رمضان في المحويت:
المحويت / سبأ :مع أول يوم من شهر رمضان المبارك تتجدد عادات و تقاليد هذا الشهر الفضيل وتبرز أيامه ولياليه المباركة بحلل جديدة كمن يتزين بثوب عرائسي قشيب وجديد ، فتبدو مع ذلك التجدد مختلفة تماما عن سائرأيام العام .وكون هذا التقليد والتبرج تجديداً للقديم التقليدي الذي يظهر في كل عام شهراً واحداً فانه يعد رائعاً ومثيراً وشائقاً ، وهكذا هو رمضان وهكذا هي تقاليده وطقوسه الرائعة التي تأتي مميزة ومدهشة في كل مكان ومنطقة في محافظة المحويت التي تجد سكان عزلها وقراها الشامخة في أعالي قمم الجبال في كل عام يحل فيه هذا الشهر الفضيل أكثر بهجة وسعادة في الاحتفاء بأيامه ولياليه المباركة .[c1]مائدة رمضانية شهية[/c]تبدو مائدة رمضان في غالبية مناطق محافظة المحويت مائدة شهية غنية بأصنافها المتنوعة حيث تتنافس ربات البيوت في إعداد كل ما هو لذيذ وشهي فوجبة الإفطار تعد من كل شكل ولون .فعند أذان المغرب يتم الإفطار بالتمر والقهوة و السنبوسه وبعد أداء صلاة المغرب يقدم الشفوت والشوربة وبعض أنواع الفاكهة والمشروبات أما وجبة العشاء فهناك بعض الأكلات المستحدثة الجديدة التي يتم تقديمها كالأرز والمكرونة إضافة إلى الأكلات الشعبية الشهيرة والتي لا تخلو منها أي مائدة وهي السلتة مع المرق واللحم وهذه الأكلات التي يتم إعدادها هنا قد لا تختلف كثيراً من بيت لأخر أو من عزلة لأخرى فهي متشابهة وإن اختلفت بعض الشي .وتتميز المائدة الرمضانية في المحويت بتنوع مأكولاتها الشعبية القديمة والمستحدثة التي أدخلت على المائدة الرمضانية في ظل الانفتاح الذي طرأ على المناطق الريفية إلا أن الطابع الشعبي في جميع التقاليد والعادات اليمنية عامة والريفية خاصة مازال متوارثاً حتى هذه اللحظة بفعل الحرص على الحفاظ على هذا الطابع العريق الذي يضيف إلى هذه العادات رونقاً فريداً ومتميزاً .[c1]السمر في رمضان [/c]في الماضي وقبل قيام الثورة المباركة كان الريف اليمني لا يعرف السمر في رمضان إلا مقدار ساعة أو ساعتين إذ كان الجميع ينام ليالي رمضان كسائر ليالي السنة وأثناء السحور يقوم بتنبيههم متطوعون يسمون (مسبحين) وهم يشبهون (المسحراتي) في باقي الدول العربية ، وبعد قيام الثورة المباركة اختلف الوضع كثيراً نظرا للرخاء الذي ساد البلاد حيث أصبح الناس ينتقلون من مسمر لآخر يمارسون عادات وتقاليد وطقوساً متوارثة دينية واجتماعيه وثقافية فالبعض من الرجال وبعد اداء صلاة التراويح في المسجد يقضي الليل مع أبناء القرية في مضغ القات ومناقشة الأمور المتعلقة بمصلحة القرية وتبادل الآراء ووجهات النظر والإسهام في تنمية القرية من خلال الموافقة على دعم المشاريع الصغيرة والناشئة والبعض الأخر يقضي الليل في وتلاوة القران الكريم وحضور حلقات العلم ، أما أصحاب المتاجر والدكاكين فيقضون أوقاتهم بالبيع والشراء في متاجرهم .و بالنسبة للنساء فأغلب نساء القرية ينمن وينهضن باكراً ، فيما تقضي الفئة المثقفة والمتعلمة ليالي الشهر الكريم بإقامة الأمسيات الرمضانية للذكر وتلاوة القرآن ،وبعد انقضاء الليل يقوم الناس لتناول وجبة السحور والتي يتم فيها إعداد الفتة مع اللبن والسمن أو الفطائر مع اللبن والسمن أو العسل والسمن.