حسناً فعل البرلمان حينما عاد إلى الصواب وأقر تعديلات قانون الانتخابات وفقاً لاتفاق فبراير بين القوى السياسية وتوافقها ونصائح الأصدقاء.وحسناً فعل البرلمان بإقرار قائمة المرشحين للجنة الانتخابات الجديدة وفقاً للتعديلات القانونية التي صدر بها قرار جمهوري تبعه قرار بتشكيل اللجنة العليا ليبدأ السير نحو صندوق الاقتراع الذي تتجسد معاييره في إرادة الجماهير اليمنية.وبصرف النظر عن تحفظات المتحفظين الذين يمارسون حقهم المكفول الذي لايسقط حق الاغلبية الدستورية والإجماع الشعبي على المضي نحو إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري المحدد .. فإن السير نحو الانتخابات هو العودة إلى الصواب والحق والقانون والدستور والشرعية، ولسنا معنيين بالتوقف أمام الجدل البيزنطي الذي يلوكه المشدودون إلى أزمنة الفوضى ومنهجيات التقاسم والصفقات غير المشروعة على حساب الشعب وإرادة الجماهير والتشريعات النافذة .. وما دام السير قد استقام نحو صندوق الاقتراع وإرادة الجماهير وفقاً للدستور والتشريعات النافذة فليس ثمة خوف أو قلق من ثلة ناكصين ناكثين مرتعشين.نعم .. إن الانتخابات البرلمانية حق دستوري واستحقاق وطني وشريعة اخترناها لنهجنا الديمقراطي التعددي القائم على التنافس الحر والتنوع الخلاق والتسابق المشروع على أصوات الناس وثقتهم.وليس لأحد أن يحاول تعطيل الدستور والقانون، أو إعاقة المسيرة الديمقراطية التي يتجسد جوهرها في الانتخابات الحرة والتنافس الخلاق، وفقاً للتشريعات النافذة والضوابط القانونية والأخلاقية.نعم إن الذين يرفضون الانتخابات ويحاولون إعاقة إجرائها في موعدها هم الذين يكفرون بالديمقراطية وينكرون حق الشعب ويتجاهلون الإرادة الجماهيرية ويحاولون العودة بالوطن إلى أزمنة الوصاية والشمولية والإقصاء .. وهؤلاء يعرفهم الشعب وتعلم حقيقتهم الجماهير التي يفرون منها ويرفضون المثول أمامها والاحتكام لإرادتها.وأياً كانت مبررات هؤلاء وذرائعهم فلم يعد هنالك من مجال للتعاطي مع زيفهم وألاعيبهم وأطروحاتهم التي انكشف سرها وسحرها وما ورائها على مدار أعوام انقضت في الخوض معهم من دون جدوى أو فائدة .. الأمر الذي يؤكد لكل من انخدع بخطاب الزيف والمراوغات أن الحل الوحيد الذي يريدونه هو الحصول على ما ليس لهم به حق باسم الجماهير التي يتاجرون بآلامها وأحلامها وطموحاتها، إذا فإن الجماهير وحدها هي صاحبة الحق والقول الفصل والاختبار ومنح الثقة لمن تثق به من خلال صندوق الاقتراع .. خيارنا الحضاري الوحيد.
أخبار متعلقة