سياسيون وأكاديميون يتحدثون بمناسبة الذكرى الـ (30) لتولي فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الحكم في السابع عشر من يوليو 1978م :
لقاءات / عبدالواحد الضرَّاباأستطاع فخامة الأخ / علي عبدالله صالح بشخصيته القوية وحنكته السياسية منذ توليه قيادة البلاد أنْ يدرس الواقع في تلك المرحلة الصعبة، وأنْ يتعامل معها من خلال ما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع بكل فئاته المختلفة بحيث يضمها جميعاً، وكانت البداية عندما وصل إلى مجلس الشعب التأسيسي حيث رأى فخامته أنْ يفتح المجال أمام كل من لديه القدرة على قيادة البلاد من خلال المنافسة الشريفة أمام مجلس الشعب التأسيسي ومن حصل على أغلبية الأصوات يحقُ له أنْ يكون رئيساً للبلاد.وكان ذلك من نصيب فخامته ومنذ توليه رئاسة البلاد وهو يبذل كل جهود لإصلاح الأوضاع الداخلية والخارجية في آنٍ واحدٍ فكان دائماً سباقاً الى تقديم المبادرات الداعية إلى إصلاح وتوحيد الصف العربي وتجلى ذلك من خلال المبادرات اليمنية لإصلاح الجامعة العربية والقضية الفلسطينية واللبنانية، بالإضافة إلى القضية الصومالية وغيرها حرصاً من قيادتنا السياسية على وحدة الأمة العربية والإسلامية . حول الدور الريادي لفخامة رئيس الجمهورية في رأب الصدع العربي وتوحيد الأمة التقت صحيفة ((14 أكتوبر)) عدداً من الإعلاميين والأكاديميين لتسليط الضوء على المزيد من المعلومات وكانت الحصيلة.[c1]مشاركة سياسية[/c]بداية تحدث الدكتور / علي العثربي نائب رئيس الدائرة الإعلامية باللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بالقول :كانت مراحل الحكم المختلفة تبحث عن كيفية المشاركة السياسية وكان كل الرؤساء السابقين من السلال والقاضي عبدالرحمن الإرياني إلى الرئيس الحمدي إلى الرئيس أحمد حسين الغشمي هذه الزعامات كانت كلها قد سعت مسعا حقيقيا من أجل المشاركة السياسية، ففي عهد السلال كان قد أنشىء تنظيم سياسي بهدف المشاركة السياسية وإفساح المجال لكافة القوى سواء كانت التقليدية أو قوى الحداثة من أجل المشاركة السياسية، ولكن لم يتمكن الرئيس السلال من المضي في هذا الاتجاه، كون البلاد في تلك المرحلة قد مرت بحرب الـ (70) يوماً ومحاولة القوى الرجعية فرض الحصار على العاصمة صنعاء والتدخلات الخارجية، كثير من العوامل كانت تحول دون الوصول إلى مسألة المشاركة السياسية بمعناها الحقيقي.ثمّ جاء بعده القاضي عبدالرحمن الإرياني و بذل جهوداً متميزةً في هذا الجانب في إفساح المجال أمام كافة أبناء الشعب في المشاركة بصنع القرار السياسي وصنع مستقبل اليمن، وأنشأ حزباً سياسياً، وكان بقرار جمهوري الامر الذي لم يعطه المجال الكافي من أجل تفعيل الحزب ويضم كافة القوى السياسية ولم تكن الظروف مهيأة من أجل إفساح المجال أمام التعددية السياسية وحدثت الصراعات السياسية المعروفة التي مرَّت بها البلاد حتى عام 1970م عندما صدر الدستور الدائم في تلك المرحلة للجمهورية العربية اليمنية، وكانت المادة الـ 37 منه قد حرم الحزبية بكل أشكالها وأنواعها لدرجة أنّه في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني يُقال عنه إنّ الحزبية تبقى بالتداوير أو باللقاء وتنتهي في نهاية الأمر في العمالة ورغم ذلك كان الاتجاه هو الوصول إلى المشاركة السياسية، وجاء بعد ذلك الرئيس الحمدي وكان معروفاً بأنّه يتزعم القوى التي تحاول الاتجاه نحو التحديث وبذل جهوداً وحاول أنْ يسير في خطين متوازيين من أجل الوصول إلى المشاركة السياسية من خلال الإبقاء على مجلس الشورى وحدثت خلافات في تلك المرحلة، كانت تتعلق بتدخل القوى المختلفة من قبائل وغيرها.