في ظل ثورة المعلومات ..التعليم الفني والتقني في العالم العربي .. لماذا يفشل؟
القاهرة /14أكتوبر/وكالة الصحافة العربية أكد خبراء تربويون أن العالم العربي في حاجة إلى نقلة حضارية تواكب تلك الثورة التكنولوجية في التعليم وإحداث نقلة حضارية يستطيع بها الدخول إلى القرن الحادي والعشرين . وتشير العديد من الإحصاءات والدراسات التربوية إلى أ ن واقع التعليم الإلزامي الحالي في البلاد العربية يعاني الكثير من المشكلات والصعاب المختلفة مما يحول دون تطبيق التعليم الإلزامي بشكل كامل في هذه المرحلة ، فمن بين أهم هذه المشكلات الطلب المتزايد على التعليم الابتدائي الذي تواجهه معظم أقطار الوطن العربي ، وعجز الحكومات عن تلبيته بالمستوى المطلوب واللائق .ومعظم الدراسات السكانية في الوطن العربي تشير إلى أن نسبة السكان الذين هم تحت سن الـ 15 تقدر بنحو 45% من مجموع السكان الكلي ،فنحو 190 مليون طفل عربي سيكونون في سن التعليم الابتدائي أو الأساسي أو الإلزامي بحلول عام 2010 وسيقفز هذا الرقم إلى نحو 267 مليونا بحلول عام 2020. هذا العدد الكبير في عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية الإلزامية ، يلقي على واضعي سياسات التعليم في البلاد العربية مسؤولية كبيرة في تأمين ليس فقط مدارس مناسبة ، بل ومعلمين ومناهج تعليمية ووسائل معينة أيضا وهذا يتطلب أموالا طائلة تعجز معظم ميزانيات التربية في البلاد العربية عن تأمينه ، فإذا كان نحو 30 % من الأطفال في الفئة العمرية الموازية للمرحلة الابتدائية خارج جدران المدرسة في الوطن العربي عام 1990فإن من المتوقع أن تصل هذه النسبة عام 2025 إلى 50 % عدا النسب العالية التي سوف تسرب من مراحل التعليم المختلفة وترتد إلى الأمية في كثير من الأحيان ،حيث بلغت نسبة المتسربين عام 1985- 1987 نحو 27% من تلاميذ المرحلة الابتدائية في البلاد العربية ، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 50 % عام 2010 . وتؤكد التقارير أنه بالنسبة إلى موقع التعليم المتوسط ، فإنه ومنذ الستينات هناك اتفاق عربي على تبني سلم تعليمي موحد متخصص فيه ست سنوات للتعليم الابتدائي وثلاث سنوات التعليم الإعدادي وثلاث سنوات للتعليم الثانوي ، وهذا ما جاء في اتفاق الوحدة العربية عام 1957 ومنذ إقرار دستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1964 .وقد اقترحت ( استراتيجية تطوير التربية العربية ) إجراء بعض التغيير في السلم التعليمي ، وإدخال نظام التعليم الأساسي الذي حاولت الدول العربية تطبيقه وصدر الكتاب السنوي للإحصاءات التربوية في الوطن العربي عام 1985 . ومن قراءتنا للكتاب تبين أن مدة التعليم الإعدادي ثلاث سنوات في الأقطار العربية جميعها ، ما عدا الأردن الذي جعله أربع سنوات ، ويطلق على التعليم الإعدادي اسم المرحلة المتوسطة في السودان والعراق.