استطلاع/ عبدالرؤوف هزاعت/ محمد عوضأول أيام العيدكان صباحاً جميلاً بدأت حركة الناس منذ الصباح الباكر استعداداً لصلاة العيد ليعودوا لذبح الأضاحي بينما كان الأطفال قد لبسوا بزاتهم الجديدة يمرحون منذ الصباح يقتنون احتياجاتهم من محلات بيع لعب الأطفال والشوكولاته والايسكريم يذهبون أفواجاً ويغدون أفواجاً في تلك الأزقة واشوارع القريبة من احيائهم السكنية يتبادلون الأحاديث الطفولية إبتسامات تعلو شفاهم وضحكات متعالية أحياناً أخرى كنت ارمق الاطفال ومرافقي المصور في كل المواقع التي مررنا بها خلال رحلتنا من مدينة الشيخ عثمان وحتى مدينة التواهي لقد كانت شوارع المدن نظيفة أنيقة والمحلات التجارية مفتوحة الأبواب بمعظمها بينما بدت حركة المواصلات بطيئة جداً وقلت أعداد الباصات العاملة على الخطوط الداخلية للمعلا وعدن وبعض المدن الأخرى الأمر الذي وجدت معظم الأسر صعوبة جداً في التنقل من مدينة إلى أخرى لزيارة أهلهم وذويهم او الوصول الى بعض المتنفسات.كنت ومرافقي المصور تنتقل من سيارة إلى أخرى حتى نصل الى منتجع العروسة وجولد مور .. وفي ذلك الموقع الجميل منتجع العروسة الذي ازدحم بحركة النزلاء وأسرهم والزائرين لهذا الموقع من مختلف الفئات العمرية تجد منهم من يمارس هواية السباحة والقفز والأطفال يتجهون صوب الألعاب وبينما أكتظ شاطئ المنتجع بالمئات من الزائرين والنزلاء وامتلأت الساحات بالسيارات ولم تجد موقعاً لك ولا لسيارتك إذاً ما هي انطباعات القادمين الى محافظة عدن وهل التهيئة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الوافدين كانت في المستوى المطلوب أم لا؟هذا ما استشفيناه من حديث الدكتور عبدالأله غيلان جراح مسالك بولية، واحد نزلاء منتجع العروسة جاء من محافظة تعز لقضاء إجازة العيد وأسرته وأطفاله.حيث قال: لم تكن هذه المرة الأولى التي ازور فيها مدينة عدن وأطفالي وانما جئت عدة مرات لقضاء الاجازة هنا في مدينة عدن الساحرة .. هذه المدينة التي يعشقها كل يمني.. وأنا أحد محبيها وقد صادفت زيارتي لمدينة عدن هذه المرة في ظل أجواء شتوية أضافت لمدينة عدن سحراً خاصاً.ويضيف الدكتور عبدالاله قائلاً: ان مدينة عدن مدينة متمدنة اتسمت بمدنية أبنائها وبحضارتها وثقافة أهلها ووداعتهم هذا ناهيكم عن موقعها المتميز وشواطئها الفاتنة التي تغري الزائر لها.وفي سياق حديثه المح الدكتور عبدالاله إلى أن عدن متجددة وقد ظهرت بثوب قشيب في نواحٍ عديدة.. تأتي في مقدمتها نظافة الشوارع والتشجير إلا أن هناك بعض الملاحظات فيما يتعلق بهذا المنتجع الجميل الذي نقيم فيه رغم توفر الخدمات إلا أن مواقف السيارات محدودة جداً مقارنة بالأعداد الكبيرة للوافدين على المنتجع أضف إلى ذلك ما يعكرصفو الحياة قلة الأماكن الترفيهية داخل المنتجع اذا قارناها بالاعداد المتزايدة للنزلاء ومرتادي الموقع، أما بالنسبة للجوانب الأخرى من خدمات واستقرار وأمن فهي جيدة.وخلال جولتنا في المنتجع التقينا الدكتور غالب عقلان المخلافي .. القادم من محافظة تعز لقضاء إجازة العيد في مدينة عدن أوضح يقول: حقيقة انها فرصة ان نجد مناسبة أو إجازة لقضائها في مدينة عدن الجميلة نحن وأطفالنا.. هذه المدينة الهادئة التي ارتبطت بوجدان الكثير من اليمنيين بتاريخها واصالتها واصالة أهلها الطيبين.. وقال من الممكن ان نقضي مثل هذه الإجازة في الريف إلا أنكم تدركون ان الريف اليمني تنقصه كثير من الخدمات ولهذا نفضل ان نقضي إجازة العيد في مدينة عدن لما تمتاز به من شواطئ جميلة وتشكل هذه المدينة بالنسبة لنا المنتجع الوحيد الذي نقضي فيه أوقاتاً هادئة وممتعة بعيداً عن زحمة العمل والروتين اليومي.
