د· علي مهران·· الحاصل على جائزة الإبداع البيئي العالمية :
[c1]أمريكا تشارك في تدمير البيئة بعد رفض "كيوتو" [/c]د· علي مهران ، حصل على جائزة الإبداع البيئي العالمية من معهد الإبداع البيئي العالمي باليابان منذ سنوات ويعد أول باحث عربي وأفريقي يحصل على تلك الجائزة، وذلك عن إبداعاته العالمية وأبحاثه الرفيعة في مجالات البيئة والعمران والتنمية المستدامة ، حصل على الدكتوراه في جامعة هوكايدوا في اليابان وهو خبير البيئة والعراق، وعضو الجمعيات العلمية في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، والاتحاد الدولي للعلوم، يرى أن هناك كوارث تهدد العالم نتيجة الثورات الصناعية والتكنولوجية التي تعمل دون أي حساب لتلوث البيئة، وكذلك الحروب والنزاعات التي تستخدم فيها الأسلحة المحظورة، مما أدى إلى ثقب الأوزون والاحتباس الحراري عن تلك المشاكل وغيرها·· حاورناه في السطور التالية: القاهرة: طلعت حسانين / 4اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية[c1]- ماذا عن المشاكل البيئية التي تهدد العديد من دول العالم؟[/c]العالم يشهد منذ سنوات ثورة صناعية كبرى، ولكن هذه الثورة صاحبتها مجموعة من الظواهر السيئة الخطيرة، لم يلتفت إليها الكثيرون رغم أنها تشكل تهديداً لحياة البشرية، وتخل بالتوازن الطبيعي في البيئة، فهناك النفايات النووية، والتي تحرص الدول الكبرى- على التخلص منها بطرق خاطئة توفيراً للتكاليف، فتقوم بدفنها في صحراء بعض الدول الفقيرة، رغم أن ذلك يمثل تلوثاً بيئياً خطيراً يهدد بتلوث المياه والجو والأرض، ويسبب كوارث بيئية كبيرة، بالإضافة إلى الحروب والاستخدامات العسكرية للعديد من الأسلحة المحرمة، كما حدث في العراق عندما استخدمت قوات التحالف القنابل العنقودية المحرمة، وكذلك بعض الأسلحة النووية الصغيرة والتي خلفت آثار بيئية مدمرة ستعاني منها دول المنطقة لسنوات قادمة، هذا بخلاف ما ينتج من مخلفات بعض المصانع من نفايات وغازات سامة، جعلت العديد من دول العالم تعاني من ارتفاع نسبة الملوثات سواء في المياه أو الهواء، وهناك استخدام غاز الفريون بكميات كبيرة، والذي ساهم في تآكل طبقة الأوزون التي تحمي الكرة الأرضية من الأشعة الضارة القادمة من الشمس، وذلك أدي إلي ارتفاع درجات الحرارة علي كوكب الأرض عن معدلاتها الطبيعية، مما يزيد من الإحساس بالحرارة، وهذا يعد من المخاطر البيئية المحدقة بالإنسان·[c1]عالم مهدد بالفناء- ظاهرة الاحتباس الحراري والتي ساهمت في تزايد المشاكل البيئية في العديد من دول العالم ما أسبابها؟ وكيف نقلل من آثارها؟[/c]هذه الظاهرة والتي بدأ العديد من سكان العالم يعاني من آثارها بالفعل، هي ناتجة من مجموعة الملوثات الصناعية والتي من أهمها كما ذكرت هو إجراء التجارب النووية، والتي يصاحبها خروج كميات هائلة من الطاقة تزيد من معدلات الحرارة فوق سطح الأرض، وكذلك ما يستخدم من أسلحة متطورة في الحروب والعمليات العسكرية، وما تخلقه من درجات حرارة وغازات خطيرة تساهم في زيادة هذه الظاهرة، وهذا يهدد ثلث سكان الأرض بالفناء مالم يتم وضع المعايير البيئية الصحيحة موضع التنفيذ، وقد بدأت العديد من دول العالم بالفعل تعاني من آثار هذه الظاهرة·- هذا يجعلنا نتساءل عن دور المنظمات الدولية نحو حماية سكان هذا الكوكب من اعتداء الكبار عليه؟