وهناك محاولات من بعض الدول العربية لدمج المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مرحلة واحدة تسمى التعليم الأساسي والعمل على جعلها إلزامية مجانية . وتشير التقارير إلي أن التعليم الثانوي تطور في الآونة الأخيرة في جميع البلاد العربية وذلك من خلال نسبة عدد الملتحقين به من الطلاب · ومن المتوقع أن تكون قد وصلت نسبة الطلاب المسجلين به في العام 2006 إلى 70 % من الفئة العمرية الموازية للتعليم الثانوي ( 18-16 ) بينما كانت في النصف الأول من التسعينات 45%. وقد سعت معظم البلدان العربية إلى تحقيق تنوع في التعليم ا لثانوي من تعليم ثانوي عام ورياضي ومهني وأدبي وصناعي وما تزال قضية أساسية يدور حولها التفكير والتجريب من أجل تطويره وتوسيع نطاق أهدافه . ولكن رغم التطور الكمي والكيفي للتعليم الثانوي في فترة السبعينيات والثمانينات ورغم زيادة الأعداد الكبيرة نسبيا للطلاب الملتحقين به فإنه ما زال يعاني من مشكلات تكاد تكون مستمرة وبصيغ وأشكال مختلفة فرضتها ظروف التطور الحضاري للمجتمعات العربية من تليفزيون وإنترنت الذي نتج عنه احتكاك واسع مع الغرب المتقدم علينا حضاريا وفكريا والذي يستدعي منا أن نهيئ له كل إمكاناتنا وطاقاتنا الفكرية .[c1]غياب التخطيط [/c]ويؤكد الخبراء أنه رغم أن التعليم الفني المهني والصناعي لاقى اهتماما خاصا من قبل الحكومات العربية محاكاة لتجارب بعض الدول المتقدمة كاليابان مثلا وغيرها ، إلا أنه دون تخطيط كاف ودراسة وافية لهذا التعليم الذي قوبل برفض اجتماعي واهمال شديد في الترشيح للجامعات ونظرة دونية له والتي تعود جذورها في الأغلب إلى تركيبة المجتمع العربي السيكولوجية وطريقة تعليمه وتربيته. لذلك نجد أنه ولد منتهيا لا يقود إلا إلى سوق العمل والحرفة بعكس ما كان متوقعا منه بأن يقدم إنجازات حضارية وعلمية ، وقاصرا عن تحقيق التعريف الذي صدر عن منظمة اليونسكو عام 1984 بـ أن التعليم المهني هو تعليم يعد أفرادا مهرة لمجموعة من المهن أو الحرف أو الوظائف ، ويقدم عادة على مستوى المرحلة الثانوية ، ويتضمن تدريبا عاما وعمليا لتنمية المهارات ا لمطلوبة من قبل المهنة المختارة . كما يقدم الدراسات النظرية المتعلقة به مع التركيز على الجانب العملي ويستقبل التعليم الفني في أغلب الدول العربية الطلاب الذين أنهوا بنجاح المرحلة الإعدادية أو المتوسطة من ذوي المعدلات المنخفضة والذين لم يسعفهم الحظ بالالتحاق بالتعليم الثانوي العام ، التعليم الفني هو الملاذ الأخير للمضطر والكاره في أغلب الأحيان وهذا ينعكس سلبا كما نجد على المستوى الفني والمهني للمتخرجين منه وبالتالي ضآلة إسهامهم في التنمية العربية الشاملة . ويلفت الخبراء إلى أن هناك تدنيا في مستوى التعليم في معظم البلدان العربية ، وهذا يمكن دراسته ضمن ما يسمى بالتخطيط التربوي وصعوباته في الوطن العربي . وقد كانت هناك خطوات جادة في البلدان العربية من أجل التخطيط التربوي وتجاوز صعوباته وبمساعدة منظمة اليونسكو فقد قرر المؤتمر العام لليونسكو إنشاء المركز الإقليمي لتخطيط التربية وإدارتها في البلاد العربية ومنذ بداية الستينات أخذت الدول العربية تحاول رسم سياستها التربوية والتعليمية آخذة بالحسبان العلاقة الجدلية بين التخطيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتخطيط التربوي إلا أن ذلك لم يؤد إلى النتائج المرجوة منه لما لاقاه من مشاكل وصعوبات . وكشف الخبراء عن هذه الصعوبات التي شملت ضعف الوعي التخطيطي في معظم الأقطار العربية نتيجة لعدم الخبرة لدى المسئولين