضها بشكل يخدم المطامع الصهيونية.وتقوم الصهيونية بتفسير نصوص التوراة على هوامها وتبعاً لمصالحها وأطماعها المعروفة، على أن فحوى الذريعة الدينية التي تتوسل بها الصهيونية تتعلق مباشرة بالزعم القائل إن إقامة دولة يهودية مستقلة في فلسطين قد تنبأت بها وأعلنتها نصوص الكتاب المقدس.أي أن ذريعة الصهيونية في الإستيلاء على فلسطين وإنشاء الوطن القومي اليهودي على أرضها هي وليدة الزعم القائل إن الرب وعد شعبه المختاربإعطائه هذه الأرض وبذلك منحه الحق الإلهي في فلسطين.إذن فالصهيونية تقرن رغبتها في الاستيلاء على فلسطين وبزعم وجود حقوق تاريخية لليهود فيها.[c1]نشأة الصهيونية[/c]نشأت الصهيونية وتطورت وتنامت بحماية وتشجيع الحكومات في عدد من الدول الإمبريالية التي كانت تتنافس فيما بينها في السعي إلى وضع هذا التيار القومي التعصبي في خدمتها.قبل ظهور المنظمة الصهيونية العالمية بزمن طويل، حاكت الأوساط الحاكمة في الامبراطوريات الاستعمارية خطط بناء كيان دولة لليهود في فلسطين تكون قاعدة ارتكاز للتوسع الاستعماري للغرب الرأسمالي في الشرق الأدنى والأوسط. دعم الساسة في هذه الإمبراطوريات بطيبة خاطر الشعار الصهيوني القائل بإنشاء "وطن قومي يهودي" في فلسطين لأنهم أدركوا أن هذا يساعد في تحقيق خططهم وأهدافهم الرجعية البعيدة المدى.جاء في مذكرة الأركان العامة البريطانية بتاريخ 9 كانون الأول ديسمبر 1918م إن إنشاء دول يهودية حاجزة في فلسطين أمر مرغوب فيه بالنسبة لبريطانيا العظمى من وجهة النظر الإستراتيجية.. وفي الولايات المتحدة الأمريكية وضعت في سنة 1919م خطط ترمي إلى تحويل "فلسطين اليهودية" إلى حصن أمريكي في الشرق الأدنى.إن الصهيونية التي نادت نفسها على نحو ديماغوجي (حركة التحرر القومي للشعب اليهودي) و "ثورة يهودية" وما إلى ذلك قد كشفت منذ أولى خطواتها أو يكاد، لا جوهرها البرجوازي وحسب، بل جوهرها الاستعماري، وهذا ما اعترف به صراحة "آباء" الصهيونية أحياناً كثيرة، فقد كتب هرتزل يقول: "برنامجي أي البرنامج الصهيوني استعماري".هذا البرنامج نفذته بانسجام وتتابع هيئات ومنظمات متنوعة عملت بإشراف المنظمة الصهيونية العالمية. هذا البرنامج يشار له في معجم المصطلحات الصهيونية.[c1]توخنيت بازل : مشروع بازل [/c]هذا المشروع وقعته الهستدروت الصهيونية العالمية واقره الكونفرس الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل في سويسرا يوم 31 آب 1897م وقد نص على ما يلي:تصبوا الصهيونية لأن تقيم لشعب إسرائيل وطناً في "أرض إسرائيل" (فلسطين) على أن يكون هذا الوطن مضموناً بموجب القانون العام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يجب اتباع الوسائل التالية:-1 التطوير الهادف لفلسطين عن طريق توطينها باليهود من مختلف الفئات.-2 تنظم اليهودية كلها ورصها ورص صفوفها عن طريق إقامة مشاريع ناجعة محلية وعامة طبقاً لقوانين كل بلد وآخر.-3 زيادة الشعور القومي والمعرفة الوطنية اليهودية.-4 القيام بأعمال تحفيزية للحصول على موافقات الحكومات المعنية من أجل تحقيق الهدف الصهيوني.وأقر المؤتمر الصهيوني الثاني (1898م) تأسيس المصرف اليهودي الاستعماري ومزاولة النشاط الاستيطاني بصورة منظمة، وفي المؤتمر الثالث 1899م تم تأسيس هذا المصرف تحت اسم صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار، بغية تأمين النشاطات الاستيطانية في "فلسطين والبلاد المحيطة بها".وأقر المؤتمر الرابع (1900م) إعداد مسودة مشروع الصندوق القومي اليهودي وتبني شعار "العمل اليهودي على الأرض اليهودية".وفي المؤتمر الخامس (1901م) قرر المؤتمر استخدام الأموال المتوفرة في الصندوق القومي لشراء الأراضي في فلسطين.