نافذة
بادرت العديد من الأيادي البيضاء على المستوى المحلي والعالمي لتقديم الدعم للمنكوبين في محافظتي المكلا والمهرة إزاء الأزمة التي تمر فيها بلادنا في الوقت الحالي ومعرفة عدد الخسائر المادية والروحية من خلال وسائل الإعلام التي تلعب دورا فعالاً في نشر الوقائع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.ولكن لم اسمع وإلى ألأن ما هي الأضرار البيئية الحالية والقادمة وما هي استعداداتنا لحصر أي وباء والحد من انتشاره؟ من خلال هذه الزاوية تكلمت عن البيئة وضرورة الاهتمام بها والعناية المكثفة من ناحية النظافة والتشجير وحماية الأراضي الرطبة لمصلحة المدن المحيطة بها، في كل بلاد العالم توجد أراضى رطبة والى جانب الحد من البناء العشوائي وفتح منافذ السيول المغلقة في بقية المحافظات والمدن والعمل بجدية على مستوى قيادات كل محافظة للعمل والنزول الميداني إلى المواقع الحساسة وإعداد الخطط ودارستها وتنفيذها وإعطاء الاختصاصيين العمل في مجالهم وعدم الاستهتار بهذه المسالة فمحافظة عدن لن تصمد أمام منخفض جوي أخر قد يزور مدينة عدن بعد وحضرموت فأكثر المنافذ تم إغلاقها فأين سيمر السيل لا قدر الله إذا هطلت الأمطار الغزيرة؟ فالأرضي الرطبة بحكم بقاء الكائنات الحية فيها لاكتمال النظام البيئي بعناصره الحية وغير الحية. أما إذا اختلت نظم الأراضي الرطبة بسبب الأنشطة التي تؤدي إلى تغيير بيئاتها مثل التجريف أو التجفيف أو الردم أو التلوث فإن التربة تفقد خصوبتها ويؤدي ذلك إلى تدمير السلسلة الغذائية فيها ومن ثم توقف إنتاجيتها ويطلق كثير من العلماء على الأراضي الرطبة مصطلح «كُلى الطّبيعة» بسبب الوظائف التنظيفية الطبيعية التي تقوم بها. كما تعتبر الأراضي الرطبة أوعية عملاقة تشبه الكلى في تجميع الكميات الهائلة من المياه الناتجة عن هطول الأمطار وذوبان الجليد التي قد تدمر التجمعات البيئية الأخرى وتسبب الخسائر الفادحة. ترجع أهمية الأراضي الرطبة إلى كونها بيئات فريدة في قيمتها من حيث تنوعها الأحيائي ومواردها الطبيعية المتجددة (أسماك وأنواع كثيرة أخرى نباتية وحيوانية فطرية). كما تعتبر من موارد المياه الرئيسية. وتتفاوت قيمة الأراضي الرطبة وأهميتها الأحيائية والإيكولوجية والاقتصادية باختلاف أنواعها ومدى استفادة المجتمعات البشرية منها. ومن الثابت أن الأراضي الرطبة هي أعلى النظم البيئية الطبيعية إنتاجية حيث تزيد إنتاجيتها عن إنتاجية الأراضي الزراعية بعدة أضعاف. إلى جانب ذلك غنية جدا في إنتاجها النباتي من الأشجار والشجيرات والأعشاب والحشائش، ما يجعل منها موردا يستخدمه الإنسان للحصول على الخشب والعشب والخامات الاقتصادية الأخرى. كما أن الأراضي الرطبة توفر البيئة الملائمة (الغذاء والمأوى والراحة والأمان) لأنواع فطرية شائعة من الحيوان والنبات، فإنها تعتبر بيئات أساسية لمعيشة نسبة كبيرة من الأحياء المهددة بالانقراض. والأراضي الرطبة بمثابة مرشحات طبيعية تتحلل فيها الملوثات الكيميائية، لاسيما المخلفَّات العضوية وبالتالي فإنها تعمل على تحسين خواص المياه. وتقوم الأراضي الرطبة بدور هام في التحكم في الفيضانات والحد من انجراف التربة إلى جانب كونها خزانات مائية إضافية عند الحاجة، ومصادر تعزيز للمياه الجوفية، كما أنها تمتص صدمات الأمواج المدمرة أثناء العواصف في المناطق الشاطئية. ألا يستحق الأمر إن نفكر بالبيئة وضرورة الاهتمام بها من قبل جميع الجهات لأن البيئة هي سلوكنا ونمط حياتنا التي نترك بصماتها السلبية أو الايجابية عليها لتصبح في يوم من الأيام البيئة المحيطة بنا دماراً لنا وليس نعمة، يعبث الإنسان بالبيئة المحيطة دون مراقبة مشددة ووعي فكري يفهم أهمية البيئة للفرد ثم المجتمع للحفاظ عليها والاهتمام بها من أجل العيش بسلام واستقرار وبعيدا عن الأمراض المعدية والخطيرة بسبب التلوث البيئة وأضراره التي تنعكس على صحة الإنسانومن هنا أرى اليوم مجالأ واسعاً لإعادة النظر بأهمية البيئة في صفاً واحداً مع التنمية الشاملة التي تلعب دوراً خاصاً للحد من البطالة والتخلص من الأمية والجهل وإعطاء فرص عمل للشباب وغيرها من النشاطات الأخرى ضمن المجتمع المدني للارتقاء بمستوى الفرد في المجتمع والخروج إلى الساحة العالمية لمواكبة جميع التطورات العالمية. ولكن ما الفائدة إذا بنينا وعمرنا قصر كبير لكن أساسه هش من أول مرور رياح موسمية عابثة يسقط ويدمر وتكون النتيجة كارثة.