[c1]فرحة الأطفال في رمضان[/c] يسعد الأطفال كثيراً بقدوم رمضان فيخرجون إلى الشوارع والأزقة يهتفون ويرددون الأناشيد والأهازيج الشعبية المرحبة بقدوم رمضان منها :وأرجم بها من كيد لا كيد وألقف بها أمي حليمة وأرحل بها فوق البهيمةأو : يا رمضان دندل حبالك بيت أبي صالح قبالك او : يا رمضان يأبو الحماحم أدي لأبي قرعة دراهموأنذق من الطاقة بليمة ولا بتفاحه عظيمة.كما أن الأطفال في ليالي رمضان وبعد تناولهم طعام العشاء يخرجون إلى الشوارع ويتجمعون كلهم ثم يذهبون الى الديوان أو الأماكن التي تعقد فيها جلسات السمر الليلية للرجال فيقومون بترديد تماسي رمضان عليهم طمعاً في الحصول على حافز نقدي وبعض الحلويات منهم فيقولون مثلاً هذه التماسي :يا مساء اسعد الله المساء يا مساء جدد الله الكساء يا مساء جيت أمسي عندكم يا مساء و الجمالة هي لكم يا مساء جيت أمسي عندكم يا مساء زوجوني بنتكم.وإذا صادف وكان في المنزل الذي وصلوا إليه للتمسيه عرس يقولون:يامساء يا (حريوة) يا قمر يا مساء هلال أخضر ظهر.فإذا ما حصلوا على (حافز) من السامرين تجدهم يرددون :يا مساء جيت أمسي من خبأن يا مساء راجمونا بالكبان (الكبانة تعني الكعكة )أما إذا لم يحصلوا من السامرين أو من أي وأحد منهم علي أي حافز فإنهم يغادرون المكان وهم يرددون :يا مساء جيت أمسي من رداع يا مساء راجمونا بالقراع .ومن الأشياء المميزة في ما تشهده ليالي رمضان بالمحويت من لقاءات ومجالس سمر في الدواوين أو المجالس الواسعة والتي يجتمع فيها الناس الأحاديث الدينية من خلال قراءة أحد المجيدين للقراءة لبعض كتب السنة والتفسير وغيرها من الكتب الدينية .ويظل الجميع منصتين لسماع ذلك والصلاة على النبي والتي في العادة ما تتخلل القراءة حتى إذا ما أكمل القارئ قراءته أختتم بالدعاء وقراءة الفاتحة والإخلاص بنية الرحمة والمغفرة لأرواح الموتى،على أن البعض الأخر يقضون مجالسهم بتلاوة القرآن الكريم بتبادلهم ترتيل آيات القرآن واحداً تلوا الأخر بينما ينصت البقية لسماعه وتصويب الأخطاء التي قد يقع فيها القارئ حتى إذا ما فرغوا جميعاً من القراءة اختتموا بالدعاء وقراءة الفاتحة وسورة الإخلاص بنية الرحمة والمغفرة لموتاهم ولهم جميعاً .[c1] الثلث الأخير من شهر رمضان [/c]ومع اقتراب الثلث الأخير من الشهر يكثر اخراج الصدقة بين الناس ويبدأ الميسورون والمقتدرون معاودة الفقراء والإنعام عليهم بمبالغ من المال بما يعينهم على توفير حاجاتهم، إضافة إلى منح الهبات للمحتاجين وإقامة موائد الإفطار الخيرية وزيارة الأرحام ومعاودتهن بصلة من المال ودعوتهن على وجبات الإفطار والولائم التي يدعى إليها الأهل والأقارب وهي عادة قديمة يحرص الناس عليها تيمناً ببركات الشهر الكريم وبالثواب المضاعف فيه ، وما إن يقترب العيد حتى يبادر الميسورون منهم إلى توزيع كسوة العيد على أبناء الفقراء والأيتام وكسوة أبنائهم وشراء اطيب الحلويات (الجعالة) .