مدينة عدن جميلة بطبيعتها وجميلة بأهلها
وأبدى الدكتور المخلافي بعض ملاحظاته حول المنتجع الذي يقضي فيه اجازته أوجز تلك الملاحظات بارتفاع ايجار القوارب الذي أصبح يقارب 8000 آلاف ريال بينما كان ايجار القارب الواحد على شاطئ المنتجع لا يزيد على 2000 ريالا بالإضافة إلى النقص في الشمسيات أو المظلات وصغر مساحة مواقف السيارات وبحسب قوله عن بقية الخدمات الأخرى جيدة.ويوضح سالم عبدالله مسؤول في المنتجع بان إدارة المنتجع هيئة الموقع بكافة اقسامه كما عملت على تهيئة الشاطئ والمسبح من أجل خدمة النزلاء ومرتادي المنتجع، وقال بالنسبة للملاحظات التي يضعها النزلاء انها ملاحظات ممتازة لاننا لم نتوقع تلك الأعداد الكبيرة الوافدة الى الموقع والمرتادين الذي يصل عددهم ما بين 2000 إلى 3000 زائر بالإضافة إلى ان الشاليهات شغلت بكامل طاقتها.كنا نغادر هذا المنتجع باتجاه شاطئ جولد مور ذلك الموقع الخلاب كان هو الأخر قد اكتظ بكامله بالزوار ومرتادي هذه الأماكن من أبناء المحافظة .. كان الأطفال يلهون ويمرحون يرسمون بخربشاتهم الطفولية على تلك الرمال احلامهم والآباء والأمهات يتجولون على امتداد ذلك الموقع وبعض الأسر كانت قد أخذت زادها معها إلى هذا الموقع السياحي الجميل استعداداً لقضاء يوم كامل مع أطفالها بعيداً عن الروتين اليومي.وكنت قد التقيت بالأخ أمين علي احمد احد رواد جولدمور الذي تحدث قائلاً:اليمن بشكل عام مصيف حقيقي لتعدد مناخاته خلال العام ومدينة عدن لها سحرها الخاص بما تتمتع به من شواطئ جميلة وساحرة ومياه دافئة.. وأنا أحب ان اقضي وأطفالي في مثل هذه المناسبات في شاطئ جولدمور لأني ارخي همومي وأشعر بالراحة.ويسترسل أمين في حديثه قائلاً:حقيقة بدأت في الأونة الأخيرة تظهر ملامح النظافة في هذه الشواطئ كما بدأت تفعل بعض الخدمات ولكنها لا ترقى إلى مستوى طموحنا لان طموحنا بخدمات متطورة جداً من وسائل مواصلات على مدار الساعة واتصالات في هذه المواقع وبناء مواقع للمأكولات السريعة والخفيفة بما يلبي الذوق هذا بالاضافة إلى توفير الألعاب وان كانت في الحدود المعقولة.. إلى جانب تواجد فرق انقاذ في الأماكن العامة واسعافات أولية وان كان ذلك مستقبلاً.ثاني ايام العيدفي هذا اليوم الذي كنا قد غيرنا اتجاه رحلتنا نحومدينة كريتر وتحديداً نحوكورنيش صيرا هذا الموقع الذي تغير بالكامل حيث بدأت أعمال شق الطرق فيه وسفلتت الطريق "مزدوج" وركبت الانارة في وسط الخط المزدوج كنا في طريقنا ومرافقي المصور باتجاه المنتزه الجديد الذي افتتح مؤخراً لم تشهد ازدحاماً خلال سنوات مضت حركة إنسابية ولا ازدحاماً في السيارات كما شهدته اليوم.. كنا ندخل بوابة المنتزه بانتباه واستعداد حتى لا نقع أرضاً من أفواج الزوار إلى هذا الموقع الذي بني بطريقة حديثة متميزة جهز بالعاب الأطفال ومواقف للسيارات وبالخدمات الأخرى كان مرتادي الموقع معظمهم عائلات وأقلها الشباب.