(5) زهرات من عدن يعشقن الكلاشنكوف و الميكريوف
كتب / إقبال علي عبد اللهت / راجا روشن* خمس فتيات في عمر الزهور قررن عشق "الكلاشنكوف" و"المكاريوف" أسماء نوع من الأسلحة لا تعرفه إلا زنود الرجال.. فكانت الزهرات بعشقهن هذا خارجات عن المألوف" * هذه السطور من كلمات سمعتها من أحد رجال الأمن الذين يتولون تدريب هذه الزهرات على الرماية من الأسلحة الرشاشة والمسدسات.. كانت كلماته مصحوبة بالدهشة والإعجاب.. مما جعلني أتشوق لرؤية هذه الزهرات الجميلات جمال الوطن، رأيتهن حاملات الكلاشنكوف.. يرقصن على أنغام طلقاته وهن رافعات الهام عيونهن المكحلات بذرات رمال الأرض التي أنجبتهن لسْن أطفلات بل عملاقات كل قطرة دم تنبض في أجسادهن تتغنى ممهورة بالوطن وللوطن.
* زميلي المصور المبدع : راجا روشن/ أشبع رغبتي في الرؤية وأهداني مجموعة صور لهؤلاء الزهرات الخمس وهن في الميدان وتحت حرارة الشمس يتدربن على الرمي من " الكلاشنكوف" و"المكاريوف".. ووجدت نفسي وأنا أكحل عيوني إعجاباً وتقديراً واحتراماً بهذه الزهرات، أدون مشاعري في سقطوري هذه مهداة للوطن وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م.. وطن اسمه فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح/ الذي أقسم إيماناً أنا مسؤول عنها أمام الله، بأنّ صورة هذا القائد كانت في حدق عيون هؤلاء الزهرات.
* الحقيقة أنّ ما شاهدته من صورٍ وما سمعته من حديث يعتز به كل يمني عن هؤلاء الفتيات ليس جديداً. فالمرأة ومنذ فجر الإسلام الحنيف، كانت عاشقة السلاح ليس للتباهي، بل دفاعاً عن دينها وشرفها وإن كان سلاحها آنذاك تقليدياً حتى الحجر كان سلاحها.. وسطور التاريخ المشرق للمرأة.. تبين شواهد كثيرة لعل أبرزها مشاركة المرأة الرجل في العديد من المعارك التي قادها رسولنا الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام... وحتى في التاريخ الحديث لليمن لها حضور متميز في مشاركة أخيها الرجل في معارك الدفاع عن الجمهورية وتحقيق الاستقلال وحماية الوحدة.. جميعها كانت المرأة في طليعة ممن حملوا السلاح وأجادوا استخدامه وكثيرات منهن سقطن شهيدات لتكتب دماؤهن الزكية عناوين بارزة للمرأة اليمنية يقرؤها العالم كله بفخر واعتزاز.
* هذه الحقيقة أو جملة الحقائق تداعت إلى ذهني وأنا أقلب الصور العديدة التي أهداني إياها الزميل المصور/ راجا روشن/ من إدارة أمن عدن.. دون أن يدرك انني سأسطر أحرفاً أنوّه فيها بذكر هؤلاء الزهرات الخمس وهن / دعاء محمود هادي/ عبير عبد الله عبود/ نفيسة علي عبده/ ليلى مشعل وعبير سعيد بازعيب .. وبجانبهن رجال أوفياء استحقوا بشرف واقتدار أن يكونوا حُماة الوطن.. وفي مقدمتهم العقيد ركن /حمود حسان الحارثي/ مساعد مدير الأمن، قائد الأمن المركزي فرع عدن، والمقدم/ علي القحيف/ قائد شرطة النجدة عدن وعدد من القادة والجنود الذين تزينت بهم الصور وهم خلف هؤلاء الزهرات في نجاحهن بمهمة الرماية.. فكانوا رجالاً بصدق الكلمات النابعة من قلب كل مواطن جعل مثل هؤلاء الرجال فوق الرؤوس وفي حدقات العيون.
* شدتني عبارة سمعتها أنّ "عبيراً" قالت بزهو "كلما حملت الرشاش أشعر إنني ألبس الذهب الثمين.. فالوطن في حدقتي عيني والدفاع عنه مهري".* الزهرات الخمس هن من مجموعة زهرات عدن المدينة التي لا تلد إلا عشاقاً للوطن أوفياء له.. مدينة أبناؤها رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً ... روائح مسك وعبير ياسمين يفوح في سماء الوطن الغالي.. لذلك تبادلوا الوفاء مع القائد الذي جعل من عدن عروساً في أبهى حللها بعد أن حاول العابثون خلال زمن التشطير وإبان الحكم الشمولي إذلالها وتوقيف عجلة النماء والتطور فيها.. بل جعلوها مدينة لا تعرف إلا الخوف.. فكانت الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م وابن الوطن البار فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح / حفظه الله، محقق الوحدة، أمل هذه المدينة في إعادة الاعتبار لها.. ومن هنا تبادل الوفاء بين عدن وأبناؤها والرئيس القائد.. وتجسد هذا الوفاء في صرخات الزهرات وهن ينفذن الرماية من الأسلحة الرشاشة والمسدسات صرخات تنبعث من القلب "الله .. الوطن.. القائد".. عناوين جميلة حفرت في خاصرة الوطن.
* والأجمل الذي عرفته أنّ تلك الزهرات الخمس هنّ من مجموعة زهرات الشرطة النسائية التي تشكلت في الوطن في زمن الوحدة، وكان لعدن نصيب أوفر في انضمام زهراته إلى هذه المؤسسة الأمنية الحديثة.. ذهبن إلى العاصمة صنعاء ليتزودن في معهد الشرطة للعلوم ويتدربن كيف يحمين المواطن والوطن.. وكن عند مستوى المسؤولية والأمانة. * "كما قال ذلك رجل أمن عدن الأول الشاب الخلوق العقيد ركن / عبد الله قيران/" .. عُدن قبل أشهر قليلة وتوزعن في مواقع الشرف وأجدن التعامل مع المهمة.. واليوم قررن مواصلة المشوار في التدريب الجيد على استخدام السلاح ليس لإرهاب المواطنين بل لحمايتهم من اللصوص والعابثين بالأمن والسكينة في المجتمع.
* "عبير" تحمل كلاشنكوف وفي وسط الرمال وتحت حرارة الشمس لتتدرب به كيف تحمل الوطن والمواطن، و"نفيسة" حملت المكاريوف وأجادت التصويب به.. وهكذا "دعاء" و" ليلى" و"عبير" كلهن كن بأناملهن الجميلة يعزفن موسيقى أوتارها محابس "الكلاشنكوف" و" المكاريوف" ونوتتها الرصاص الذي خرج ملعلعاً من السلاح مبتسماً، لأنّ العازف هي زهرة يمانية.* تحية لتلك الزهرات وكل زهرات الشرطة النسائية في بلادنا وتقديراً لكل رجال الأمن في عدن وفي مقدمتهم الشابين العقيد ركن /قيران/ و/الحارثي/ على رعايتهما واهتمامهما بتلك الزهرات لتنمو قوية ويفوح عبيرها الطيب في حديقة الوطن المليئة بأزهار الحب.
![](https://14october.com/uploads/content/0603/7SWPR82B-7FG2R8/grob.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0603/7SWPR82B-7FG2R8/ftat.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0603/7SWPR82B-7FG2R8/220.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0603/7SWPR82B-7FG2R8/gans.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0603/7SWPR82B-7FG2R8/rshash.jpg)