عن التخطيط في البلاد العربية في هذه المجالات وعدم الإيمان بجدوى نتائج التخطيط التربوي ، و عدم وجود المراكز البحثية المؤهلة للقيام بالدراسات والأبحاث الضرورية المهمة وتقديمها لواضعي السياسات التربوية والمسئولين عن التخطيط التربوي في البلاد العربية، صعوبات لتمويل الخطط التربوية بحيث تعجز معظم ميزانيات المؤسسات والهيئات والإدارات العربية المعنية بالتخطيط التربوي عن تلبية احتياجات الخطط التربوية المالية فضلاً عن عدم التنسيق والتكامل ما بين الخطط التنموية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والخطط التربوية التعليمية . وقالوا إن طبيعة المجتمعات العربية وما تفرضه الظروف السياسية والاقتصادية من مفاجآت على واضعي الخطط التربوية لم تكن مأخوذة بالحسبان ( زيادة السكان - التضخم المالي - الحروب - الهجرة الداخلية والخارجية)صياغة الخطط التربوية العربية في كثير من الأحيان في إطارها المثالي مما لا يعكس طبيعة الواقع وإفرازاته وظروفه المختلفة. ومن ضمن الصعوبات أيضاً عدم حرية التخطيط التربوي إلا في ظروف محددة مسبقا وفي إطارات مقولبة يغلب عليها التكرار والروتين ، وعدم إيجاد خطط تربوية بديلة في حال فشل الخطط الأساسية أو عدم جدواها أو صعوبة تنفيذها . عدم المتابعة الفعلية للخطط التربوية من قبل مؤسسات الدولة الأخرى مما يؤدي إلى إفراغ هذه الخطط من أهدافها ومضامينها . ويرى الخبراء أنه إذا استطعنا تجاوز تلك الصعوبات في بلادنا العربية خلال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين نكون قد وصلنا بتربيتنا العربية إلى أعلى درجات الرقي والتقدم ، ونكون بذلك قد وضعنا حدا لجميع مشكلات تربيتنا العربية بدءا من مرحلة رياض الأطفال مرورا بمراحل التعليم الأساسي والثانوي وصولا إلى التعليم العالي . وهذه الحلول التي تساعد في بناء الإنسان العربي بناء تتكامل فيه جميع مكوناته الأساسية ، الجسدية والفكرية والنفسية والروحية والإبداعية والعلمية، إنسانا يتسم بالحرية والمسئولية والإرادة الذاتية على مواجهة الحياة العلمية ، بروح سمحة وقوة خلاقة ورؤية نافذة وعقلية علمية مبدعة ، تعيد لحضارتنا العربية أمجادها وعزتها ومكانتها العظيمة بين أمم وشعوب الأرض . في واقع الحال لو علمنا أن التعليم في السويد إلزامي منذ 150 عاما وللمعلم حريات واسعة في تخطيط المنهج وطريقة تدريسه ، وتضم المدارس الثانوية معلمي مواد من حملة الدكتوراة . وأنه في فيتنام تمكن طلاب الجامعات من القضاء على الأمية بنسبة 90 % خلال ثلاث سنوات ، وأن القرويين يخلون منازلهم في أثناء النهار لتستخدم كمدارس . وفي فرنسا نسبة النجاح في اختبار معلمي المرحلة الابتدائية 20% والموجه يخبر المعلم بزيارته قبل 3 أيام . وفي كوبا كانت نسبة الأمية 3 % عام 1961 م . وفي كوريا الشمالية رواتب المعلمين أعلى من رواتب أية وظيفة أخرى في الدولة . وفي كوريا الجنوبية الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية 100% وتوضح الفجوة في مجال التعليم في الوطن العربي أنه محتاج إلى نقلة حضارية معززة بالامكانات البشرية القادرة على بث المعلومة التي تساير القرن الحادي والعشرين وأنه لا يمكن بالأسلوب الحالي