فيينا / 14 اكتوبر / رويترز :عندما تلعب هولندا مع روسيا غداً السبت في بطولة اوروبا لكرة القدم فان مدربها لن يكون الوحيد الذي سيستعيد ذكريات واحدة من اروع لحظات تاريخ اللعبة قبل 20 عاما تقريبا. وسيقود ماركو فان باستن منتخب هولندا من موقع المدرب في مدينة بال السويسرية لكن في مدينة ميونيخ الالمانية عام 1988 عندما تغلبت هولندا على الاتحاد السوفيتي السابق في نهائي كأس اوروبا كان موجودا في ارض الملعب ليحرز هدفا يراه كثيرون الاروع على الاطلاق. وكانت لحظة سحرية عندما تزامنت البراعة والفن والدقة في نفس الوقت لتصنع شيئا غاية في الجمال والروعة وهو ذلك الهدف الذي جاء يوم 25 يونيو حزيران عام 1988. وكانت هولندا متقدمة 1 -صفر على الاتحاد السوفيتي عندما احرز فان باستن هدفا في بداية الشوط الثاني ليحسم اللقاء لفريقه ويقوده للقبه الاول والاخير حتى الان. فبعد مرور تسع دقائق من زمن الشوط الثاني ارسل ارنولد موهرين كرة عرضية من ناحية اليسار الى فان باستن الذي كان يبعد مسافة قليلة عن خط الملعب ناحية الزاوية البعيدة من المرمى داخل منطقة الجزاء. وفي ظل وجود اثنين من المدافعين بين فان باستن والمرمى وحارسه رينات داساييف احد افضل حراس المرمى في العالم في ذلك الوقت كان امام المهاجم الهولندي خيار واحد وواضح وهو تمرير الكرة الى الخلف لاحد زملائه. لكن بفضل الثقة الكبيرة التي جاءت عن طريق اهدافه الثلاثة في مرمى انجلترا وهدف الفوز المتأخر على المانيا الغربية بقبل النهائي كان فان باستن يملك افكارا أخرى. وقرر فان باستن ان يحاول ما بدا مستحيلا من هذه الزاوية الضيقة ليطلق تسديدة مباشرة وقوية بقدمه اليمنى لتنطلق الكرة كالقذيفة بعيدا عن متناول داساييف وتسكن الزاوية البعيدة للمرمى. وصمت الذين حالفهم الحظ في الوجود بمدرجات الاستاد الاولمبي في ميونيخ وهم يشعرون بالدهشة ويتبادلون النظرات وهم لا يصدقون ما حدث لثانية اواثنتين قبل ان ينطلق هدير الجماهير الهولندية من الفرحة. وبدا فان باستن نفسه غير مدرك لحجم الانجاز الذي فعله او الطريقة الرائعة التي استخدمها لتسجيل الهدف. وقال فان باستن “سعادتي بالهدف جعلتني لا ادرك حقا كيفية تسجيله او ما فعلته. يمكنكم رؤية ذلك في انفعالي في ذلك الوقت. كنت اتساءل بشأن ما حدث.” وضمن هذا الهدف لفان باستن التواجد بين ابرز المهاجمين عبر تاريخ اللعبة. وبدأ فان باستن بطولة اوروبا قبل 20 عاما كهداف واعد لكن دون ان يثبت اقدامه حيث احرز الكثير من الاهداف في الدوري الهولندي لكنه عانى من الاصابات وقوة دفاع الاندية الايطالية في اول موسم له مع ميلانو. وخسرت هولندا مباراتها الاولى في البطولة 1 -صفر امام الاتحاد السوفيتي ثم نال فان باستن الذي شارك في تلك المباراة كبديل في الشوط الثاني فرصة المشاركة بشكل اساسي في اللقاء الثاني امام انجلترا. واحرز فان باستن ثلاثة اهداف ليقود هولندا للفوز 3 - 1 وجعلته ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب منذ ذلك الحين. وقال فان باستن “كانت هذه ذكرى جيدة للغاية ومباراة هامة جدا بالنسبة لي وبالنسبة لهولندا ولمشواري في اللعبة.” واضاف فان باستن مشيرا الى هدفه التاريخي في النهائي “كان هذا في الشوط الثاني وكنت منهكا قليلا. جاءتني الكرة من ارنولد موهرين وكنت افكر في ان استقبلها او ان اجازف بتسديدها مباشرة.” واضاف “تعلمون ان المرء يحتاج الى كثير من الحظ من اجل تسديدة مثل هذه. كل الامور سارت على ما يرام. كانت واحدة من تلك الامور التي قد تحدث احيانا.”