أكد المجتمع الدولي عموماً في أكثر من مناسبة وفي مؤتمري لندن والرياض أهمية وحدة اليمن وأمنه واستقراره الذي يشكل جزءاً من منظومة الأمن الاستراتيجي العربي وأمن دول المنطقة خصوصاً وهي رسالة واضحة وصريحة.وانطلاقاً من تلك الأهمية جاء الدعم والمساعدة لليمن بما يخدم قوتها وعزتها في ظل المناخات الضبابية التي أوجدتها عوامل الأجندة الخارجية في الأجواء السياسية اليمنية خلال السنوات الأخيرة الماضية منذ إحدى أهم المحطات التاريخية في مسيرة البناء الوحدوي والديمقراطي الحديث لعام 2006م والتي من بعدها بدأ التآمر والتخطيط وارتفاع التصعيد وبروز الخطاب السياسي والإعلامي الموجه نحو العداء للنظام السياسي والتشويه المتعمد المكرس لزعزعة الأمن والاستقرار والدعوات الانفصالية التي أخذت أشكالها المختلفة التصاعدية وفقاً للتخطيط والترتيبات المشتركة ما بين الأدوات المنفذة والمخططة في الداخل والخارج المستهدفة تهديد وحدة الوطن وأمنه واستقراره والتي بدأت فيها بعض العناصر المغامرة الانفصالية بحرف مسيرة الفعاليات الشعبية المطلبية التي تعاملت معها السلطة بنفس ديمقراطي واسع في إطار العملية الديمقراطية التي تأسست مع إعلان الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م إلا أنه بات واضحاً أن المنحرفين عن ثقافة وفكر الشعب اليمني لم ترق لهم النجاحات والإنجازات المحققة على طريق التحول الديمقراطي في الدولة اليمنية الحديثة منذ إعلان الوحدة مروراً بعدد من المحطات التاريخية التي عمقت من النهج الديمقراطي والتطور في النظام السياسي وتعزيز دور الشعب في البناء المؤسسي فكانت النجاحات الباهرة في النتائج التي تحققت على أرض الواقع وتذكر بالأرقام التي تعطي تصنيفاً متقدماً للنجاح بالمقارنة مع الأوضاع في شطري الوطن قبل قيام الوحدة اليمنية ومنها الانتخابات الحرة المباشرة للمجالس المحلية ومجلس النواب والانتخابات الرئاسية التي كان آخرها انتخابات المجالس المحلية والرئاسية في سبتمبر 2006م.ونتائج الفرز لصناديق الانتخابات عملية رائعة عكست تطور الوعي والإدراك لأهمية الخيار الديمقراطي للتداول السلمي للسلطة من خلال العملية الانتخابية التنافسية التعددية والتي شارك في مراقبتها العديد من المنظمات المحلية والدولية ذات الاهتمام بالشأن الانتخابي ومفوضية الاتحاد الأوروبي وأشاد الجميع بها وبشفافية الإعلان عن نتائجها.إنها حقاً إحدى المحطات التاريخية التي تجذرت وتعمقت فيها العملية الديمقراطية بالأجواء التنافسية الشريفة والنزيهة استخلصت منها الكثير من الإيجابيات على طريق التطوير والتجديد لقواعد العمل الديمقراطي التي من شأنها تعزيز دور الشعب في بناء النظام السياسي والمشاركة الفاعلة في اختيار سلطته ليحكم نفسه بنفسه وبظهور النتائج بعد أن احتكم الجميع للشعب جن جنون البعض الحاقد المتمرد برفض الشعب لهم ومنح ثقته لمن هو الأفضل والأجدر لقيادة البلاد وإيصال السفينة إلى بر الأمان ولم يحلُ للبعض النتائج ونجاح التجربة في هذه المحطة التاريخية من محطات التحول الديمقراطي التي عززت مكانة ودور القيادة السياسية الحكيمة بزعامة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وأكدت صحة نهج النظام السياسي في اليمن.ومع هذه النجاحات والإنجازات الديمقراطية بدأت تتمزق الأقنعة وتظهر الوجوه القبيحة المجاهرة بالعداء للوطن والهوية الوطنية الواحدة للوطن والشعب فكان التواصل ولقاء الأفكار باتساق الأهداف لأعداء الحياة وكان الحنين للماضي الأليم يجرهم إلى إثارة الفتن والعودة بالوطن إلى ما قبل الوحدة فتوحد أصحاب الأيادي الملوثة بدماء الأبرياء في مراحل الصراع السياسي الدموي أثناء الحكم الشمولي للجزء الجنوبي من الوطن والتي كان آخرها أحداث 13 يناير المشؤومة فكان التسامح بين الفاعلين (القتلة) بعيداً عن المفعول بهم المغدورين الذين تم تصنيفهم على الهوية وهاهم اليوم ينفذون مشاريعهم بالطريقة السابقة نفسها التي تعودوا عليها كون المثل يقول (من شب على شيء شاب عليه) من إثارة فتن وصراعات سياسية مناطقية وتخريب وقطع الطرق والقتل على الهوية وهذا هو ما تقوم به اليوم العناصر الإرهابية الانفصالية في بعض مناطق مديريات المحافظات الجنوبية وهي وسائلهم وأساليب نضالهم التي يكون الخاسر فيها الوطن والمواطنين الأبرياء.وإذا كان هؤلاء الانفصاليون الإرهابيون قد وجدوا في أوقات سابقة من يحميهم ويوفر لهم الغطاء في ظل النظام الشمولي فإنهم اليوم وفي ظل المتغيرات وتطور النظام السياسي في الدولة اليمنية الحديثة، لا مكان لهم ولا غطاء سوى الضبط وإلقاء القبض والإحالة إلى القضاء لينال كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن ووحدته وسلمه الاجتماعي الجزاء العادل.
أخبار متعلقة