الفنان الشاب نجوان شريف ناجي:
يعتبر الفنان الشاب نجوان شريف ناجي بشهادة كل من سمعه وتابع مشواره الفني من أفضل المطربين الشباب الذين ظهروا على الساحة الغنائية اليمنية في السنوات الأخيرة .. ومن أهم أسباب نجاحه، إضافة إلى موهبته الجيدة، أنه أستطاع أن يتجاوز مرحلة التقليد لوالده الفنان المتميز شريف ناجي ولغيره من الفنانين اليمنيين الكبار.. حتى وهو يردد أغانيهم المعروفة فأنه يظل يغنيها بطريقة فيها الكثير من روحه وموهبته الفنية.. نجوان شريف ناجي، فنان شاب يدق أبواب المستقبل بموهبة حقيقية وباصرار متميز.. فتعالوا معنا نتعرف على هذا الفنان الجميل:س/ دعنا أولاً نتعرف على نجوان شريف ناجي؟ـ اسمح لي ان اعرفك بنفسي أنا فنان شاب أرى في الفن متعتي الوحيدة لما له من أثر في تهذيب النفس والمشاعر والغذاء الروحي الذي لا استغني عنه ابداً وأتحلى والحمدلله بثقافة متواضعة هي سلاحي الذي اعتز به دائماً.س/ علاقتك بالفن جاءت نتيجة احساسك بموهبة تملكها .. ام لمجرد أن والدك فنان معروف وأردت تقليده؟الموهبة هي حالة خاصة يميزك بها الله عن غيرك من الناس أي انها ليست حالة مكتسبة من أحد أو متوارثة من جيل إلى آخر واحساسي بهذه الموهبة كان مبكراً جداً أي أن تلهفي للغناء والموسيقى كان متعزراً في مشاركاتي المدرسية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال والتي كنت فيها أردد أغاني والدي المعروفة وحتى اتمام المرحلة الثانوية حيث تعززت موهبتي بالمناخ الفني الذي عشت فيه المتمثل بوالدي الفنان الراحل المعروف شريف ناجي والذي استقى هو من نهر الفن من خلال جدي لأبي الشاعر الشيخ ناجي المصعبي الذي يعتبر من أهم شعراء الزجل والحكمة، أما بالنسبة للتقليد فانني لا اجد فيه ضالتي التي أنشدها.س/ هل مازلت تعيش في فترة تقليد فنانين معروفين .. ام ان لديك أغاني خاصة بك سواء من ألحانك أو الحان غيرك ومنهم؟ـ دعني أقول لك أنني لست مع التقليد جملة وتفصيلاً لأنه في هذه الحالة يفقد الفن دوره في الحياة كقيمة فنية وإنسانية وفي تغيير حياة الأمم إلىالأفضل ويصبح بذلك (المقلد) كمثل (طائر الببغاء) الذي يردد ما يسمعه من الغير. والمؤسف ان معظم فنانينا الشبان ان لم نقل كلهم يدورون في حلقة مفرغة وهي تقليد من سبقهم من فنانينا الرواد، واما بالنسبة لأعمالي الخاصة لدي عدد لا بأس به من الأعمال الجديدة والتي معظمها قدمها لي والدي الفنان الراحل شريف ناجي بالإضافة إلى أربعة أعمال جديدة قدمها لي أخي وأستاذي الحبيب الفنان القدير عصام خليدي والتي أستطاع من خلالها هذا الفنان المبدع ان يكتشف مسحات صوتية واسعة عندي لم أكن أدركها لما تحتويه هذه الأعمال من تنوع بالإضافة إلى النقلات والتوزيع الموسيقي المصاحب وتعدد الإيقاعات، والتي هي لباقة متنوعة من شعراء كبار، أما بالنسبة لدخولي معترك التلحين فلي محاولات بسيطة لا يتسع المجال للخوض في تفاصيلها المهم ان يقف الفنان على قاعدة متينة ليكون له مكان بين الفنانين الجادين والمشوار لازال أمامي طويل.س/ ورغم هذا .. فأنك تكاد تكون غير معروف في الوسط الفني.. لم توثق أغانيك ولا تظهر في الحفلات العامة أو السهرات الفنية؟