إن التحديد الصهيوني فلسطين، أي للأرض التي تطمع الصهيونية العالمية في امتلاكها وإقامة الدولة اليهودية عليها معروف منذ 1919م.إذ أن الجمعية الصهيونية العالمية كانت قد تقدمت بمذكرة إلى المجلس الأعلى لمؤتمر الصلح في باريس 3 /2 /1919م أوضحت فيها معالم الحدود التي تريدها لفلسطين أي للأراضي التي سيجرى تحويلها إلى دولة يهودية. وقد طالبت هذه المذكرة الدول المجتمعة في مؤتمر السلام في باريس بأن تعترف بما أسمته "الحق التاريخي للشعب اليهودي في فلسطين" وحق اليهود أن يعيدوا إنشاء وطن قومي لهم فيها.تمثلت المجاهرة بالتوسعة الصهيونية في الحركة التصحيحية بزعامة فلاديمير جابوتنسكي، التي برزت خلال المؤتمر الثاني عشر معارضة للسياسة التي اعتمدها وايزمن رئيس المنظمة الصهيونية، وأولى هذا اهتمام إلى ما أسماه "قضية أمن اليهود في فلسطين" وتطور نشاطه من (1920 – 1940م) وأدى إلى ظهور المنظمة الصهيونية الجديدة القائمة على دعوة الصهيونية الكبرى، وتستند هذه الدعوة إلى تنظيم جيش صهيوني، وإقامة الدولة اليهودية على ضفتي نهر الأردن ضمن الحدود التاريخية القديمة لمملكة إسرائيل ويهوده. وأصبح التيار الذي يقوده جابوتنسكي يعرف باسم الحركة التصحيحية.والمبادئ الأساسية في برنامج هذه الحركة هي:-1 هدف الصهيونية : الدولة اليهودية.-2 ساحة الدولة : على ضفتي نهر الأردن.-3 الأسلوب : الاستعمار الجماعي.-4 النظام المالي : القرض القومي.وأشار إلى أن عسكرة "الشباب اليهودي" في فلسطين والشتات من المهام الضرورية والمباشرة للصهيونية.ولا عجب أن يتبنى برنامج بليتمورا 1942م آراء التصحيحين التي طالما دعوا إليها ونادوا بها. فقد أكد الاجتماع الصهيوني في فندق بليتمور في نيويورك "الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وفلسطين" ورفض الكتاب الأبيض الصادر في سنة 1939م، وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى كانت جميع المنظمات الإرهابية العسكرية الصهيونية تعمل يداً واحدة بغية تصعيد الإرهاب والعنف من أجل تحقيق المخطط الصهيوني.أما الأساليب التي انتهجتها المنظمات الإرهابية لحمل العرب على مغادرة فلسطين فهي الإرهاب الذي بدأ بعد التقسيم بتنفيذ المذابح الجماعية كما حدث في دير ياسين وناصر الدين وغيرها.لقد أسست الصهيونية العالمية (الدولة) التي أرادتها بعد نصف قرن من الجهود المتواصلة بموجب قرار التقسيم الذي اتخذته منظمة الأمم المتحدة في 29 /11 /1974م.لقد بدأت (إسرائيل) منذ قيامها تعد نفسها للتوسع وأخذت تتحين الفرص للتوسع نحو الشرق منذ 1955م إلى 1956م، ثم كان عدوان 1967م ليشكل مرحلة جديدة من مراحل التوسع.لقد سعت (إسرائيل) إلى تغليف نيتها في ضم الأراضي العربية المحتلة بالمطالبة بحدود أمنه ومعترف بها، وهذه الحدود الآمنة في نظرها ليست حدود الهدنة التي كانت قائمة قبل عدوان 1967م.[c1]الأسباب التي تكمن وراء انتصار الحركة الصهيونية حتى الآن:[/c]يمكن إيجاز أبرز الأسباب لانتصارات الحركة الصهيونية فيما يلي:-1 إيمان مؤسسيها بالفكرة التي يسعون إلى تحقيقها، وبالحلم الذي ابتكروه، وأوجدوا له السند التاريخي المزعوم.-2 إجادة المؤسسين اللعبة السياسية الواجب ممارستها لتسويق مشروعهم.-3 استغلال رغبة الأسرة الدولية والأوروبية في الانتهاء من المشكلة اليهودية التي كانت دائماً مبعث مشاكل كثيرة لمجتمعاتها (جاء في الرسالة التي وجهها هرتزل في 25/5/1898م إلى قيصر روسيا مايلي: "إن العنصر الحضاري الذي يمكنه أن يحتل فلسطين هو اليهود، وإني أرى أوربا مستعدة أن تشجع اليهود على الاحتلال أكثر من غيرهم، وربما كان هذا التشجيع ليس لأن لهم الحق التاريخي الذي يضمنه لهم أقدس كتب البشرية، وإنما بسبب الشعور السائد في كل مكان شعور العمل على إخراج اليهود.