شخصيات أدبية عالمية :
[c1]* وليم شكسبير [/c]ولد وليم شكسبير في 26 إبريل عام 1564م في مدينة تدعى ستراتفورد أبون آفون بإنجلترا . وكان أبوه قد وفد إليها من قرية سنترفيلد طلباً للرزق , فأشتغل حيناً بالزراعة وبالتجارة حيناً آخر .وأغلب الظن أن شكسبير دخل مدرسة القرية الابتدائية ودرس فيها اللاتينية وبعض الإغريقية والفرنسية وألم كذلك بالأدب الكلاسيكي القديم في لغتيه الاصليتين أو مترجماً إضافة الى أن الذي يقرأ مسرحيات شكسبير بإمعان يجد أثر الكتاب المقدس واضحاً وجلياً فيها مما يدل على دراسة عميقة لهذا الكتاب .ونظراً للظروف الصعبة التي مر بها والده فقد اضطر الى إرغام وليم على ترك الدراسة ليساعده في تحمل أعباء المعيشة وعلى هذا فإن شكسبير لم يكد يخرج من المدرسة حتى تلقته مدرسة الحياة فأنطلقت روحه على سجيتها وكانت لا تفوته أية عروض مسرحية ولا شك أنه أعجب وداوم على مشاهدة التمثيل بما فيه من روائع العبر وجميل المناظر الامر الذي كان له أكبر الاثر في تكوينه بعد ذلك كما كانت للطبيعة آثار بالغة على نفسه خاصة أن بلدته كانت تحيط بها جنات فاتنة من الحدائق الغناء المليئة بالاشجار والمروج الخضراء حتى لنجد أثر ذلك في كثير من كتاباته المسرحية فالطبيعة ومدرسة الحياة كان لهما أكبر الأثر في تكوينه وصياغته بالاضافة الى مالديه من استعداد فطري لفن كتابة المسرح .وفي عام 1586م إنتقل شكسبير الى لندن وظل مجهولاً بها حتى عام 1592م ولم يعرف تماماً ماذا كان وضعه قبل ذلك التاريخ أي منذ قدومه الى لندن ثم بدأ اسمه بالظهور كشاعر يذكر بالثناء خاصة عندما عاونه صديقه " ريتشارد فيلد" في نشر أول تباشير أعماله الشعرية " فينيس وأدونيس " عام 1593م وبعد ذلك بعام نشر قصيدة " لوكريس" .وبدأ شكسبير يوالي تغذية المسرح بكتاباته ومقارعة الادباء ومناظرتهم خاصة في حانة " مرميد" التي كانت من أقدم النوادي الأدبية في إنكلترا وأستطاع أن يشق طريقه الى المسرح .. وذاع صيته وأرتد عليه ذلك بالدخل الوفير حتى أستطاع أن يسدد ديونه ويعيش حياة مستقرة .. ثم عاد أخيراً الى بلدته وأهله بعد أن حقق مكانة أدبية رفيعة وهناك لم ينقطع عن الكتابة بل استمر يتعامل مع المسرح الى أن توفي في 23 أبريل عام 1613م .ترك لنا شكسبير ما يقارب ستة وثلاثين عملاً مسرحياً تنقسم الى ثلاثة أنواع:[c1]الكوميدي والتراجيدي " المأساوي" والتاريخي [/c]على أن أهم ما يميز ذلك الكاتب العظيم هو قدرته الفريدة على التغلغل داخل النفس البشرية الى أقصى حد والتعبير عنها في يسر وسهولة كما أن لديه قدرة فائقة على الجمع بين المضحك والمحزن في آن واحد والموازنة بينهما ما دامت الحياة لا تتورع عن الجمع بينهما في صعيد واحد وزمان واحد وهذا ما جعل أعماله العظيمة تستمر قروناً من الزمن .[c1]طارق السقاف[/c]