الرئيس التشادي يتعهد بإجراء تحقيق سريع عن تورط أوربيين في القضية
الاطفال السودانيين والشاديين الذين حاولوا خطفهما الى فرنسا
ابيشي (تشاد)/14 أكتوبر/ من استفاني هانكوك:قال رئيس تشاد انه يأمل ان يتسنى الإفراج قريبا عن بعض المواطنين الفرنسيين والأسبان الذين اعتقلوا لمحاولتهم نقل 103 أطفال أفارقة جوا من تشاد إلى أوروبا وقال مسئولون للأمم المتحدة ان الأطفال ليسوا أيتاما. وتحتجز تشاد الواقعة في وسط إفريقيا تسعة مواطنين فرنسيين منهم صحفيان وسبعة أسبان هم طاقم طائرة مستأجرة بعد إحباط محاولة منظمة آرش دو زويه الخيرية الفرنسية نقل الأطفال إلى رعاية عائلات أوروبية. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الخميس ان غالبية الأطفال ليسوا أيتاما ولهم أسر وأقارب من الدرجة الأولى. وقالت متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تشاد ان المعلومات المستمدة من المقابلات التي أجرتها منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر تتناقض مع بيانات منظمة آرش دو زويه الفرنسية التي وصفتهم بأنهم أيتام مرضى ومعوزون من إقليم دارفور الذي تمزقه الحرب في السودان. وقالت المتحدثة انيت ريرل في تشاد "أنهم ليسوا أيتاما و لا يقيمون وحدهم في الصحراء في تشاد أنهم يعيشون مع عائلاتهم في مجتمعات." ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من ارش دو زويه. وكانت المنظمة نفت ارتكاب أي مخالفة وقالت أنها تصرفت بما يوافق القانون الدولي. وقالت بعض العائلات في أوروبا أنها دفعت ما يصل إلى 2000 يورو أو أكثر "على سبيل التبرع". ووعد الرئيس التشادي إدريس ديبي في حديثه للصحفيين في ابيتشي بإجراء تحقيق سريع وعبر عن إمكانية إطلاق سراح بعض الفرنسيين والأسبان المحتجزين لتورطهم في القضية قريبا. وقال ديبي "أرجو من جانبي ان يلقي النظام القضائي التشادي الضوء سريعا على هذا وان يفرج في أسرع وقت ممكن عن الصحفيين وأيضا عن المضيفات (الأسبانيات) ولكنني لا استطيع ان افرض شيئا على القضاء التشادي فهناك نظام متبع." وقال ديبي انه تحدث عبر الهاتف يوم الأربعاء إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي دعا إلى الإفراج عن الصحفيين وتحادث الرجلان ثانية يوم الخميس. وقال ديفيد مارتينون المتحدث باسم ساركوزي "جرت المحادثات في جو ايجابي للغاية." ويتولى مسؤولون من المفوضية وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) واللجنة الدولية للصليب الأحمر رعاية الأطفال وهم 21 طفلة و82 طفلا تتراوح أعمارهم بين عام وعشرة أعوام في دار للأيتام في ابيشي. وسألوهم عن عائلاتهم ومن أين جاءوا. وقالت النسخة الانجليزية من تقرير مشترك للأمم المتحدة والصليب الأحمر "خلال مقابلات مع موظفين للشؤون الإنسانية قال 91 طفلا أنهم يعيشون مع عائلاتهم المكونة من شخص واحد بالغ على الأقل يعتبرونه احد والديهم." وكانت نسخة فرنسية سابقة من التقرير قد استخدمت كلمة فرنسية لها معنى أوسع يشمل أنواعا من الأقارب لكن ريرل قالت أنها تشير في هذه الحالة إلى شخص بالغ يعتبره الأطفال والدهم أو والدتهم. وكان بعض الأطفال أبلغوا الصحفيين بالفعل ان آباءهم لا يزالون أحياء وأنهم تعرضوا للإغراء بالحلوى وعروض بإدخالهم المدارس للخروج من قراهم على الحدود السودانية التشادية. وفي تصريحات للصحفيين في ابيشي قالت أرملة كان أطفالها الثلاثة بين 13 طفلا اخذوا من قرية في منطقة طينة "جاء ستة أشخاص إلى القرية بينهم أربعة فرنسيين. وكانت بينهم امرأتان. قالوا لنا (سنأخذ أطفالكم إلى ابيشي للذهاب إلى المدرسة.. سنعيدهم خلال أسبوع)." ، وأضافت أنها أمضت ستة أيام تسافر إلى ابيشي بعدما سمعت عن أطفال ارش دو زويه عبر الراديو الأسبوع الماضي. وأثارت القضية حالة من الغضب بين التشاديين وتساءل كثيرون في المناطق الحدودية القاحلة مع السودان عن دوافع العشرات من منظمات المعونة الأجنبية التي تعمل مع لاجئي دارفور. ونشر الصراع المستمر منذ أربعة أعوام في إقليم دارفور السوداني العنف واللاجئين عبر الحدود إلى داخل شرق تشاد ويقيم حوالي 400 ألف لأجيء سوداني ومدني تشادي نازح في معسكرات تديرها الأمم المتحدة. وأحياناً يكون من الصعب تحديد جنسيتهم في هذه المنطقة المختلطة عرقيا.