-4 توافق المصالح الاستعمارية للدولة المنتدبة بريطانيا مع الفكرة الصهيونية الداعية إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والرغبة في إبقاء النفوذ الاستعماري في المنطقة.-5 افتقار الضمير العالمي إلى صحوة تنبه إلى خطورة هذا العمل الذي يقضي بإنشاء وطن لشعب لا يملك الحق وسلبه من شعب يملك الحق.-6 رغبة الغرب المسيحي في إيجاد بؤرة استيطانية في قلب العالم العربي تحول دون رابطة جغرافية بين مشرقة ومغربه، وتمنع إمكانية تحقيق الترابط السياسي بين شطريه.-7 عجز العالم العربي منذ بدء الدعوة الصهيونية، وعدم إدراك أبعادها وآثارها المستقبلية على العالم العربي.-8 سذاجة التعامل العربي مع الاطروحات الوهمية للمبادرات السلمية التي اقترحت لإنهاء الصراع مع إسرائيل.لا شك أن الحركة الصهيونية لديها قدرة كبيرة على استغلال الأحداث العالمية لتحقيق أهدافها التي سعت لها.[c1]أبعاد الموقف الإسرائيلي[/c]كشفت ومنذ البداية الصهيونية عن ما تسعى إسرائيل لتحقيقه، كما أنه لم يكن خافياً للعرب وخاصة بعد موجات الهجرة المتعاقبة للصهاينة إلى أرض فلسطين، وبناء المستوطنات في ظل الانتداب البريطاني الذي قدم كل التسهيلات لهم واستيلاؤهم على الأراضي وبكل الوسائل المتاحة ومن ثم ارتكابهم المجازر الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بهدف إجباره عن ترك أرضه، كشفت كل هذه الحقائق وخاصة بعد تمكنهم من إعلان دولتهم في 15 آيار 1948م أن إسرائيل دولة عنصرية تؤمن بالذات اليهودية، وتدعو كل يهود العالم إلى الالتحاق بها دولة ذات أطماع عريضة، وأحلام كبيرة، تدعمها وتسندها قوى غاشمة تتوافق مصالحها مع الطموحات التي تسعى إليها دولة تسعى إلى تشويه الحقائق وتزوير التاريخ من أجل تحقيق أهدافها.دولة لا تؤمن بالعيش ضمن حدود آمنة، والدليل على ذلك أن دستورها يخلو من تعيين هذه الحدود أن تزوير التاريخ صنيعة اليهود منذ الأول ومهنة تسري في دمائهم، وكأنها شيء ملازم لطبيعتهم. وهانحن اليوم وعلى أبواب دعوات التفاوض الإسرائيلية الفلسطينية نجد زعماء إسرائيل يتحدثون عن هوية دولتهم ويطرحون شرطاً لإطلاق التفاوض مع الفلسطينيين أن يعترفوا أولاً بأن هوية الدولة، دولة يهودية أو دولة للشعب اليهودي وهذا الشرط لم يكن مفروضاً من قبل ولا في أي مرحلة من مراحل التفاوض لامع الفلسطينيين ولا الأنظمة العربية التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل.ولكن بوش أشار بهذا الموضوع عام 2003م في العقبة في خطابة الشهير عندما قال "إن من شأن قيام دولة فلسطينية ديمقراطية في سلام كامل مع إسرائيل أن يدفع إلى الأمام أمن وازدهار دولة إسرائيل، باعتبارها دولة يهودية".اعترف المفاوض الفلسطيني بالشرط الإسرائيلي بأن إسرائيل دولة يهودية، معناه بشكل أو بآخر موافقته على خلو دولة إسرائيل من الفلسطينيين الذين يصل تعدادهم إلى مليون ونصف المليون في هذه الدولة، أي يحق لإسرائيل أن تطرد العرب الفلسطينيين من هذه الأرض هل هذا هو الأمن والاستقرار الذي يريده بوش؟ هل هذا ما تسعى إلى تحقيقه إسرائيل في مؤتمر ( أنا بوليس) أسئلة كثيرة وبحاجة إلى أجوبة؟[c1]المراجع:[/c]-1 حدود الصراع تاريخية، وقضايا الصراع العربي واليهودي الصهيوني الإسرائيلي، موفق صادق العطار.-2 طمس تاريخ الأرض المقدسة منذ 1948م، ميرون منفيتشي، ترجمة د. سامي مسلم.-3 اليهود أعداء الله وقتلة الأنبياء، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، لجنة شباب فلسطين.-4 محاكمة الصهيونية الإسرائيلية، د. روجيه جارودي.-5 الصهيونية على حقيقتها، دادياني.-6 يهود العالم والصهيونية وإسرائيل، مجموعة مقالات.-7 الموسوعة الفلسطينية، المجلد الأول، هيئة الموسوعة الفلسطينية.-8 المسألة الفلسطينية ومشاريع الحلول السياسية، مهدي عبدالهادي.