بناء قاعدة بشرية تقوم بمهمة التدريس لطلاب القرن القادم .. ومن ثم أصبحت الحاجة ضرورية لوسائل إلكترونية حديثة مثل الكتاب الإلكتروني . [c1]الكتاب الالكتروني [/c]يقول المهندس محمد نشأت الخبير في وضع البرامج للكتب المرئية أن الكتاب الإلكتروني هو كتاب محمل بلغة العصر .. كتاب يفتح كأي كتاب ولكن ليس مطبوعا على ورق . يتم فتحه بطريقة مبسطة فتظهر على الشاشة محتويات كل جزء من الكتاب على جانبي الشاشة وما عليك إلا أن تطلب ما تراه من موضوعات مهما بلغ حجم الكتاب فأهم ما يميز الكتاب الإلكتروني هو صغر حجمه وسعته التي قد تصل إلى سعة الموسوعات ، فعلى سبيل المثال تحتوي موسوعة المخزون الوراثي في العالم العربي على 1200 صفحة ولكن يمكن حمله في الجيب ويمكن البحث عن أي موضوع أو صفحة أو كلمة في هذا الكم الهائل في ثوان معدودة كما أنه بسيط التصميم للغاية ويمكن لمستعمله أن يقلب صفحاته صفحة بصفحة . ويمتاز الكتاب الإلكتروني بامكانية عرضه على أعداد كبيرة من القارئين في وقت واحد وعلى شاشات تصل إلى 70 بوصة كما يمكن لأي طالب نسخ مطبوعة من الكتاب في ثوان معدودة ، كما يمكن لأي مستعمل للكتاب إضافة أو حذف أي جزء لا يحتاج إليه كما أن الكتاب الإلكتروني لا يحتاج إلى إعادة طبع ولا إلى كتابة مسودة ولا إلى مراجعة وطباعة وأخطاء وتكاليف باهظة فموسوعة المخزون الوراثي في العالم العربي التي تتكلف النسخة الواحدة منها أكثر من 2000 جنيه لا تكلفنا النسخة في الكتاب المرئي لنفس المؤلف ربع هذا الثمن علاوة إلى عدم الحاجة لمكان كبير للحفظ أو للتأثر بالعوامل الجوية والبيئية التي تؤثر بالسلب على المرجع وما يحتويه .[c1]الكتاب المرئي [/c]ويقول المهندس نشأت : أما الكتاب المرئي فإنه يمتاز عن الكتاب الإلكتروني بأنه من السهل أن ترى الصور أو الرسومات متحركة بل ومتكلمة وتحدث أصواتا وتتجاوب مع القارىء فيستجيب لهذا النوع من الكتب التي استخدمت فيها كل وسائل التعليم المرئية والمسموعة والمقروءة في هذا الكتاب فمثلا إذا أردت أن تعرف معلومات عن الصقر شاهين ، فما عليك إلا أن تطلب كلمة شاهين وفي ثوان يظهر لك الطائر العملاق يملأ الشاشة ، ويمكنك أن تطلب دورة حياته وعلى الفور تظهر دورة حياته وعاداته ويمكن أن تطلب مدى وجوده في العالم العربي فتظهر على الفور خريطة العالم العربي موضحة عليها الدول التي يوجد بها ويمكنك معرفة أسباب نقص أعداده أو انقراضه في أي دولة عربية وأسباب ارتفاع سعره وتحريم صيده والقوانين المحلية الدولية التي تحرم صيده ، وبالتالي تتيح لطالب كلية العلوم الذي يتخرج من الكلية ولم ير صقر شاهين أن يرى هذا الصقر ويتابع حياته ويتفاعل معه حتى يتسنى له عند ممارسته للحياة العملية أن يحميه . ويضيف الخبير : إن هذه الكتب تحل أحد المشاكل الخطيرة والتي ابتليت بها الجامعات وهي زيادة عدد الطلاب والنقص الشديد في الإمكانات المعملية من أجهزة وعينات لذا فإن الكتب المرئية والإلكترونية على السواء تحل مشاكل كثيرة في مجال توصيل المعلومة حتى لرجل الشارع الأمي فيمكن استخدامها بنجاح لعلاج محو الأمية للكبار والصغار على حد سواء خاصة أن الأمية في الدول العربية إحدى المشاكل التي تعوق التنمية. [c1]نقلة حضارية [/c]ويقول د . أحمد عبد الوهاب عبد الجواد أستاذ البيئة بجامعة الزقازيق وأول من قام باصدار مجموعة من الكتب المرئية في العالم العربي : إن الكتاب المرئي ما هو إلا نقلة حضارية في مجال التعليم في العالم العربي وهو السبيل الوحيد لملاحقة الدول المقدمة في سباقها المذهل في المجال العلمي والتقني . ويضيف أنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية بدون تعليم تقني مرتفع المستوي ونحن علي أبواب قرن فتحت فيه أبواب المعرفة علي مصاريعها لكل من لا يملك القدرة علي التعليم ليتعلم ، وزادت فيه المعرفة والعلم حتي أن العلماء أصبحوا غير قادرين علي متابعة كل ما ينشر والمتوقع أنه لن يكون هناك مكان في القرن الواحد والعشرين لأي إنسان لا يتواءم مع الكم الهائل من المعلومات التي تنساب من جميع الاتجاهات كالطوفان . ويقول د . عبد الوهاب أنه في القرن الواحد والعشرين سوف تختفي المكتبات التقليدية لتحل محلها المكتبات الالكترونية فيمكن لمكتبة من حجرة واحدة أن تحتوي علي أكثر من 5 ملايين كتاب إلكتروني ، وتحتاج إلي مدير مكتبة واحد حيث إن توثيق الكتب وعرضها واستخدامها سوف يتم أيضا إلكترونيا ويمكن لأمين المكتبة عندما يجد إقبالا علي كتاب ما أن يقوم بنسخ أي عدد لرواد المكتبة في دقائق معدودة مسهلا عملية توفير الكتب بطريقة علمية تتواءم مع القرن الواحد والعشرين ولا يكلف هذا إلا مبالغ زهيدة لا تتعدى عدة جنيهات ، فهو اقتصادي أيضا في إنتاجه إذا قورن بالكتب المطبوعة . [c1]صناعة القرار [/c]ويؤكد د . أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية: إن تجارب الماضي أثبتت أن صانع القرار الذي لايملك قاعدة بيانات في جميع فروع العلم يفشل في إدارة دفة التقدم في مجاله ، ولا يتم ذلك إلا بتكنولوجيات عالية توفر لهم المعلومة التي يحتاجونها في ثوان والسر في نجاح أي عالم عربي في الخارج واحتلاله مكانة مرموقة في الدول الأجنبية فقط هو حصوله على المعلومة ا لتي يريدها في ثوان بينما في الوطن العربي قد يحتاج إلي أيام أو أشهر أو حتى سنين كي تتوافر نفس المعلومة في ثلاث صور كل منها مختلفة عن الأخري ، ويحتار صانع القرار في صحة كل منهما ، ويمكن لصانع القرار الاحتفاظ بآلاف الكتب المرئية على مكتبه في جميع المجالات والتخصصات ويستدعيها في ثوان دون الحاجة إلي سكرتارية أو إلى آلاف من الموظفين لاستدعاء المعلومة واتخاذ قرار سريع فيها ، فلريما التأخير ثوان في اتخاذ قرار يكون السبب في تكلفة اقتصادية ملايين الدولارات خاصة أن هناك قرارات تنجح فقط بسبب توفر المعلومة لاتخاذ قرار سليم .ويرجع أسباب فشل التعليم الفني والتقني في الوطن العربي إلي عدم وجود وسائل تكنولوجية توفر لمدرس المعلومة المرئية والمسموعة والمقروءة فلا يمكن لتخريج فني في مجال التحاليل الكيماوية والتكنولوجيا دون أن يكون هذا المدرس على علم بكل ما يحدث في هذا المجال حيث ترفر له الدولة الكتب المرئية وتقدم له عشرات من أحدث طرق التحليل الكيماوي موضحة تركيبها وطريقة تشغيلها وصيانتها والمشاكل التي تعترض صحة الحصول علي نتائج مضبوطة وأفضل طرق الاستخدام ، وفوق كل ذلك يتم تحديث هذه الكتب شهريا دون الحاجة إلي شراء كتاب جديد .