ـ أشكرك على هذا السؤال، المهم في الأمر أنني أتمنى من خلالكم ان يوجه إلى أجهزة الإعلام بأنواعها المرئية والمسموعة والتي دائماً ما توصد الابواب أمامنا (إلا من رحم ربي) بسبب مركزية الميزانيات المخصصة لتوثيق الأعمال الجديدة بالإضافة إلى عدم صلاحية الأجهزة الخاصة بالتسجيل وبالتالي يضيع الفنان في دهاليز وأروقة الجهة المعنية بسبب المتابعة ويفقد الحماس في تسجيل أعماله مع العلم ان لي مشاركات كثيرة في الحفلات العامة وظهوراً لا بأس به في السهرات الفنية إلا أنني أعتقد أن هذا كله لا يساوي شيئاً أمام تسجيل وتوثيق أغنية في الإذاعة والتلفزيون والتي اعتبرها المحك والميدان الحقيقي للفنان، أضف إلى ذلك أن أجهزة الإعلام تتحمل جزءاً مهماً جداً من هذا التغييب ليس لي فقط وانما لقامات فنية باسقة.س/ هل لك ان تحدثنا عن مشاركاتك ومساهماتك في فرقة جامعة عدن؟ـ فرقة جامعة عدن المركزية والتي كانت تتكون من مجموعة من الطلاب الموهوبين والتي كنت فيها أحد أعضاءها المؤسسين وأبرزهم والتي تأسست في عام 1997م والتي قام بتشكيلها الأستاذ القدير الفنان عصام خليدي والتي أستطاعت هذه الفرقة من خلاله ان يكون لها شأن كبير وذلك من خلال مشاركاتها الدائمة في أسابيع الطالب الجامعي والتي أنا أستطعت من خلالها ان احتل المراكز الأولى كأجمل صوت غنائي بألحان جديدة تقدم لأول مرة على مدى ثلاث سنوات ومشاركتي بمعية هذه الفرقة في احياء عدد كبير من الحفلات والمناسبات الوطنية والتي دائماً ما كان يثني عليها فخامة الأخ رئيس الجمهوريةونائبه، كما كان الفنان عصام خليدي يمد كورال الفرقة بالعديد من الأغاني التراثية والوطنية بإطار وتوزيع موسيقي جديدين واعطاءه أعمال جديدة لعدد من الطلاب الى جانبي تبرز شخصيتهم المستقلة الخالية من التقليد والتي كان من خلالها يصب خبرته وموهبته لتسخيرها لصالح هؤلاء الطلاب ومن على هذا المنبر وهذه الصحيفة أهيب بجهات الاختصاص إيلاء أفكار وآراء هذا الفنان المبدع حيز الاهتمام لما فيه رفعة وتطور الفن والثقافة إلى آفاق رحبة ومشرقة.س/ هناك من يتهمكم أنكم فنانين لن تتركوا بصمات مستقبلية وأنكم جيل التقليد؟ـ لا أخفيك سراً ان قلت أن المعرفة الحقيقية لماهية ودور الفن تكاد تكون غائبة عند معظم فنانينا وكذا غياب الدور التوعوي لأهمية ودور الفن من قبل أجهزة الدولة وعدم الدفع بهؤلاء الفنانين الشباب إلى أجهزة الإعلام فيقابله ظهور متسرع وغير مدروس لهؤلاء الفنانين لغرض الظهور فيكون خالياً من أي قيمة فنية وبالتالي لا يترك بصمة أو أثر مستقبلي عند المتلقي الذي بدوره يصرف النظر عن متابعة هؤلاء وينجرف نحو ثقافات وإبداعات مستوردة، كما سبق وان قلت ان التقليد سقوط نحو الهاوية ولا يترك في نفس المتلقي أي أثر من الجمال وسمو المشاعر.س/ جدك من أهم الشعراء في اليمن.. ووالدك فنان معروف .. هل لك ان تعرفنا بهما؟ـ جدي لأبي الشيخ ناجي المصعبي يعتبر من فحول الشعر الشعبي كشعر الزجل والحكمة وله العديد من المزاجلات مع الكثير من فطاحلة الشعر من مختلف المحافظات والتي كانت تربطه علاقات اجتماعية حميمة واسعة مع مختلف مشايخ وسلاطين تلك المرحلة ولاتزال أعماله الشعرية تردد على ألسنة الكثير من عشاق هذا النوع من الشعر، اما بالنسبة لوالدي فهو فنان كبير قدم الكثير من الاعمال الغنائية التي نالت اعجاب وتقدير الناس لفترة طويلة من الزمن وتعامل مع ابرز شعراء الأغنية اليمنية ورغم ذلك فان والدي لم يحظ كما هو حال كبار فنانينا بالتقدير اللائق.س/ كلمة أخيرة؟ـ اسمح لي أن أشكرك أستاذ عبدالقادر خضر على هذا الحوار الشيق والجميل وأتمنى لك الصحة والسعادة واطراد التقدم والرخاء شاكراً أيضاً صحيفة 14 أكتوبر وصفحة(الفنون) المهتمة بالفن وأهل الفن كما عودتنا متمنياً لها التوفيق والنجاح في رسالتها السامية.