شيراك يريد تقليص قوات اليونيفيل وإيطاليا تتقاسم قيادتها مع فرنسا
بيروت/عواصم/وكالاتنزعت الحكومة اللبنانية فتيل توتر مع دمشق عندما صوتت على طلب مساعدات تقنية لتعزيز مراقبة الجيش على الحدود مع سوريا واستبعاد نشر مراقبين دوليين هناك.وصوتت الحكومة على قرار بطلب مساعدة تقنية للجيش اللبناني للقيام بمهام المراقبة على الحدود مع سوريا لمنع عمليات التهريب.وجاء التصويت على القرار وسط مطالبات فرنسية بنشر مراقبين دوليين على الحدود مع سوريا بزعم منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله .وشددت إسرائيل على عدم رفع حصارها الجوي والبحري المفروض على لبنان منذ 12 يوليو الماضي قبل نشر مراقبين دوليين على الحدود مع سوريا.في السياق حذر وزير الطاقة محمد فنيش -الذي يمثل حزب الله في الحكومة قبيل اجتماع الحكومة- من استخدام الضغوط الدولية لتصفية حسابات إقليمية مع سوريا.وذكر وزير الإعلام غازي العريضي أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيتصل بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمساعدة "الجيش تقنيا وتدريبه" في سياق تأمين معابر البلاد وحدودها.ونقل عن السنيورة أنه طلب من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال مكالمتين يوم الخميس الضغط على إسرائيل لرفع حصارها البحري والجوي المفروض على لبنان.وبشأن موضوع الدعوة المفتوحة التي نقلها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى السنيورة لزيارة دمشق قال رئيس الوزراء اللبناني إنها ستتم بعد الاتفاق بين البلدين على جدول أعمال الزيارة.في السياق ذاته نفذت القوات الإسرائيلية التي مازالت تتمركز في تسعة مواقع في جنوب لبنان عملية خطف لمواطنين لبنانيين على أطراف بلدة عيترون الحدودية.جاء ذلك غداة تشييع بلدة مروحين الحدودية أربعة وعشرين من أبنائها كانوا قد دفنوا في مقبرة مؤقتة في مدينة صور في الأيام الأولى للعدوان.على صعيد اخر قال الرئيس الفرنسي إن إرسال 15 ألف جندي إلى جنوب لبنان في إطار مهمة قوات الأمم المتحدة المعززة (يونيفيل) "زائد على الحاجة تماما" مشيرا إلى أنه سيتم الاتفاق على قيادة هذه القوات بعد الاتفاق على الضمانات التي ستحصل عليها وآليات عملها.وصرح جاك شيراك خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "لا أعرف من ذكر هذا الرقم.. هو حقيقة غير منطقي لكن ما الرقم الصحيح هل هو 4000 أو 5000 أو 6000 لا أعرف".وطالب الرئيس الفرنسي برفع الحصار الاسرائيلي على لبنان، ووصف هذا الحصار بأنه "غير مبرر على الإطلاق".وكان شيراك أكد أنه قرر زيادة مشاركة بلاده بيونيفيل إلى ألفي عنصر، وبرر ذلك بحصوله من الأمم المتحدة وإسرائيل ولبنان على "التوضيحات الضرورية" وعلى تأكيدات بأن هذه القوات سيكون باستطاعتها الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لهجوم وبأنه يمكنها استخدام القوة من أجل حماية المدنيين. وفي تنفيذ سريع للقرار، وصلت أمس سفينة تابعة للبحرية الفرنسية تحمل 170 جنديا إلى مرفأ الناقورة جنوب لبنان لينضموا مع معداتهم إلى نحو أربعمائة جندي فرنسي منتشرين بالفعل جنوب لبنان.من ناحيته صرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن بلاده ستتولى قيادة قوة يونيفيل. ولكن، فيما يبدو أنه سعي لاقتسام القيادة مع فرنسا، قال وزير الدفاع الإيطالي أرتورو باريسي إن بإمكان بلاده قيادة قوة حفظ السلام بلبنان من مكتب بنيويورك في وقت تترك فيه العمليات على الأرض تحت القيادة المباشرة لجنرال فرنسي حاليا على الأقل.ويقود يونيفيل المشكّلة حاليا من ألفي عنصر الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني، على أن يصل عددها إلى 15 ألفا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 1071.وفي هذا الإطار قال رئيس الوزراء البلجيكي جي فرهوفشتات إن بلاده ستكون لها مشاركة قوية بالقوات الدولية في لبنان، ولكنه لم يحدد عدد هذه القوات. يأتي ذلك بوقت يلتقي فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل باجتماع طارئ بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، لبحث المشاركة الأوروبية بالقوات الدولية المزمع نشرها بلبنان.ورحب الرئيس الأميركي جورج بوش بالقرار الفرنسي، ودعا إلى انتشار سريع للقوة الدولية.وبدوره عبر رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي عن ارتياحه الكبير لقرار باريس تعزيز قوتها جنوب لبنان، واعتبر ذلك جزءا من تحالف قوي ووثيق بين إيطاليا وفرنسا للعمل المشترك في لبنان لمصلحة السلام.