بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين
[c1]المدخن يفقد (8) سنوات من عمره ....!![/c]إعداد : أثمار هاشميُصادف الـ (31) من مايو الجاري اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي يُعد ظاهرة عالمية منتشرة في دول العالم كافة ، فربما وصل عدد المدخنين إلى الملايين من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية وتحوّلت صناعة السجائر إلى صناعة اقتصادية تدر المليارات على الشركات المنتجة وتوظف آلاف العمال في زراعة التبغ وصناعة السجائر.ومن هذا المنطلق، فإنّ هناك عدداً من التعاريف المهمة التي يجب علينا معرفتها والمتعلقة بظاهرة التدخين منها :[c1]التبغ :[/c]وهي المادة التي تدخل في صناعة السجائر وهي عبارة عن نبات من نوع الأعشاب الحولية يعود أصل نشأته إلى أواسط القارة الأمريكية تكون ثماره على شكل علب صغيرة تحتوي على عددٍ كبير من البذور الصغيرة أما أوراقه فتحتوي على مواد كيميائية متعددة كالنيكوتين.[c1]التدخين :[/c]عملية تقطير إتلافي للتبغ تنتج عنها مواد سامة متعددة.[c1]دوافع التدخين :[/c]تختلف الدوافع التي تدفع الأشخاص للتدخين من شخص لآخر ومنها :(1) التقليد : عادةً ما يبدأ الأشخاص بالتدخين للمرة الأولى تقليداً لآخرين يعرفونهم من الأهل أو الأصدقاء.(2) إثبات الذات : يلجأ بعضُ للتدخين محاولة منهم للفت الانتباه على نضجهم ودخولهم مرحلة جديدة من الحياة.(3) الشعور بالمتعة : غالباً ما يشعر المدخنون بالراحة بسبب تذوق السيجارة وتولد داخلهم إحساساً بالمتعة يستطيعون من خلاله نسيان مشاكلهم.[c1]أضرار التدخين[/c]أثبتت الدراسات وعلى مدى سنوات طويلة أنّ التدخين ينجم عنه أضراراً جمة، وفي نواحٍ متعددة من الحياة، إلا أنّ أهم تلك الأضرار المتعلقة بالنواحي الصحية، فلقد وجد أنّ التدخين يسبب أنواعاً عديدة من السرطانات منها سرطان الرئة، الفم، اللسان والمريء وضعف قدرة عضلة القلب على ضخ الدم مما يعرض للإصابة بهبوط في القلب وفشل في أداء القلب للمهام الحيوية كما يعمل كذلك على ارتفاع ضغط الدم، كما يؤدي التدخين المزمن كذلك على ضعف قدرة الكلى على تصفية الدم من السموم وكذلك ضعف وضمور الجلد بسبب تقلص شرايين الجلد المغذية له مما يعني ضعف وقلة وصول الغذاء والأوكسجين اللازم للجلد والضروري لنموه وحيويته، كما يؤثر التدخين كذلك على حاستي الإبصار والسمع نتيجة انقباض الأوعية الدموية، إضافة إلى ذلك يسبب التدخين ضعفاً جنسياً لدى الرجال، أما في النساء فيسبب ضعف القدرة على التناسل والإنجاب، وكذا الإصابة بسرطان عنق الرحم، أما النساء الحوامل المدخنات فقد وجد أنّ التدخين يعمل على زيادة احتمال الإجهاض المبكر أو الولادة المبكرة، بالإضافة إلى ضعف نمو الجنين جسمانياً وعقلياً على جانب إصابتهم بالربو وبمختلف أنواع الحساسية الجلدية، وإلى جانب ذلك فلقد وجد أنّ الأضرار الصحية للتدخين لا تكون مقتصرة على المدخنين فقط، بل تمتد لتشمل غير المدخنين (التدخين السلبي)، كما أنّ التدخين يكون سبباً في حدوث أضرار بيئية تمثل في تلوث الهواء بدخان السجائر الذي يحتوي على موادٍ سامةٍ، وكذا الحرائق التي تحدثه أعقاب السجائر المشتعلة، أما الأضرار الاقتصادية الذي يسببه التدخين فيتمثل في إنفاق المدخنين المال لشراء السجائر التي تعود عليه بالضرر أكثر مما تفيده وتحرم أسرته من ذلك المال، وفيما يخص الأضرار الاجتماعية، فإنّ المدخنين يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض وقرض تكاليف علاج تبقي الأسر في مستوىً ماديٍ متدنٍ.