أيوب.. يا أبا صلاح
نعمان الحكيم :منذ كنا صغاراً.. كنا ولا نزال نعشق أغاني الفنان الكبير أيوب طارش عبسي الفنان الخالد خلود جبال وشوامخ الوطن، وأولها جبال ( الأعبوس ) الشامخة الوارفة.. والتي جسدتها أغانيه المشعلة للوجدان والقلوب بكلمات الفضول الخالد الذي عاش للوطن وكرس له حياته.. حتى مماته.. ولا أصدق من أن نعطي مثالاً سوى ( النشيد الوطني ) الخالد، نشيد الوحدة المباركة الذي كتبه ( الفضول ) عبدالله عبد الوهاب نعمان ولحنه وأداه أيوبنا الجميل بحنجرته الذهبية الرخيمة.. في الثمانينات وقبل حدوث الوحدة.. لقد كانت آنذاك حلماً، وصارت حقيقة بعد هذه الكلمات الخالدة التي يجب أن نتعظ بها في الأقوال والأفعال!وأيوب.. الذي يعيش في القلوب وبين الضلوع، لعله قد أدى رسالته التي تحملها حقبة من الزمن وأجاد وأبدع في أدائها، وترك لنا – وهو ما يزال بيننا – تراثاً ثرياً لعل من المناسب اليوم أن يكون إحدى المواد الأدبية المقررة في مدارسنا وكلياتنا الجامعية، أو فلنقل بأكثر تخصصية في كليات الفنون ومعاهدها المختلفة، لكي ننصف الرجل ونعطيه حقه.. بمثلما ندرس في مدارسنا، السير الذاتية لشعراء وأدباء وفنانين.كم هو حري بنا أن يكون الثنائي ( الفضول – أيوب ) أحد المقررات الأدبية في مناهجنا الدراسية!أيوب.. غريد الأعبوس وصوت الوطن الكبير.. تحدثت عنه شريكة حياته، المرأة العظيمة التي عظم بها ومن خلالها.. أم ( صلاح – وهشام – ورفعت – وشادي ثم ألحان )، تحدثت عنه لصحف محلية قبل أشهر بعد خروجها من صمت مؤقت قالت :إن أبا صلاح يكثر من القراءة بشكل عام لأنه شغوف بالإطلاع العام وفي الشأن الديني والثقافة الإسلامية بشكل خاص، وهذا سر نجاحه وتفوقه ونبوغه، وهل بغير الثقافة والإطلاع يكون الإنسان مبدعاً؟!تقول أم صلاح.. أم ألحان : أن أيوب مازال شاباً جميلاً في عطائه وحياته وعشرته.. وهو الذي ساوى بين أبنائه الأربعة وابنته الخامسة بعدهم.. كيف لا وهو الذي رباهم بمهية أمهم السيدة ( لول العبسي ) التي عاشت حياة حب غامر كانت نتيجة أسرة ممتازة مستقرة وحياة الزوجين كانت هي العماد!تقول السيدة ( لول العبسي ) : بكى أيوب – فرحاً عندما قامت الوحدة، وقد كان هو أحد فرسانها بالنشيد والكلمة المعبرة والنغم الجميل.. لأن إنساناً مثل أيوب لن يتكرر ولن يجود الزمان بمثيله أبداً..كانت إشارة السيدة لول إلى أن اهتمام زوجها بمرضها وتفرغه الكامل لعلاجها قد جعلها تشعر أن شباب الفنان الإنسان ما زال يتوقد، وأن العشق زاد وتفولذ، وحنايا الصدور بين الزوجين قد ولد حياة جديدة لأسرة قهرت المرض فرزقها الله البراء منه والصحة والعافية، التي هي سعادتنا نحن المواطنين المحبين لأيوب وأسرته الكريمة..وكان الشيء المؤثر جداً، أن كشفت السيدة لول عن اهتمام وحب الرئيس علي عبدالله صالح لأيوب طارش الذي كان يسأل عنه وعن صحته دائماً.. وقالت : لقد أرسل له إلى الأردن – إلى أيوب أثناء العلاج : ( عشرة آلاف دولار كمساعدة ) في العلاج.. وهو موقف للرئيس سيسجله التاريخ له كراع أمين للفنانين وكذا المثقفين بشكل عام..وبهذه العجالة نذكر بأن الشاعرة ( فاطمة الشعبي ) شاعرة رقيقة مبدعة.. وتحتاج لعلاج سريع في الخارج.. لأن المرض يتعاظم.. فلها الشفاء إن شاء الله.. وقلوبنا معها..