هناك العديد من المؤتمرات الدولية التي نظمتها الأمم المتحدة نحو حماية البيئة ووضع حد لهذا التهديد الذي يدفع ثمنه العديد من المواطنين في الدول الفقيرة، وبالفعل تم توقيع اتفاقية لحماية العالم من الآثار المدمرة للبيئة، ولكن للأسف الشديد أن أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة رفضت التوقيع علي معاهدة كيوتو، والتي تلزم الدول الصناعية بالمعايير العالمية، التي تكفل التقليل من المخاطر البيئية التي تهدد الكرة الأرضية سواء من التلوث البيئي أو التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري·[c1]اسهامات عديدة- ماهي أهم مجالات الأبحاث العلمية التي ساهمت بها لخدمة البيئة في المنطقة العربية؟[/c]قدمت ما يزيد عن 30 بحثاً ودراسة تتناول البيئة والإسكان والتخطيط العمراني، هذا بالإضافة إلي إسهامات نظرية عديدة عن الزلازل والكوارث الطبيعية في العالم، ومنها مساهمتي في إزالة آثار الزلزال المدمر الذي ضرب مصر في شهر أكتوبر عام 1992م، حيث شاركت في الكشف عن المباني التي تضررت مستخدما أحد ث الوسائل العالمية ومسترشدا بخبرتي الطويلة للعمل في اليابان وفي هذا المجال، كما توقعت حدوث زلازل وهزات أرضية بدول الخليج خصوصاً بالكويت في 17 يناير 1995م، وذلك قبل أن يتنبأ بها العالم اليوناني "بابا زاخوس" رئيس مجلس الجيوفيزيا بجامعة أرسطو·[c1]- وهل تتوقع حدوث زلازل جديدة في المنطقة العربية؟[/c]الدراسات البيئية والجيوفيزيقية تؤكد أن المنطقة العربية قد دخلت حزام الزلازل النشط وهذا له عدة أسباب منها ما يحدث من تجارب نووية تحت البحر تقوم بها بعض الدول مثل إسرائيل أو تجارب تقوم بها دول من خارج المنطقة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، علاوة علي التغيرات التي تجري علي المسطحات المائية بالمنطقة سواء البحر المتوسط أو البحر الأحمر، وكذلك الخليج العربي والبحر الميت كل ذلك يؤدي إلي تحركات في الكتلة اليابسة بالمنطقة وهي غير مرئية، فالتوقعات والدراسات تؤكد أن قارة أفريقيا تضغط تجاه قارة أوروبا، مما يعني انحسار مساحة المياه في البحر الأبيض وكذلك نجد الجزيرة العربية تتحرك تجاه الشرق لتضغط ناحية الخليج العربي وإيران وهذا يؤدي إلي توقع حدوث هزات أرضية مستقبلاً·[c1]غياب الرؤية- وماذا عن التخطيط العمراني والبيئي في المنطقة العربية؟[/c]هناك مشاكل تواجه التخطيط العمراني في العديد من الدول العربية منها غياب الرؤية العلمية المتوازنة والتي تجمع بين الإيجاز غير المخل والإسهاب غير الممل، فهناك محاولات إقليمية ضيقة للنهوض بالتخطيط العمراني ولكنها تحتاج إلي إحياء المفردات العربية وإيقاظ للضمير البيئي، لكي نستطيع تحقيق الإنجاز العمراني في المنطقة، والذي يوفر الهدوء والجمال والنظافة والخصوصية التي تؤدي للراحة النفسية للإنسان العربي وللمكان أيضا، فليس التلوث المعماري البصري فقد هو الذي يهدد الهوية المعمارية العربية، ولكن التخطيط العشوائي أو الوافد والغريب عن المنطقة، فالمعمار يمثل تاريخ للفرد وللمجتمع وهو ليس مكان للإيواء أو السكن فقط، ولكنه حياة كاملة وعندما يكون التخطيط العمراني سليما يجعل المجتمع في حالة انسجام وتجانس فيزيد الإنتاج·[c1]- وماهي المعوقات التي تقف أمام انطلاق التخطيط العمراني في المجتمعات العربية؟