ومن مختلف شرائح المجتمع ضد إلغاء مجلس الشورى، وكان الهدف منه أنْ يحدث حالة من المشاركة السياسية، ولكن لم يتم وأنشئت ما يسمى بحركة التصحيح على أساس أنّها حركة تعاونية من أجل أنْ تكون الحزب البديل الذي من خلاله تمارس المشاركة السياسية، لكن هذا الاتجاه نحو الحركة التعاونية انصرف القائمون عليها نحو التنمية والذي يتمثل في شق الطرق وبناء المدارس، السدود، فانصرفوا من الجانب السياسي إلى الجانب التنموي غير أنّ الرئيس الحمدي أنّه أمام ضغوط شديدة خصوصاً أنّ مجلس الشورى كانت تسيطر عليه قوى قبلية أكثر، فحاول أنْ ينشئ حزباً سياسياً، وكان هناك الاتجاه الناصري في تلك المرحلة، وعقدت لقاءات في الحديدة وفي غيرها من المدن، ولكن لم يتمكن الرئيس الحمدي من الوصول إلى المشاركة السياسية وحدثت تلك الخلافات الحادة التي على اثرها ظهر الرئيس الحمدي وظهر الرئيس أحمد حسين الغشمي، وكانت مرحلة الرئيس الغشمي مرحلة الاتجاه الجاد نحو وجود مشاركة سياسية، ولكن بطريقة مختلفة نتيجة للأوضاع السياسية والاجتماعية والأوضاع الإقليمية المحيطة باليمن، فلم يتمكن أحمد حسين الغشمي من صياغة نظرية جديدة للمشاركة السياسية بل استبدل الاتجاه نحو محاربة الحزبية وملاحقتها الأمر الذي أدى إلى أنّ كافة الفصائل والقوى السياسية التي كانت تشكل أحزاباً سرية وكانت تتآمر من تحت الطاولة أنْ تنتقل غلى دن وأنْ تنشىء حزب (الوحدة الشعبية ـ حوشي) في الجمهورية العربية اليمنية، على أساس أنْ يتحرك في الداخل بعدها بثلاثة أيام فقط من إنشاء هذا التنظيم حصل ما حصل من اغتيال الرئيس الغشمي ثمّ جاء الرئيس علي عبدالله صالح والحقيقة أنّه شخصية استطاع أن يدرس الواقع كما ينبغي له، وأنْ يتعامل مع هذا الواقع من خلال ما يناسب مع عادات وتقاليد المجتمع وفئات المجتمع المختلفة، بحيث يضمها جميعاًوكانت أول نقطة عندما وصل إلى مجلس العب التأسيسي وجد أنّ هناك جدالاً وحواراً لكيفية الوصول إلى ذلك الفراغ السياسي الذي كان قائماً في تلك المرحلة، وكان الاتجاه أنْ أشارت بعض القيادات العسكرية إلى الرئيس علي عبدالله صالح أنْ ينصب رئيساً بالتزكية، ولكنه رأى أنّ هذه هي المعضلة الحقيقية لمفهوم المشاركة السياسية واقترح في مجلس الشعب التأسيسي أنْ يفتح المجال أمام كل من لديه القدرة على قيادة البلاد وأنْ ندخل في منافسة شريفة أمام مجلس الشعب التأسيسي ومن حص على أغلبية أصوات أعضاء مجلس الشعب التأسيسي هنا يحق له أنْ يكون رئيساً، وهذا الذي تمّ وكانت هذه النقطة الحقيقية في وصول علي عبدالله صالح على أغلبية أصوات أعضاء مجلس الشعب التأسيسي، ومن هنا بدأ عملية الانطلاق نحو تأسيس مفهوم المشاركة السياسية، فأنشئت لجنة الحوار الوطني والتي كانت تضم كل القوى السياسية الموجودة في ساحة العمل الوطني، وكانت مهمتها أنْ تصل إلى صيغة مشتركة، تمثل نظرية سياسية تنطلق منها البلاد نحو الأمن والاستقرار والتنمية ومهمتها الأساسية أنْ تركز على هذا الجانب وتوصلت لجنة الحوار الوطني إلى صيغة مشروع الميثاق الوطني، وعندما قدم مشروع الميثاق الوطني لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح أنْ يتم الاستفتاء الشعبي على مشروع الميثاق الوطني، وهذا الاستفتاء ليس استفاءً ـ كما هو معلوم ـ ولكن استفتاء مفتوحاً أي أنّه يحقُ للمواطن أنْ يضيف أو يحذف أو يعدل ما يراه مناسباً لمستقبل البلاد، وهناك شعر المواطن اليمني في خلال هذه المرحلة بأنّه يُشارك فعلاً في صنع مستقبل اليمن.