بيروت عاصمة البلد النازف دماً الباكي ألماً ، عاصمة لبنان الشقيق الذي ينزف اليوم تحت نيران آلة الحرب الاسرائيلية التي لا تدع أخضر ولا يابساً .إنه لشيء محزن وبمكٍ ومؤلم ، وإنه لمشهد تخشع له قلوب المتحجرين القاسين ألماً وحزناً وهم يرون الاطفال والنساء أمواتاً تحت الانقاض في مجزرة (قانا) التي راح ضحيتها نحو 55 قتيلاً معظمهم من النساء والاطفال في ظل غياب العقل وموت الضمير وخرس الألسن وعمى الابصا.ر (قانا) التي لم تسلم من المجزرة عام 1996م هاهي اليوم تتجرع نفس الكأس المر الذي تجرعته قبل عشر سنوات ، في ظل الصمت المطبق من المجتمع الدولي الذي أرغمته بشاعة هذه المجزرة على الخروج من صمته ، وكاد أن يصدر قرار من مجلس الامن بإدانة إسرائيل لكن هذا القرار تعطل والاسباب معروفة !!مجازر ترتكب يومياً في لبنان قصف متواصل على شتى المدن اللبنانية بحجة استهداف منصات الصواريخ التي يطلقها حزب الله على شمال اسرائيل وينتج عن هذا موت العديد من الابرياء من الاطفال والنساء وتبرر اسرائيل ذلك بأنها قد طلبت من السكان إخلاء مناطقهم فإلى أين يذهب السكان بعد أن يخلوا بيوتهم لا سيما وأن وسائل الاعلام تطالعنا بأن معظم الجسور قد دمرت وتحول لبنان الجميل الى أراض معزولة .حزن وكآبة وألم يشعر به كل من يطالع أخبار لبنان الذي فرضت عليه حرب لم يقررها وراح ضحيتها الآلاف من ابنائه فيما شرد أكثر من مليون نازح والعديد من الاسر منها من فقدت ابناءها ومنها من فقدت عائلها ومنها من فقدت بيوتها .. قتلى القصف في كل مكان والجرحى اصبحوا مشاريع قتلى بعد أن تعذر اسعافهم فكل جريح اصبح مشروع شهيد نتيجة لعدم وجود ضمانات للقائمين بعمليات الاسعاف .لقد كان المشهد اللبناني الرسمي والشعبي رائعاً حين ظهرت الوحدة الوطنية واضحة جلية فلم يترك اللبنانيون فرصة للعدو ليفرق بينهم فالنقاط السبع التي تقدم بها فؤاد السنيورة - رئيس الوزراء اللبناني - لقيت إجماعاً كاملاً في مجلس الوزراء من كامل القوى السياسية في البلاد ، وكذلك قال سعد الدين الحريري زعيم أكبر أغلبية نيابية أن الوقت ليس مناسباً لمحاسبة المسئولين عن الازمة ودعا الى تأجيل ذلك الحساب وهو بذلك يفوت على العدو الصهيوني فرصة تشتيت الصف ويجسد الوحدة الوطنية في أجمل صورها وكذلك كان موقف الشعوب العربية التي هبت للتبرع لصالح لبنان ، وبعض القنوات الفضائية تبنت حملات التبرع وقام وزراء الخارجية العرب بعقد اجتماع في بيروت تعبيراً عن تضامنهم مع لبنان ضد العدوان البربري الهمجي الذي يتعرض له من قبل آلة الحرب الاسرائيلية وها هم العرب اليوم يعدون لقمة عربية طارئة التي كان لفخامة الرئيس / علي عبدالله صالح شرف الدعوة لها فور وقوع العدوان وكذلك ذهب وفد من الجامعة العربية الى نيويورك لتحذير مجلس الأمن من مغبة إتخاذ قرار دولي لا يمكن تنفيذه .إن لبنان بحاجة الى هذه الوقفات المعنوية والمادية التي تقف الى جانبه وتشعره بأنه ليس وحيداً ، وبأن كل الاشقاء العرب يقفون إلى جانبه.لـ (بيروت) مني سلام .. لكل لبنان .. وأملنا في أن ينتهي هذا العدوان سريعاً وأن يمن الله بالشفاء على كل الجرحى ويتقبل القتلى عنده في جناته ، ونسأل الله أن يعم السلام على جميع شعوبنا بعيداً عن ويلات الحرب ودمارها .[c1]عبدالرحمن أنيس[/c]
لـ ( بيروت ) مني سلام
أخبار متعلقة