[/c]من ناحية العمارة البيئية والتخطيط في الدول العربية، نجد أن الخيمة العربية كانت تتناسب تماماً مع متطلبات الحياة في ذلك الوقت، فهي بمثابة منزل متنقل، يتيح لهم التحرك في المناطق التي تسقط فيها الأمطار وينمو فيها العشب، وذلك لرعي مواشيهم وإبلهم نظرا لأنهم يعيشون في بيئة صحراوية، وكانوا يستخدمون الخامات المتوافرة لديهم من صوف الإبل والغنم وقش وبوص الزراعات، ولكن بعد استقرار أغلب سكان المنطقة كان لابد من قوانين وتشريعات معمارية جديدة، تحدد أسس وطرز البناء، والواقع أن العديد من التصميمات المعمارية في المدن والقرى في دول كثيرة لم تراع التخطيط العلمي السليم، والتي يتوافر فيها النواحي الجمالية والصحية والمعايير المعمارية الصحيحة·[c1]امتداد الحضارة - عملت سنوات طويلة في اليابان وتعمل الآن في الكويت كأستاذ في معهد التخطيط العمراني هناك وعضوا كذلك في جمعية التخطيط العمراني في مصر، فما هو أهم ما يميز المجتمع الياباني والذي جعله يحقق طفرة صناعية بعد الحرب العالمية الثانية؟[/c]إن ما فعلته اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية علي يد الولايات المتحدة من إنجازات صناعية ومعمارية هائلة كان في الحقيقة امتداد لحضارة سابقة من العصر المسيحي 1868 وحتي 1912، حيث برزت حركة الترجمة إلي اللغة اليابانية في ذلك الوقت، فنشطت البعثات من وإلي أوروبا وأمريكا، وكان شعار الشعب الياباني أن المعرفة يجب البحث عنها واقتفاء أثرها في كل أنحاء العالم"، وكانت صرخة العالم الياباني "بوتش شيرو" بأن حل مشاكل اليابان يكمن في الأخذ بمعايير العلم والتقدم والتكنولوجيا، وكان لها أثرها الفعال حتى تربعت اليابان اليوم علي قمة التكنولوجيا العالمية، وكذلك ما يميز الإنسان الياباني من عشق للبيئة والطبيعة والمعرفة جعل اليابان تحقق هذه الإنجازات·[c1]مخاطر متوقعة- في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالربط بين الطاقة والتنمية ماذا عن المخاطر البيئية المتوقعة؟[/c]إن استخدامات الطاقة يتزايد مع زيادة التنمية، فكل شعوب العالم تسعي إلي تحديث صناعتها واستخدام الطاقات المتنوعة، ولذلك لابد من الاهتمام بتطوير مصادر الطاقة والسعي إلي الأنظف وترشيد استخداماتها بهدف خفض معدلات التلوث والتأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن مصادر الطاقة من الوقود الإصفوري "فحم - نفط - غاز" والوقود النووي وأهم ما يواجه البيئة هو استخدام الطاقة من المصادر الطبيعة غير المتجددة، والذي يولد ملوثات عديدة لها آثار بيئية خطيرة، لأنه ينتج عنها ملوثات غازية مثل أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت، وكذلك ملوثات سائلة كتسرب الوقود عند استخراجه وتكريره أو نقله براً أو بحراً، وكذلك فضلات مصافي النفط، وكذلك النفايات المشعة من الوقود النووي، ولذلك فزيادة كمية الملوثات مع تزايد إعداد البشر وارتفاع مستوي معيشتهم وما يتطلبه من زيادة الطلب علي الطاقة· كل ذلك يؤدي إلي تراكم الملوثات بالبيئة مع عدم الاهتمام بإزالتها أو التحكم فيها علي اعتبار أن البيئة هبة من الطبيعة، وبدون قيمة وقابلة لتحمل كل النفايات، ولذلك فلكي يتم تلافي الأضرار الناتجة عن هذا الاستخدام الخاطيء للطاقة، فلابد من ترشيد الاستهلاك وذلك بتطوير المفاهيم التربوية للنظم الاجتماعية البشرية، والمحافظة علي البيئة باستخدام وسائل العزل الحراري للأبنية والطلاء الخارجي باللون الأبيض، وخفض الإضاءة الكهربائية عند عدم الحاجة إليها، وترشيد استخدام أجهزة التكييف، والاستفادة من طاقة حرق النفايات وإعادة تدويرها واستخدام مصادر الطاقة المتجددة يقلل من مخاطر التلوث البيئي ويكون ضمان لحياة كريمة للأجيال القادمة·