ويضيف قائلاً : انعقدت المؤتمرات الفرعية واختارت لها قيادات في المديريات ثمّ المحافظة وانعقد المؤتمر العام الأول الذي كان قوامه (1000) شخصية تمثل أبناء اليمن، ولم يكن مقتصراً على المحافظات الشمالية فقط، ولكنه كان يضم أبناء من المحافظات الجنوبية والشرقية الذين مثلوا تلك المحافظات في المؤتمر العام الأول عام 1982م، ولو لم يكن هذا العمل الذي قام به الرئيس علي عبدالله صالح منذ 17 يوليو 1978م حتى عام 1990م في شهر مايو لما تحقق لليمنيين هذا الهدف العظيم، الذي كان لدى كثيرٍ من اليمنيين في الداخل بمنزلة الحلم، ولكنه تحول إلى واقعٍ عملي ملموس تجلى بتحقيق الوحدة اليمنية، واقول إنّ السابع عشر من يوليو هو يوم الانطلاقة الحقيقية نحو صنع مستقبل اليمن.[c1]هدف أسمى[/c] وعن الدور الريادي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لرأب الصدع ولم الشمل العربي قال العثربي إنّ فخامة الأخ / علي عبدالله صالح عندما أدرك أنّه قد حقق الهدف الأسمى وهو إعادة الوحدة اليمنية بدأ خطوات عملية نحو وحدة الصف العربي، وكان من أولى مشاريعه الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، القضية المحورية لكل العرب، ثمّ خطا خطوات أكثر عندما تأسس مجلس التعاون العربي كخطوةٍ نحو المزيد من التقارب العربي ـ العربي، ثمّ تقدّم بمشروع أكبر وهو تطوير آلية عمل الجامعة العربية وقدّم مشروعاً باسم اليمن من أجل أنْ تنظم القمة العربية، لكي يلتقي الزعماء العرب لمناقشة قضاياهم المصيرية.إضافة إلى ذلك تحقيق اتفاقية الحدود بين سلطنة عُمان واليمن، وثمّ اتفاقية الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وها هي الخطوات تتوالى من قبل فخامة الأخ الرئيس من أجل الوصول إلى وحدة الصف، ونتمنى أنْ ننتقل من الجيرة إلى الشراكة بيننا وبين دول مجلس التعاون الخليجي، كخطوة أولى ومن ثمّ إلى الشراكة مع دول الوطن العربي، كي تكتمل الوحدة العربية، لكي يكون لها مكانة ومن دون ذلك لم يكن للعرب مكانة في الأمم المتحدة ولا في أي منظمة دولية ما لم تكن يد واحدة.[c1]موقف إستراتيجي[/c]ويرى الدكتور / محمد عبدالجبار سلام عميد كلية الإعلام بأنّ الأوضاع اليمنية والعربية كانت في كف عفريت وعلى مستوى اليمن كانت هناك قوة سياسية في الشمال وقوة في الجنوب ومراكز قوى وأحزاب سياسية ذات انتماء عربي وعالمي وهكذا، وكان لابد من رفع شعار الوحدة على مستوى الداخل وعكس هذا الموقف الوحدوي الداخلي باعتباره نواة للوحدة العربية اهتمامه تجاه الوحدة العربية وبدأ يلعب دوراً بارزاً على مستوى توحيد العرب مع أنّه كان في تلك المرحلة نزعة قطية، ـ كما هو موجود ـ هنا النزعة الانفصالية والمناطقية الخ، وكان يسعى من خلال الجامعة العربية ومن خلال هذه الأدوار أنْ يثبت كثير من هذه المنجزات، فعلى مستوى الجامعة العربية دعا إلى توحيد الصف العربي وتوحيد القدرات العربية وخصوصاً في القضية الفلسطينية الذي ظل حتى اليوم وهو ينظر بعين الاعتبار لكل الأطراف في فلسطين لا ينظر إلى فئة دون أخرى، كما هو شائع على مستوى العالم العربي والعالم، فكل دولة تؤيد طرفا على حسب طرف وتتبنى مجموعة على حساب مجموعة أخرى، لكن فخامة الأخ الرئيس ظل على هذا الأساس يتعامل مع القضية الفلسطينية كموقف إستراتيجي موحد يجمع الشمل، واصبحت المبادرة اليمنية مبادرة عربية وتبناها العرب كلهم، هذا ما حصل أيضاً في لبنان العربي أنّ فخامة الرئيس تعامل مع جميع الأطراف على قدم المساواة وكان له الصوت المسموع، والمؤثر في قضية لبنان، وهناك العديد من المبادرات ومن ضمنها الاجتماع الدوري، وكان إنجاز يمني واضح لفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح.وتابع قائلاً هناك قضايا القرن الأفريقي ودخول بلادنا مجلس التعاون الخليجي كل ذلك تحقق بجهد فخامة الرئيس، وحنكته السياسية في كل المراحل، وما نراه اليوم هو ثمرة لجهود فخامة الرئيس لتوحيد المنطقة العربية.[c1]مواقف قومية وعربية[/c]من جهته أشار الأستاذ منصور المنتصر أستاذ الجغرافيا السياسية بكلية الإعلام بجامعة صنعاء إلى أنّ فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وانطلاقه من مبادئه القومية والإسلامية له دور بارز وريادي في تأكيد الأمن القومي الوحدة العربية، وذلك من خلال الأدوار التي لعبها الرئيس علي عبدالله صالح منذ توليه قيادة البلاد في السابع عشر من يوليو 1978م واتسمت مواقفه بالشجاعة والقومية وعلى رأسها المبادرة اليمنية في لم الشمل الفلسطيني واللبناني، بالإضافة إلى موقف بلادنا من الاعتداء على العراق الشقيق والذي تعرضت الينم بسببه لكثيرٍ من المضايقات، ولكن الموقف الشجاع لفخامة الرئيس كان استباقاً للتاريخ الذي اثبتته الأيام.ونوّه المنتصر غلى دور فخامة رئيس الجمهورية في القضية الصومالية، وكذا المصالحات التي تتم بين الدول العربية، ويتجلى ذلك في معظم القمم العربية، والتي يُظهر فيها فخامة الرئيس حرصه الشديد على وحدة الصف العربي والتي تتجلى من خلال خطاباته الرسمية الداعية إلى لم وتوحيد الصف العربي من أجل مواجهة التحديات التي تأتي من الخارج.[c1]دور بارز[/c]أما الشيخ يحيى النجار ـ رئيس دائرة الإرشاد والتوجيه باللجنة الدائمة فقد أشار في حديثه إلى الجهود الكبيرة التي بذلها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الحكم وحرصه الكبير على تحقيق الأمن والاستقرا في البلاد والاتجاه نحو البناء والتنمية رغم الصعوبات والمشاكل التي كانت تحدث في تلك المرحلة من اغيتالات للزعماءوغيرها واستطاع بحنكته السياسية أن يصل باليمن إلى بر الأمان، كما ظل يسعى دائماً لإكمال الخطوات التي بدأها من سبقه من الزعماء في تحقيق الوحدة اليمنية وبإصراره لى لم الشمل الداخليوتوحيد اليمن تحققت الوحدة اليمنية التي تعتبر أغلى وأكبر منجز تحقق في عهد فخامته ومن ثمّ واصل مسيرته حتى وصلت بلادنا إلى ما وصلت إليه اليوم، ولكن فخامة الرئيس لم ينسى أو يتكاسل عن قضايا أمته العربية والإسلامية فقد كان له دور بارز في لم الشمل العربي فقد دعا إلى استمرار دورات الجامعة العربية، التي قطعت لمرحلة زمنية وثابر حتى عادت الجامعة العربية إلى اجتماعاتها الدورية وكان مشروع علي عبدالله صالح حقيقة واستجاب له الزعماء العرب، من جانب آخر وقوفه ودعمه للقضية الفلسطينية في كل تحركات اليمن السياسية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل فصائله مادياً ومعنوياً وسياسياً وآخرها دوته للفصائل الفلسطينية وخرج بإعلان صنعاء وأصبح قاعدة ومرتكز بين الإخوة الفلسطينيين، ففي عهد الرئيس علي عبدالله صالح انفتحت الينم على العالم وأصبحت بلادنا يُشار إليها بالبنان وأصبحت الينم تتمتع بعَلاقة جيدة مع سائر البلدان في العالم، ولا ننسى أنّ الرئيس علي عبدالله صالح جعل الينم ينام قرير العين، وذلك من خلال إقفاله ملف المشاكل الحدودية مع كل من عُمان والسعودية وإرتيريا واتطاع أنْ يحلها، لأنّها كانت الفتيل المشتعل بين اليمن وهذه البلدان المجاورة، وخرج بالعديد من الاتفاقيات والمعاهدات في هذا المجال، وهذه القضايا كانت تؤرق بلادنا كثيراً.