استوقفت الأخ علي قائد النجار الذي كان بصحبة أطفاله في هذا الموقع.. وفي رده على أسئلتنا قال: لقد جئت من محافظة صنعاء أنا وأسرتي لقضاء إجازة العيد في هذه المدينة الجميلة "العاصمة الاقتصادية والتجارية".وأضاف لم أجد مكاناً جميلاً استجم فيه غير هذه المدينة الهادئة التي تحيطها شواطئ جميلة يستطيع الزائر ان يقضي وقته براحة وحرية دون منغص أو عائق .. لقد وجدت أناساً طيبين دمتي الاخلاق. وقال لقد زرت عدداً من المواقع السياحية والشواطئ وها أنا اليوم في هذا المنتزه الرائع الذي أجد فيه ضالة أطفالي بما يحتويه من العاب وخدمات لا بأس بها.واضاف عدن جميلة وقد شهدت متغيرات كثيرة في جميع الجوانب وان كان لي هنا ملاحظة هي أزمة المواصلات خلال ايام العيد وارتفاع أجرة السيارات الخصوصية وارتفاع أسعار الغذاء في المواقع السياحية والنقص في الحمامات العامة ومصلى للنساء في بعض المواقع والمتنفسات التي تتميز بها مدينة عدن.بينما كان الأخ عادل عبدالله الحرازي احد الزوار لمحافظة عدن خلال إجازة عيد الأضحى يشكو من أزمة المواصلات وارتفاع بعض أسعار بعض الوجبات الغذائية في المواقع السياحية وقال.. ربما يكون ذلك نتيجة لظروف العيد.. غير أنه أبدى اعجابه بكل منجز شاهده في محافظة عدن وكل موقع زاره سيبقى طويلاً في ذاكرته على حد قوله، مشيراً في سياق حديثه إلى استغلال هذه الشواطئ الجميلة في صناعة سياحة حقيقية واسهام الاستثمارات اليمنية والعربية في هذا المجال من أجل النهوض الحقيقي لواقع السياحة في بلادنا.ثالث أيام العيدكنت انطلق ومرافقي المصور الصحفي محمد عوض باتجاه ساحل ابين ذلك الكورنيش الممتد من محاذاة منطقة خور مكسر حتى منطقة العريش كانت الأمواج تلف معاطفها البيضاء على سطح المياه الواحدة تلوى الأخرى.. بينما حركة المواطنين التي ملأت المساحة الرملية المتداخلة مع مياه البحر والممتدة على طول سبعة كيلومترات تقريباً لا يوجد موقعاً أومساحة فارغة على هذا الشاطئ .. بل كانت ارتال من المواطنين واسراب من النساء وأفواج من الشباب تتوافد على كورنيش ساحل أبين منذ الصباح وحتى ساعات الأصيل حركة لم تتوقف.لقد شغلت الأكواخ المنتصبة على الكورنيش بالكامل بل أصبحت لا تفي بالغرض مع ازدياد الأعداد الوافدة على هذا المتنفس الواسع والذي لم يستغل الاستغلال الأمثل.كنت ألاحظ فرحة الأطفال وابتهاج الآباء والأمهات وسعادتهم التي علت وجوههم.أسرة حقاًاستوقفت الأخ خالد زيد المحويتي الذي كان برفقة أطفاله لأرى ما هي انطباعاته.. حيث قال:مدينة جميلة بطبيعتها وجميلة بأهلها.. لقد شاهدت تطورات كبيرة عما شاهدتها في زيارات سابقة.. لقد أصبحت أكثر نظافة وتوسعت طرقاتها وازدادت متنفساتها وأصبحت تلك الأسرة فعلاً.وأضاف لقد أصطحبت أسرتي وأطفالي في هذه الزيارة حتى يقضوا أوقاتاً ممتعة وهادئة خلال إجازة العيد.. وبالفعل لقد كانت انطباعات أبنائي لا توصف عن الأماكن التي زرناها، منها الصهاريج وجولد مور ومنتزه صيرة وها نحن اليوم نقضي أوقاتاً ممتعة في كورنيش ساحل أبين.