[c1]حجم المشكلة ومعالجتها[/c]إنّ مشكلة التدخين أكبر بكثيرٍ مما قد تصفه الكلمات التي قد تدفع بعض إلى عدم التصديق عن مدى ضرر ا لتدخين على حياة المدخن، ولكن الأرقام قد تكون أبلغ تعبيراً في وصف حجم مشكلة التدخين فيكفي أن نعرف أنّ التدخين يفقد المدخن (8) سنوات من عمره وتبلغ حجم تجارة السجائر في العالم سنوياً ما يقارب (407) مليارات دولار، فيما يموت (5) ملايين شخص حول العالم بسبب التدخين، أما التدخين السلبي، فإنّه يقتل (3000) حالة سنوياً في الولايات المتحدة فقط نتيجة إصابتهم بسرطان الرئة، وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية وكشف آخر إحصائيات التدخين على المستوى العالمي أظهر أنّ مناطق دول شرق البحر الأبيض المتوسط من أكثر المناطق المستخدمة للتبغ ومنتجاته وتشمل هذه المنطقة حسب تقسيم المنظمة دول شمال أفريقيا ودول شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى بعض الدول الآسيوية وأظهر التقرير أنّ التدخين أكثر انتشاراً بين رجال تونس حيث تصل نسبته على 61.4% يليهم رجال اليمن في حين أنّ اقل نسبة انتشار كان بين رجال سلطنة عُمان، أما عن انتشار التدخين في أوساط النساء فيشير التقرير إلى أنّ أعلى نسبة للتدخين كانت بين نساء اليمن حيث يدخن 29% من النساء لتبلغ نسبة تدخين الرجال على النساء 2 : 1، أما في الإمارات فتبلغ النسبة ذاتها 24 : 1، وفي البحرين 22 : 1، وفي الكويت 12 : 1، وفي الأردن 16 : 1، وفي المغرب 20 : 1 وفي إيران 10 : 1، والتدخين في أوساط الشباب فكانت أعلى نسبة انتشار بين شباب الكويت وأقلها بين شباب البحرين وبين الشابات فكانت أعلى نسبة انتشار في الأردن وأقلها في البحرين.إنّ الحل الأمثل لمكافحة ظاهرة التدخين يتمثل في نشر الوعي بين الناس عن أضراره بوصفه خطراً يهدد حياة الجميع، وكذا إصدار القوانين التي تتعلق بمنع التدخين في الأماكن العامة والصرامة في تطبيقها وينبغي لنا الإشارة هنا إلى أنّ ايرلندا تعتبر أول دولة في العالم تطبق حظراً على التدخين في الحانات والمطاعم وأماكن العمل المغلقة، وقد كان ذلك عام 2004م وتبعتها كل من إيطاليا والسويد واسكتلندا بوضع تشريعات مماثلة، أما في فرنسا فقد اصدر مرسوماً اعتبر سارياً من فبراير 2007م بمنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة والمسقوفة.أما على المستوى المحلي فلقد أصدرت بلادنا قانوناً عام (2005م) بشأن مكافحة التدخين ومعالجة أضراره منوهاً بأنّ التدخين لا يقتصر على السجائر فقط، بل يشمل كذلك الشيشة والشمة وغيرها مما يحتوي على تبغ عام أو مصنع كما نص القانون على حظر التدخين في الأماكن العامة كالمدارس والجامعات والمستشفيات ووسائل النقل الجماعية العامة، وكذا داخل مباني الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والمختلطة، وعلى الرغم من هذا فإننا قلما نشهد تطبيقاً لهذا القانون فما زلنا نرى المدخنين يدخنون في كل مكان ومع هذا فإنّ هناك وعياً بدأ بالظهور بين بعض الأفراد الرافضين للتدخين في الأماكن العامة.فمتى يدرك المدخنون أنّ حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وإن كانوا اختاروا طريق الموت البطيء فمن حق غيرهم من غير المدخنين أن يحافظوا على صحتهم وسلامتهم.