- المبادرة اليمنية بشأن إنهاء الانقسام الذي حدث في أرض السلطة الفلسطينية تعد أفضل خيار أمام حركتي فتح وحماس .. وقد تضمنت المبادرة مقترحات مثل إعادة الوضع في غزة إلى ما كان عليه قبل انقلاب حماس وإنشاء حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات مبكرة والاعتراف بمؤسسات السلطة والتزاماتها .. وقد وجدت من قبل عدة مبادرات داخلية وعربية، ولكن من غير المتوقع أن توجد خيارات أفضل في المستقبل إذا لم تمض فتح وحماس مع المبادرة اليمنية حتى النهاية .. ويعد إعلان صنعاء الذي وقع عليه ممثلا الحركتين قبل يومين من مقومات نجاح المبادرة التي سيجري الطرفان لاحقاً مزيداً من الحوار لوضع بنودها موضع التطبيق.- إن هذه المبادرة التي حظيت بقبول لدى الفلسطينيين وجامعة الدول العربية وأطراف عربية أخرى صدرت عن الدبلوماسية اليمنية الحكيمة والواقعية والحريصة دائماً على مصالح الشعب الفلسطيني وحقه في الأمن والحياة وإقامة دولة مستقلة، والتداول السياسي والإعلامي الواسع لهذه المبادرة شهادة لهذه الدبلوماسية، غير أنه كان من الواضح عدم اهتمام المعارضة اليمنية بالمبادرة والنجاح الذي حققته رغم أن الأمر يتعلق بمكسب وطني عام، لكن هذه المعارضة لم تقل بهذا الشأن كلمة حق وكأنها لو فعلت ستفقد عذريتها.- إن هناك تحديات متوقعة أمام هذه المبادرة، خاصة إذا لجأت بعض الأطراف إلى إعطاء بنودها تفسيرات خاصة بها إما لانتزاع مكسب أو للتهرب من التزامات تجاهها، ولكن على الدبلوماسية اليمنية أن تبقى دائما قريبة من الطرفين ومساعدتهما على المضي في الحوار حتى النهاية، كما سيتعين عليها أن تكون في غاية الصراحة في مكاشفة الشعب العربي خاصة الفلسطينيين حول أي محاولة يقوم بها طرف ما لإضعاف المبادرة أو وضع العراقيل للحيلولة دون تحقيق أهدافها .. ومثل هذه الصراحة كان ينبغي أن تقال من قبل الذين رعوا مبادرات سابقة لكنهم لم يواجهوا الرأي العام العربي أو الفلسطيني بكشف الطرف المتسبب في خرقها، واستمرار الانقسام والعنف في غزة.
|
تقارير
علينا حماية المبادرة
أخبار متعلقة