وفي وقفتنا القصيرة مع الأخ مجاهد محمد احمد من أبناء محافظة ذمار منطقة آنس.. أوضح يقول أقضي الإجازة في محافظة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية ليمن الوحدة.. وساقضي بقية أيام الإجازة في قريتي الصغيرة المتواضعة في مديرية آنس. وقد فضلت ان اقضي ثلاثة ايام في هذه المدينة الهادئة نظراً لاجوائها الشتوية الرائعة ولوفرة الخدمات التي تفتقدها في المناطق الريفية. إلا أنني استطيع القول رغم توفر بعض الخدمات إلا أن هناك خدمات أخرى غير متوفرة منها شحة المواصلات خلال أيام العيد أضف إلى ذلك نقص في الأكواخ المتواجدة على الكورنيش لأنها ربما تفي بالغرض في الأيام العادية إلا أنها في المناسبات حيث تتوافد أعداد هائلة من مختلف المحافظات لا تستوعب رواد الكورنيش الذين يرغبون في الاستراحة هنا في هذا الموقع هذا الىجانب النقص في محلات بيع الأطعمة المتنوعة والتي ينبغي ان تتوفر وان كان ذلك في المناسبات.تعديل في الزيارةوفي مدينة الملاهي الواقعة في مدينة الشيخ عثمان والتي توافد أليها الزوار من محافظات عديدة.. لقد أكتظت هي الأخرى بالزائرين من مختلف الفئات العمرية وفي هذا الموقع كنت قد التقيت بالاخ منيف راشد علي الماوري القادم من مدينة رداع في محافظة البيضاء هو وأسرته لقضاء إجازة العيد في مدينة عدن.حيث قال لقد وجدتها فرصة "اجازة العيد" بعد رحلة عمل دامت عاماً كاملاً ان اقضي إجازة العيد وأسرتي في هذه المدينة الحالمة المتميزة عن غيرها من المحافظات الأخرى.وأضاف رغم أنني ازور محافظة عدن لأول مرة إلا انني لم اشعر بالغرابة ولم اجد ما يعكر صفو إجازتي بل بالعكس لقد وجدت الراحة والهدوء ووجدت من الخدمة ما يرضيني. وقال لقد ودتها فرصة ان ازور عدة مواقع سياحية رائعة جداً ولا أبالغ ان قلت كنا وأسرتي قد حددنا الزيارة بيومين فقط ولكننا عدلنا رأينا بعد مالمسناه في مدينة عدن من ميزات في مواقع ساحرة عدلنا الزيارة إلى أسبوع كامل.وفي لقائنا بالأخ فضل صايل قاسم الذي كان يصحب طفله في مدينة الملاهي أوضح بانها فرصة تمكن من خلالها ان يقضي وقت فراغ في مدينة الملاهي لكونها المتنفس الوحيد الذي يعتبر حالة فريدة تفي بالغرض.وبحسب افادته يطمح بان تتوفر ألعاب كثيرة في هذا الموقع تتناسب مع مختلف الفئات العمرية التي ترتاد الموقع بالأضافة إلى تخصيص جزء من الحديقة لبعض الحيوانات النادرة، هذا إلى جانب توفير الأولويات التي يحتاجها الزوار.أما الأخ فضل الحنق مسؤول الحديقة الذي أفاد على ملاحظاتنا بإجابته قائلاً:من الصعب جداً ان نعمل جزءاً من الحديقة كحديقة حيوانات وبالذات في الوقت الراهن لان دخل الحديقة اليومي أقل من النفقات وأي تعديل أو عمل مشروع أو اضافة يتطلب منا نفقات كبيرة لا يمكن استرجاعها على مدى فترة زمنية كبيرة ورغم ذلك استوردنا سيارات حديثة كألعاب للأطفال وأضفنا بناء نافورة للزينة ووفرنا بعض الكماليات الأخرى.هكذا كنا ننهي هذا الاستطلاع بعد أن أكد معظم أصحاب الفنادق والشاليهات من أنها شغلت بطاقتها الكاملة حيث كان الاستقبال كبيراً من الزوار والقادمين من مختلف محافظات الجمهورية.